خاص العهد
هل ستعمل "ستارلينك" في لبنان؟
حسن شريم
ما يزال قطاع الاتصالات في لبنان عصيًا على الحل، فلا اجتراح لحلول جذرية تفضي إلى تطوير القطاع المذكور. هنا تعود بنا الذكراة إلى العام 2019، عندما اندلعت أحداث 17 تشرين الأول وكانت شرارتها ضريبة 20 سنتًا على التطبيق المجاني الـ"واتس آب" فرضها الوزير الأسبق محمد شقير، وتحديدًا على أول مكالمة يُجريها المشترك عبر الانترنت يوميًا، أما الاتصالات التي تليها فغير خاضعة للرسم. هذا القرار جوبه بانتفاضة عبّر عنها اللبنانيون على مختلف المنصّات الافتراضية وفي الشوارع.
اليوم؛ تسعى لجنة الإعلام والاتصالات برئاسة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي الى تطوير قطاع الاتصالات عبر تفعيل "ستارلينك"، وهي خدمة إنترنت قائمة على الأقمار الصناعية أنشأتها شركة "سبيس إكس" التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، وصُمّمت لتوفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق المحرومة التي لا يوفرها نظام خدمة الإنترنت التقليدي.
ما هو نظام "ستارلينك"؟
نظام "ستارلينك" يتألّف من آلاف الأقمار الصناعية الموضوعة، في مدار أرضي مُنخفض، تُربط ببعضها البعض لإنشاء شبكة متداخلة قادرة على توفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت. وتعمل الخدمة من خلال توصيل المستخدمين بالأقمار الصناعية عبر طبق هوائي يجري توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالمستخدم، والتي بدورها تكون متصلة بالإنترنت.
هذه الخدمة وُضعت لربط المناطق المنكوبة ومناطق الحروب بالإنترنت، واستفادت منها أوكرانيا، خلال الحرب الحالية مع روسيا، وحاليًا الخدمة متوفرة لـ40 دولة فقط.
القرم لـ"العهد": نسعى لخدمة المواطن بشكل أفضل
وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم يشرح لموقع "العهد" الإخباري نظام خدمة "ستارلينك"؛ فيقول: "هي اتصال بالانترنت عبر الأقمار الاصطناعية بخلاف الكابلات الأرضية، وهي موجودة في العديد من الدول حيث تمتاز بعدم كلفتها، فلا تتحمّل الدولة أيّة كلفة من ناحية التجهيزات إنما تجلب إيرادات للدولة بشكل أنّ المشترك فيها يدفع حصة "ستارلينك" وحصة الدولة بحسب الاتفاق بينهما، وكنا قد توصّلنا مع "ستارلينك" إلى حق الدولة الحصري بتوزيع هذه الخدمة على المواطنين".
ويتابع القرم: "كون هذه الخدمة هي أغلى من الخدمة العادية، فهي خدمة بديلة وليست أساسية، إذ تُمكّن العديد من الشركات والمواطنين من الاعتماد عليها كرديف لخدمة الانترنت في لبنان، ولا سيّما بعض القرى الحدودية النائية التي لم تتوفر لديها خدمة الإنترنت فتستفيد منها".
ولتفعيل خدمة "ستارلينك" يحتاج المشترك إلى شراء العدّة الأساسية من الشركة، وهي عبارة عن صحن لاقط مع قاعدته، جهاز توزيع (router)، وكابل 25 مترًا. ويتطلّب الحصول على الخدمة وضع اللاقط في أيّ موقع تحت السماء مباشرةً ليتصل بالشبكة عبر واحد من 4368 قمرًا صناعيًا أطلقتها في مدار الأرض لتأمين إنترنت سريع جدًا وبحزم كبيرة. وتتراوح كلفة المعدات بين 600 دولار للاشتراك المنزلي و15 ألف دولار للشركات الكبيرة وباشترك شهري للحزم الصغيرة يبدأ بـ120 دولارًا وصولًا إلى 25 ألف دولار.
وبحسب القرم، فإنّ هذه الخدمة تتطلب موافقة كل الجهات الأمنية، ولكن بعد قرار مجلس الوزراء برفض هبة مقدمة للوزارة من إحدى الجمعيات غير الحكومية NGO'S تسمّى P Foundation تضمّنت تقديم 150 جهازًا مع "الاشتراك بـ"ستارلينك" لمدة 3 أشهر على سبيل الإعارة ولوضع الأطر التنظيمية لهذا الموضوع، وذلك لحماية المستخدم النهائي من أي خرق، عدنا إلى المفاوضات حول تنظيم اتفاقية على المدى الطويل مع الشركة. واليوم ننتظر الموافقة الأمنية من الجهات المعنية التي تتواصل مباشرة مع شركة "ستارلينك"، وبالتالي أمامنا عدّة خيارات تجارية للموافقة عليها.
وبخصوص السؤال عن عدم تحسين خدمات الاتصالات من الشركات في لبنان بالرغم من تخصيص وزارة المالية جزءًا من الأموال لهذه الغاية، أجاب القرم أنّ السبب هو عدم إقرار موازنة 2023، وبالتالي لن تتمكن الوزارة من تحسين القطاع، "لكن نعوّل اليوم على هبة المازوت من العراق كما هبة الطاقة الشمسية من الصين ربّما تُسهم تلك الهبات في تحسين خدمات القطاع وخدمة المواطنين بشكل أفضل".
التكنولوجياالانترنتوزارة الاتصالات اللبنانيةجوني قرم