نقاط على الحروف
طوفان الأقصى وجبهات المحور.. ساحة واحدة
د. زكريا حمودان
انطلقت معركة طوفان الأقصى في غزة لكن يبدو أنها لن تنته حيث بدأت. فساحات القتال التي اشتعلت مع محور المقاومة تتطور نحو جبهات ربما ستكون هي المركز الجديد المغيّر لوجهة المعركة.
جبهة جنوب لبنان
لم تهدأ الجبهة الجنوبية في لبنان يومًا في مواجهة العدو الإسرائيلي، فهناك حرب مفتوحة لم يتجرأ العدو إلى تطويرها منضبطًا ضمن إيقاع فرضته المقاومة جنوبًا.
عديدة هي إنجازات حزب الله في هذه الحرب وتتمثل في ما يلي:
١- تأمين جبهة مساندة ذات أبعاد متعددة أهمّها البعد العسكري دعمًا للمقاومة في فلسطين، وبعضها قد يكون عبارة عن ضغط دولي واسع النطاق.
٢- استعادة التوازن العسكري في مواجهة تقنيات العدو المستحدثة من بعد حرب تموز 2006.
٣- توجيه رسالة للإسرائيلي ومن خلفه الأميركي مفادها أنَّ قوّة ردع المقاومة في جنوب لبنان باتت أكثر صلابة مما يتوقع.
حجم الألم الإسرائيلي من جبهة الشمال تظهّر من خلال الهجمة الدبلوماسية الدولية لبعض الشخصيات التي توافدت الى لبنان لتبحث في الـ ١٧٠١، وقد جوبهت برد واحد موحّد مفاده "لا حديث قبل وقف الحرب في قطاع غزة".
جبهة اليمن الاستراتيجية
إضافة إلى جنوب لبنان، تحركت جبهة اليمن على نحو مفاجئ ومغاير لجميع الحسابات الدولية، الأمر الذي وضع العالم أمام خيارٍ من اثنين على الشكل التالي:
١- إما الضغط على حكومة نتانياهو لوقف الحرب على غزة مقابل وقف الهجمات اليمنية على السفن التجارية في البحر الأحمر، وهذا السيناريو هو المتوقع قريبًا.
٢- إما توسع جبهة البحر الأحمر لتكون مدخلًا نحو صراعٍ تاريخي لن تسلم منه الملاحة الدولية أبدًا وسيكون مقبرةً للغطرسة الأميركية في بحار غرب آسيا.
ما يقدمه اليمن العزيز ليس تفصيلًا بل هو نموذج حقيقي عن قدرات محور المقاومة التي باتت تشكل الإنجاز الكبير برًا وبحرًا وجوًا، مما سيجعل العالم يعيد حساباته في العديد من المشاريع الاستراتيجية في منطقة غرب آسيا.
أما في العراق فقد كانت القواعد الأمريكية هدفًا مباشرًا لقوى المقاومة التي سبق وأخرجت العدد الأكبر من القوى الأميركية من العراق وهي مستمرة بمقاومتها كما يجب.
وإذا أردنا مقارنة الهجمات العراقية على القواعد الأميركية خلال معركة طوفان الأقصى لوجدناها أكثر بكثير من أي فترة سابقة، وهذا الأمر مرده إلى دور العراق كجبهة مساندة أساسية إلى جانب باقي الجبهات.
محور المقاومة اليوم يخوض معاركه على مختلف الجبهات بحيث لا ينفصل أبدا تأثير قذيفة الياسين ١٠٥ عن الصاروخ البالستي أو المسيّرة التي يطلقها اليمن مساندةً لقطاع غزة، كما لا يمكن فصل أيٍ منهما عن ما تقدمه المقاومة من إنجازات جنوب لبنان أو العراق مساندةً لفلسطين، فجميع هذه الجبهات باتت تشكل بيضة القبان في معركة طوفان الأقصى.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
12/11/2024
جونسون بعد شيا: وكر الشرّ لا يهدأ
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024