خاص العهد
"العهد" جنوبًا يكشف زيف أهداف العدو
سامر الحاج علي
مع كل تصريح كان الناطق باسم جيش الاحتلال يشير فيه إلى استهداف بنى تحتية للمقاومة في جنوب لبنان، خلال الأسابيع الأخيرة، كان بحثنا على الأرض، نحن الصحافيين المنتشرين بين قرى الحافة الحدودية وبلداتها، يطول ويستمر لساعاتٍ وربما لأيام في محاولة لمعرفة ماهية هذا الاستهداف أو تلك الغارة. جهدٌ تكثّف، خلال الأيام الأولى للهدنة المبرمة في غزة، والتي انسحبت أجواؤها على جبهة الجنوب، لتمكّننا من الوصول إلى مناطق جديدة كان التوجه إليها أشبه بالمستحيل، ومنها منطقة عين الزرقاء عند أطراف طيرحرفا، والتي كان العدو يتحدث مرارًا عن تدميره لمخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ فيها، ليتبين في المعاينة الميدانية أن الأهداف التي كان يروّج أنها استهدفت هنا، ليست إلا ألواح طاقة شمسية تغذي مضخة مياه البلدة التي دُمرت هي الأخرى.
محاولات جيش الاحتلال التي تكررت، على مدى أسابيع المواجهة، من أجل إيهام مستوطنيه وقيادته بأنه يصنع معادلات ردع مقابل أي تهديد من لبنان، تبدّدت هنا إذًا.
وسائط النار التي ألقاها العدو، لا سيما خلال الأسبوع الأخير ما قبل الهدنة، سقطت نماذج عنها في منشأة تابعة لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي في طيرحرفا لتدمر أجزاء منها وتوقف عملية ضخ المياه من أحد المصادر الرئيسة نحو خزانات البلدة، ومنها إلى الأحياء والمنازل التي بقي جزء لا بأس به منها مأهولاً بالمواطنين طوال أيام الحرب. وقد وُثّقت نتائج العدوان، خلال الجولة التفقدية التي نفذتها لجنة فنية، ترأسها رئيس دائرة المراقبة والتنفيذ في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي المهندس قاسم خليفة الذي استنكر باسم الوفد الاعتداءات التي تعرضت لها المنشآت المائية التابعة للمؤسسة، مثل الينابيع ومنظومات الطاقة الشمسية وعدد من الخزانات والشبكات في القرى لا سيما في طيرحرفا وعلما الشعب ويارين ومحيبيب، مشيرًا إلى أن الهدنة الحالية توفر الفرصة لهم من أجل الكشف على الأضرار وتقدير حجمها وطبيعتها تمهيدًا لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتأمين المياه بأسرع وقت ممكن للمواطنين.
وإلى جانب الضرر اللاحق بمحطة الضخ، كان خبر تدمير محطة الطاقة الشمسية التابعة لها ينزل كالصاعقة على الأهالي والبلدية الذين كانوا قد افتتحوها، خلال تموز الماضي، بعد تجهيزها بفضل التبرعات التي تكافلوا لتأمينها، سعيًا لضمانة وصول المياه بأقل كلفة ممكنة إلى منازلهم، فاستهدفها العدو بصاروخ ذكي معتقدًا أنه يشكّل بذلك ورقة ضغط إضافية عليهم. إلا أنهم وبالرغم من الواقع المستجد أكدوا وقوفهم إلى جانب المقاومة وخياراتها. إذ رأى رئيس بلدية طيرحرفا قاسم حيدر أن ادعاءات العدو الكاذبة انكشفت؛ حيث إنه لم يستطع استهداف أي منشآت لها علاقة بالمقاومة؛ بل قصف أرزاق المواطنين ومصالحهم، وبرأيه أن الضعف الاستخباري دفعه لقصف حقل الطاقة ومضخة المياه في محاولة لإيهام شعبه بتحقيق إنجازات ميدانية.
ويؤكد حيدر في سياق حديثه لموقع "العهد" الإخباري، أن مختلف الجولات والمعاينات الميدانية التي قامت بها الهيئات المعنية بمسح الأضرار لغاية اليوم في الجنوب، من مجلس الجنوب إلى مؤسسة جهاد البناء وغيرها، تكشف زيف ادعاءات العدو وقيادته. إذ لم تظهر أي استهدافات ذات طابع عسكري، إنّما القصف طال أماكن عمل لمزارعين في نطاق السهول الجنوبية من مؤسسات ومحال وبساتين وما إلى ذلك.
واضافة الى الأضرار التي لحقت بهذه المنشآت، كان العدو قد رسم صور إرهابه أيضًا من خلال استهدافه لمؤسسات رعائية وصحية وإعلامية، في العديد من المناطق الجنوبية خلال المرحلة الماضية، لا سيما مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في عيتا الشعب.