معركة أولي البأس

خاص العهد

تنبّأ بالشهادة وسعى إليها.. آخر ساعات الشهيد رضي موسوي
28/12/2023

تنبّأ بالشهادة وسعى إليها.. آخر ساعات الشهيد رضي موسوي

محمد عيد

كثرت التصريحات حول مسيرة المستشار العسكري، في الحرس الثوري الإيراني، الشهيد السيد رضي موسوي الذي اغتاله العدو الاسرائيلي في دمشق مؤخرًا بغارة غادرة. فهو، بحسب القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، كان من قادة الحرس الأكثر خبرة وتأثيرًا في ساحات المعركة وفي جبهة المقاومة.

في حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري، تحدث السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري عن الساعات الأخيرة من حياة الشهيد السيد رضي موسوي، والذي زار السفارة للمرة الأخيرة قبل ساعات من استشهاده في منزله الكائن في السيدة زينب (عليها السلام). كما كشف أكبري لـ"العهد" عن لقاء حصل بين الشهيد موسوي وكريمة الشهيد القائد قاسم سليماني التي زارت سوريا برفقة عائلتها، فأخبرها الشهيد موسوي أنه سيبقى في سوريا وسيستشهد فيها، وهو ما تحقق لاحقًا وكأنه كان يستقرأ الآتي.
 
مؤشر على هزيمة الصهاينة

السفير الإيراني أكد أن الشهيد موسوي حظي بتوفيق إلهي، منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ليكون في خدمة محور جبهة المقاومة، كانت مدة طويلة جدًا خدم فيها كل محور المقاومة، سواء في سوريا أم فلسطين أم أي مكان آخر، والكيان الصهيوني اغتاله بعمل جبان وإرهابي".

وكشف أكبري أن: "الشهيد موسوي كان في مكان عمله في السفارة الإيرانية، حتى الساعة الثانية ظهرًا، وخرج منها إلى مكان إقامته في بيته في منطقة السيدة زينب (عليها السلام)، لكنّ الكيان الصهيوني أطلق ثلاثة صواريخ استهدفت بيته؛ الأمر الذي أدى إلى استشهاده، وهو كان وحيدًا في بيته لأن عقيلته، وهي مدرّسة، كانت في عملها حينذاك".

وشدّد السفير الايراني في دمشق، في حديثه لموقعنا، على أن: "هذا العمل الإرهابي الجبان مؤشر على ضعف الكيان الصهيوني وارتباكه، وهو بمثابة تعويض عن الهزائم الكبيرة التي تلقاها بعد أكثر من ثمانين يومًا من عدوانه على قطاع غزة، وهذا الأمر يؤكد عدم تحقيقه لأي إنجاز في هذه الحرب. كما يؤكد بأنه تلقى الهزيمة من كل محور المقاومة، سواء من لبنان أم المقاومة اليمنية أم المقاومة العراقية"، مشيرًا إلى أن: "هذا الكيان في ذروة ضعفه وعدم قدرته على مواجهة المقاومين".

وأضاف بأنّ كل الأحرار في كل دول العالم، سواء في الدول الإسلامية أم غير الإسلامية، ينادون بالدفاع عن القضية الفلسطينية، وهذا النداء صار بمثابة منطق عالمي ضد الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، والصهاينة الآن يتخذون خطوات خلافًا للنصائح الأمريكية بالنسبة إلى ضرورة عدم توسيع نطاق الأزمة أو نطاق الحرب؛ لأن الأمريكيين يعرفون تمامًا بأنّ توسيع نطاق الحرب سيسهم في إزالة الكيان الصهيوني من الوجود، ولو كان الأمريكيون واثقين من قدرة الكيان الصهيوني على توسيع نطاق الحرب لكانوا هم أنفسهم من فعلوا ذلك من أجل مواجهة محور المقاومة، وفي الوقت نفسه؛ الأمريكيون يقدمون مساعدات هائلة لهذا الكيان المجرم القاتل للأطفال منذ أكثر من سبعين عامًا".

خلافًا للمعاهدات الدولية

وأكد السفير الإيراني في دمشق أنه: "في الظروف الراهنة أصبح الكيان الصهيوني كيانًا ضعيفًا، ومن أجل التعويض عن هزائمه أمام قوى المقاومة أقدم على هذه الجريمة خلافًا لكل المعاهدات الدولية واغتال المستشار العسكري الرسمي للسفارة الإيرانية، والذي لا تخفى على أحد خدماته التي كان يقدمها لمحور المقاومة، ويعرف الصهاينة تمامًا أن هذا الاغتيال لن يبقى من دون رد، وقد لاحظ الجميع كيف أن الصهاينة أعلنوا عن استنفار عام في الجيش الصهيوني؛ لأنهم ينتظرون الرد الإيراني المناسب لجريمة اغتيال هذا القائد الإيراني الكبير".

أكبري أشار إلى أن: "الصهاينة سيتلقون الرد المناسب في الزمان والمكان المناسبين، ودماء الشهداء ستعزز محور المقاومة وستزيده اقتدارًا بإذن الله، وهذا موضوع أساسي ومبدئي، والسيد رضي موسوي كان يعشق الشهادة وكان يحب كثيرًا أن يستشهد في سبيل قضايا محور المقاومة وهو الآن وصل إلى مبتغاه".
 
وتابع: "اليوم كل الذين يدافعون عن القضية الفلسطينية، سواء في الدول الإسلامية أم غير الإسلامية مثلًا في أمريكا اللاتينيه أو الدول الأوروبية إذا كانوا سيستشهدون في هذا الطريق فهم أيضًا شهداء الأقصى، وكل الذين يلاحظون الاحتلال الصهيوني ويدافعون عن الشعب الفلسطيني، سواء كانوا في اليمن أم في العراق أم في أية نقطة أخرى، إذا ما استشهدوا في هذا الطريق فهم أيضًا شهداء الأقصى، مثال السوريين الذين كانوا يجاهدون لدحر التكفيريين والقوى الظلامية، وكانوا يواجهون الاحتلالين الصهيوني والأمريكي كذلك هم شهداء الأقصى".

اللقاء الوعد

وبحسب السفير الإيراني؛ فإنّ الشهيد موسوي: "كان يعمل بشكل دؤوب، وكل أخوته وأصدقائه يؤكدون أنه كان يعمل أكثر من خمسة عشر ساعة يوميًا، وكانت لديه طاقة كبيرة للعمل الجهادي".

وكشف أكبري أنه: "قبل شهر من الآن كانت كريمة الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني مع عائلتها في زيارة إلى سوريا، وفي لقاء مع الشهيد رضي موسوي قال لهم إنه سيبقى في سوريا وسيستشهد فيها، وأن شهادته لن تكون بعيدة".

وختم حديثه لـ"العهد": "لقد كان يستعد للوصول إلى الشهادة.. وهو بأي حال وصل إلى أمنيته وهنيئًا له".

إقرأ المزيد في: خاص العهد