خاص العهد
طهران تلاحق الإرهاب في إدلب
محمد عيد
لم يخرج الرد الايراني على تنظيم "داعش" الإرهابي والحزب التركستاني عن دعم المجهود السوري - الإيراني المشترك في استئصال المجموعات الإرهابية في سورية والتي كانت ولا زالت من أهم أدوات الكيان الصهيوني في المنطقة.
وإذا كان الرد الايراني على هذه التنظيمات التكفيرية قد انطلق من داخل إيران نفسها فإن ذلك نتيجة لأن الاعتداءات من قبل الإرهابيين ومشغليهم الصهاينة قد وقعت في الداخل الإيراني. وكانت إدلب مسرحًا لتدريب "الدواعش" فيما شكلت الشركات الأمنية المستهدفة في كردستان غطاء لعمل الموساد المتربص بإيران وسورية والعراق وبقية دول المنطقة.
تأكيد لمبدأ الشراكة في مواجهة الإرهاب
أكد المحلل السياسي الدكتور أسامة دنورة أنه عندما يكون الاستهداف في الداخل الإيراني يأتي الرد على من قام به بشكل مباشر وواضح المعالم من قبل الجيش الايراني أو الحرس الثوري وليس كما يحاول البعض أن يوحوا بأنه عن طريق الحلفاء في محور المقاومة.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أشار دنورة إلى أن الرد على الاستهداف في الداخل الإيراني يأتي دائمًا على من قام بالاستهداف من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هكذا كان عندما تم استهداف الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس، فأتى الاستهداف للقواعد الأمريكية بالصواريخ البالستية بشكل واضح ودون مواربة وعلى نحو لم يتوقعه حتى أكثر من كان يؤمن بأن الرد الإيراني سوف يكون قويًا، ونتيجة الثقل الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية وقدراتها الردعية لم يكن هناك رد على الرد من قبل الأمريكيين.
وأضاف دنورة "عند استهداف كرمان، أتى الرد الايراني باتجاه قواعد الموساد الموجودة في كردستان العراق وكذلك باتجاه تنظيم "داعش" الذي اعترف بمسؤوليته عن الاعتداء، وبهذا تكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد عاقبت الأصيل والوكيل على حد سواء، وهذه إشارة واضحة إلى وجود تقاطع وتخادم متبادل بين الإرهابيين والعدو الصهيوني وأيضًا بشكل أو بآخر بين القوى الانعزالية التي يحاول الأمريكيون والاسرائيليون تشجيعها على تقسيم الدول العربية والإسلامية، وهذا الأمر كان واضحًا في التخادم بين الغرب بشكل عام وبين بعض الأحزاب الانفصالية التي انطلقت من كردستان العراق".
ولفت دنورة في حديثه لموقعنا إلى أن "الاستهداف في الداخل السوري كان ضد تنظيم "داعش" وضد الحزب التركستاني الذي يعتبر توأمه فيما يتعلق بالإرهاب في سورية ولأن الاستهداف كان في الداخل الإيراني فقد جاء الرد عن طريق الصواريخ المتمركزة في محافظة خوزستان ولم يتم عن طريق قوى موجودة في العراق أو سورية".
وفيما يتعلق بسورية، شدد المحلل السياسي على أن "الرد الايراني يأتي في إطار المعركة المشتركة التي يخوضها البلدان ضد الإرهاب، لذلك عندما يقوم الطرف الإيراني بهذا الفعل العقابي ضد المجموعات الإرهابية فهو في الآن نفسه يخدم المعركة السورية ضد الإرهاب المتمركز على الأرض السوريةK وكذلك فإنه يصب في إطار المواجهة الشاملة مع العدو الإسرائيلي المشغل والمتخادم والمستفيد من المجموعات الإرهابية".
رسالة إلى الكيان بدماء ارهابييه
من جانبه، يرى المحلل السياسي محمد خالد القداح أن الرد الايراني في هذا التوقيت الذي تشتعل فيه الأحداث في فلسطين ويزداد التوتر في لبنان ويحتدم الاشتباك به في البحر الأحمر، يؤكد بأن طهران مصرة على منع العدو من الإفادة من اشتعال الجبهات لرسم قواعد اشتباك جديدة تعزز أمنه وتنتهك في الوقت نفسه أمن محور المقاومة.
وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار قداح إلى أن استهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية مقر "الحزب الإسلامي التركستاني" في مدينة إدلب لم يكن اعتباطيا أو مجرد ضرب لمجموعة إرهابية بل كان نتيجة معلومات استخباراتية تشير إلى أن المنطقة المستهدفة هي التي دأب تنظيم "داعش خراسان" على التدريب فيها والتخطيط لاستهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية منها.