معركة أولي البأس

خاص العهد

سلاح الأرباح يُجدي
10/01/2024

سلاح الأرباح يُجدي

لطيفة الحسيني
 

تتوحّد اليوم 9 جهات عربية تحت عنوان مقاطعة كلّ ما يدعم الاحتلال مباشرة وغير مباشرة. حرب غزة التي دخلت شهرها الرابع أظهرت تعاطفًا عالميًا كبيرًا مع مظلومية الشعب الفلسطيني، وغيرةً شعبية عربية عريضة بيّنت أن مواقف الأنظمة لا تُصرَف لدى الأحرار ومن لا ينجرّ خلف موجات الخيانة والتطبيع.

اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل" و"حركة الأردن تقاطع"، والحملة الشعبية المصرية لمقاطعة "إسرائيل"، والجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو، والحملة الكويتية لمقاطعة الكيان الصهيوني، وحملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان، والحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وحركة المقاطعة في المغرب، وائتلاف الخليج ضد التطبيع، تجتهد من أجل توسيع رُقعة الحراك المناهض لمؤازرة العدو اقتصاديًا.

الهدف سحب كلّ استثمار يدرّ الأرباح على "إسرائيل". لائحة طويلة جدًا من الشركات والعلامات التجارية المتعاونة مع الاحتلال وُضعت تحت المجهر كي يُشهر بوجهها سلاح المقاطعة، بما ينسحب على كلّ القطاعات التي تحوي دعمًا لقتلة أطفال غزة أكاديميًا وثقافيًا ورياضيًا.

بعد كُبرى الشركات، يأتي اليوم الدور على مجموعة ماجد الفطيم الإماراتية والغاية المنشودة من قبل الجهات التسع فضّ شراكتها مع مجموعة "كارفور" الفرنسية التي دعمت حرب الإبادة في غزة، ولاسيّما أن الأخيرة ثبت تورّطها في مساندة الاحتلال عقب افتتاحها في أيار الماضي 50 فرعًا لخدمة جيش العدو لمساعدة حكومة "تل أبيب" في التغلّب على أزمتها الاقتصادية المتفاقمة.

المقاطعة تُجدي

رئيس الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع وعضو حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان الدكتور عبد الملك سكرية تحدّث لموقع "العهد" الإخباري عن الحملة التي تطلقها اليوم مجموعات المقاطعة ومناهضة التطبيع في المنطقة العربية عبر منصة "إكس"، وعبر رسائل ستُبعث إلى مجلس إدارة مجموعة ماجد الفطيم، بغية فضّ الشراكة مع "كارفور" الفرنسية، وإسقاط هذه العلامة التجارية من جميع متاجرها ومُعاملاتها في بلدان المنطقة العربية والتوقف الفوري عن عرض أو تداول أيّ منتجات تحمل اسم وشعار هذه الشركة.

الدكتور سكرية أوضح أن "الحملة المشتركة تهدف أيضًا لنشر ثقافة المقاطعة في العالم العربي، لافتًا إلى أن هذا الجهد يعود إلى نحو سنة لتوحيد كلّ المساعي وتبادل المعلومات والخُبرات حتى تكون الحملة على مستوى واسع وناجح.

وأشار الدكتور سكرية إلى أن "هناك نتائج جيّدة ومقبولة وملموسة في لبنان لحركة المقاطعة، لكنها متفاوتة حسب المناطق، فعلى سبيل المثال في مقهى "ستاربكس"- الحمراء وصلت نسبة المقاطعة إلى نحو 40% تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، لكن فروعًا أخرى في مناطق عدّة لم تصل إلى هذا الحدّ".

وفق الدكتور سكرية، أهمية هذه الحملات فائقة، فالشركات عندما تتلمّس تراجعًا للإقبال على مبيعات منتجاتها تُعيد حساباتها، خاصة أن القاعدة الاستهلاكية للعرب تتجاوز الـ400 مليون مُستهلك مقابل 7 مليون إسرائيلي داخل الكيان الصهيوني، وهذه الأرقام تهمّ الشركات العالمية جدًا، فهي مؤثّرة اليوم في الاقتصاد.

وجزم الدكتور سكرية بأن "هذه الجهود تُفضي إلى إرغام الشركات الداعمة للعدو على الانسحاب أو وقف استثماراتها أو التراجع عن عمليات شراء أسهم من قبل الصهاينة أو بناء مصانع تخصّهم أو تقديم تبرّعات لجنودهم".

وبتقديره، يجب أن يشعر ماجد الفطيم بأنه يخسر بسبب هذه الشراكة ويتراجع عن ذلك حتى يتحقّق الانسحاب، بغضّ النظر عن موضوع أن حكومته مُطبّعة فهو رجل أعمال وليس مُلزمًا بهذا الخيار هو أيضًا.

وخلص إلى أن "العقاب بالمقاطعة يُجدي وسلاح الأرباح فعّال أكثر من أيّ وقت مضى".

حملة مقاطعة داعمي اسرائيلعبد الملك سكرية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة