خاص العهد
بالأرقام.. هذا ما أنجزته المقاومة عند الجبهة الشمالية للعدو
فاطمة سلامة
في خطابه، خلال الاحتفال التكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، اختصر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مشهد المواجهة مع العدو الذي حقّقه حزب الله عند الحدود الشمالية. جبهة لبنان استطاعت أن تجذب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان. جزء مهم من هذه القوات هي قوات نخبة وقوات نظامية. نصف القدرات البحرية الإسرائيلية موجودة في البحر المتوسط. ربع القوات الجوية مُسخّرة باتجاه لبنان. ما يُقارب نصف الدفاع الصاروخي، أي القبّة الحديدية والقبّة الصاروخية والباتريوت وما شاكل، مُوجّه باتجاه جبهة لبنان. ثلث القوات اللوجستية مُوجّهة باتجاه لبنان، فضلًا عن أنّ ثلاث وأربعين مستعمرة أُخليت في الشمال.
بموازاة هذه الوقائع، يزعم بعضهم في لبنان من مرتزقة السفارات الأجنبية أنّ حزب الله لم يُساند الشعب الفلسطيني. يبدو مُطلقو هذه الادعاءات وكأنهم يعيشون في كوكب آخر. طبعًا، هم يرون ويشاهدون ما تُحقّقه المقاومة؛ لكنّهم - وعن سابق تصور وتصميم- يضحكون على أنفسهم ويكذبون الكذبة ويصدقونها. ولأنّ الماء تكذّب الغطاس، كما يقول المثل، كذلك الأرقام سيدة الحقيقة. فعلى مدى أكثر من شهر ونصف؛ تمضي المقاومة الإسلامية قدمًا بقضّ مضاجع العدو. في الثامن من تشرين الأول 2023 افتتحت عهد عملياتها، فاستهدفت مجموعات الشهيد القائد عماد مغنية، صباح الأحد، مواقع الاحتلال في مزارع شبعا وكفرشوبا المحتلة: الرادار- زبدين - رويسات العلم. الهجوم جاء وفقًا لبيان المقاومة الأول تضامنًا مع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال.
افتتاح مجموعات الشهيد مغنية سلسلة الرد تحمل رمزية خاصة لقائد توعّد سماحة السيد نصر الله أنّ دمه سيُخرج الصهاينة من الوجود، إن شاء الله. وبعد البيان الأول، أصدرت المقاومة سلسلة بيانات بلغت 230 بيانًا، بدءًا من 8 تشرين الأول حتى 23 تشرين الثاني 2023. بيانات أعلنت فيهم عن 206 استهدافات للعدو و24 هجومًا. سُبّحة العمليات كرّت في اليوم التالي؛ أي في 9 تشرين الأول، حين استهدفت المقاومة ثكنة برانيت مركز قيادة فرقة الجليل وثكنة أفيفيم قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي بعد استشهاد ثلاثة من الأخوة المجاهدين، وردًا على الاعتداءات الاسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية.
تصاعد وتيرة العمليات
ويومًا بعد يوم، بدأت وتيرة الاستهدافات تتصاعد ليزداد معها عدد البيانات. في 14 تشرين الأول، لم تكتف المقاومة ببيان واحد نظرًا إلى ارتفاع عدد الهجومات، فأصدرت بيانين. وفي اليوم التالي، أي في 15 تشرين الأول، أصدرت 5 بيانات، كان أولها ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت الصحافيين وأدت إلى استشهاد الصحافي عصام العبد الله وجرح عدد من الصحافيين، وأيضًا ردًا على القصف الذي أدى إلى إصابة منزل في شبعا واستشهاد المواطنين: خليل أسعد، علي هاشم، ورباد حسين العاكوم، تبعها بيان ردًا على قتل الصحفيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا.
وتيرة البيانات استمرّت بالتصاعد؛ في 18 تشرين الأول صدر 6 بيانات، وفي 20 تشرين الثاني صدر الرقم ذاته. أحد الاستهدافات كان ردًا على استهداف الصحافيين والاعتداءات على المدنيين قرب موقع العباد واستشهاد الشاب عبد الله البقاعي. وفي 29 تشرين الأول؛ استخدمت المقاومة، لأول مرة منذ بدء سلسلة العمليات، صاروخ أرض - جو في منطقة شرق الخيام. أحد البيانات التي أصدرتها المقاومة في 2 تشرين الثاني، أعلنت فيها عن استهداف تسعة عشر موقعًا ونقطة عسكرية صهيونية، بالتزامن مع هجوم شنّته بالمسيرات الهجومية على ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. وسُجّل، في هذا اليوم، استخدام المقاومة للمرة الأولى مسيّرتين انقضاضيتين هجوميتين مليئتين بكمية كبيرة من المتفجرات على مقر كتيبة الاحتلال، في ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية، وقد أصابت أهدافها بدقة عالية.
وفي 5 تشرين الثاني، جرى الإعلان عن استخدام صواريخ "غراد" للمرة الأولى استهدفت مستعمرة كريات شمونة ردًا على الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني باستهداف سيارة مدنية عند طريق المعيصرة، بين عيناتا وعيترون، أدت إلى استشهاد سيدة وثلاثة أطفال من حفيداتها. وفي 8 تشرين الثاني، استُهدفت قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة دوفيف في القطاع الأوسط ردًا على العدوان الصهيوني الآثم الذي استهدف سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية.
وتيرة الاستهدافات توسّعت؛ ففي 11 تشرين الثاني أي في ذكرى "يوم الشهيد"، أصدرت المقاومة 7 بيانات، الرقم استمرّ بالتصاعد. وفي 16 تشرين الثاني كان للمقاومة 9 بيانات، وفي اليوم التالي، أي السابع عشر 13 بيانًا، أعلنت المقاومة في أحد البيانات عن استهداف محلّقتين انقضاضيتين هجوميتين تجمعًا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع المطلة.
وفي 20 تشرين الثاني، استخدمت المقاومة ولأول مرة في عملياتها صواريخ بركان من العيار الثقيل، أربعة منها استهدفت ثكنة برانيت، مركز قيادة الفرقة 91 ما أدى الى تحويلها لأثر بعد عين. وفي اليوم نفسه أيضًا جرى استخدام ثلاث مسيّرات هجومية استهدفت مراكز تجمع جنود الاحتلال الإسرائيلي غرب كريات شمونة.
وفي 21 تشرين الثاني؛ بلغ عدد البيانات 12، أحدها كان دعمًا للشعب الفلسطيني وردًا على قيام العدو باستهداف الصحافييَن في قناة "الميادين" وسائر الشهداء المدنيين. أما الرقم القياسي من البيانات والاستهدافات فقد جاء في يوم الخميس في 23 تشرين الثاني 2023، حين كان للمقاومة الإسلامية 22 بيانًا أعلنت فيها عن استهداف مواقع وتجمعات العدو على طول الحدود وفي ثلاثة قطاعات: الأوسط، الغربي، والشرقي.
تنوع الأسلحة المستخدمة
وكما تصاعدت وتيرة العمليات، تنوّعت الأسلحة التي استعملتها المقاومة، والتي لم تُفصح حتى الساعة سوى عن جزء منها. استخدمت المقاومة مختلف أنواع الأسلحة المناسبة الصاروخية والرشاشة، من بينها سلاح 57 ملم، وأطلقت صواريخ موجهة، قذائف هاون ومدفعية، صواريخ أرض جو، صواريخ غراد، صواريخ بركان، ومسيرات هجومية انقضاضية.
وعلى عكس حال الإنكار الشديدة التي يعيشها العدو للتعتيم على خسائره، حقّقت سلسلة الهجومات والاستهدافات اليومية التي نفّذتها المقاومة هدفها في إيلام العدو. كاميرات الإعلام الحربي وثّقت خسائر على طول الحدود، طالت مواقع وثكنات وأجهزة رصد وتجمعات لمشاة وتحشيدات وتموضعات لجنود العدو.
الإصابات البشرية
وقد سجّلت الإصابات البشرية على الشكل الآتي:
-إصابات بين قتيل وجريح (عدد 25)
-إصابات ما بين مؤكدة ومباشرة لعدد من الجنود (عدد 60)
-قتل كامل عناصر قوة إسرائيلية (عدد 2)
الإصابات المادية
أما الإصابات المادية فقد توزّعت على الشكل الآتي:
- إصابة مواقع واستهداف التجهيزات الفنية والتقنية والتجسسية (عدد 22)
-إصابات مباشرة ودقيقة ومؤكدة (عدد 107)
- إصابة وتدمير دبابات ميركافا وملالات وجرافة (عدد 19)
- استهداف مسيّرة إسرائيلية (عدد 2)
وفي ما يلي أسماء بالمواقع والثكنات والمستعمرات المستهدفة:
المواقع
ــ زرعيت ــ الصدح ــ رمثا ــ جل الدير ــ العباد ــ زبدين ــ المالكية ــ مسكفعام ــ السماقة ــ "البحري" مقابل رأس الناقورة ــ راميا ــ جل العلام ــ المطلة ــ الرادار ــ الراهب ــ رويسات القرن ـ رويسات العلم ــ بركة النقار(موقع مراقبة ورصد) ــ العاصي ــ حدب البستان ــ هرمون ــ المنارة ــ ميتان ــ حانيتا ــ الضهيرة ــ راميم ــ بياض بليدا ــ نقطة عسكرية مقابل بلدة رامية ــ شتولا ــ خربة زرعيت ــ المرج ــ تلة الطيحات جنوب المنارة ــ بركة ريشا ــ ابو دجاج ــ موقع الجرداح ــ خربة ماعر ــ حدب يارون
الثكنات
ــ ثكنة دوفيف ــ شوميرا ــ زرعيت ــ راميم ــ زبدين ــ يفتاح ــ ميتات ـ حانيتا ـ بيرانيت
المستعمرات والقرى المحتلة
ــ شلومي ــ سعسع ــ يرؤون ــ أفيفيم ــ نطوعا ــ المطلة ــ كريات شمونة ــ المنارة ــ طربيخا ــ حرج راميم ــ حرج المنارة ــ خلة وردة
أهداف الرد
وحول هدف الرد، فقد أكّدت المقاومة، في 122 بيانًا، أن الاستهدافات تأتي دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وتأييدًا لمقاومته الباسلة والشريفة. أما البيانات الأخرى فقد جاءت، بالإضافة إلى دعم الشعب الفلسطيني، ردًا على: قتل المدنيين، استهداف المجاهدين، استهداف الصحفيين، استهداف سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية، استهداف إحدى نقاط المقاومة الإسلامية، قصف البلدات والقرى الجنوبية واستهداف بعض المنازل.
ويُشار الى أنّ 203 عمليات من أصل 230 نُفّذت بتوقيع "مجاهدي المقاومة الإسلامية"، أما بقية العمليات فتوزعت وفقًا للتواقيع الآتية: مجموعات الشهيد القائد عماد مغنية، مجموعة الشهيد الاستشهادي حسين منصور، مجموعة الشهيد علي كامل محسن، مجموعة الشهيدين ابراهيم حبيب الدبق وعلي عدنان شقير، مجموعة الشهيدين حسين فصاعي وأحمد قصاص، مجموعة الشهيدين حسين كمال المصري وعلي يوسف علاء الدين، مجموعة الشهيدين حسين هاني الطويل ومهدي محمد عطوي، مجموعة الشهيدين علي حسن حدرج وعلي رائف فتوني، مجموعة الشهيدين علي يوسف علاء الدين وحسين كمال المصري، مجموعة الشهيدين محمود أحمد بيز وحسين عباس فصاعي، مجموعة الشهيدين محمد طحان وأحمد قصاص، ومجموعة الشهيدين محمود بيز ومهدي عطوي.