نقاط على الحروف
العالم قال كلمته اتجاه فلسطين.. إلا أشباه الرجال
د. زكريا حمودان
منذ بداية معركة طوفان الأقصى دخل العالم مرحلة جديدة عنوانها فلسطين. من المؤكد أن الأيام الأولى للمعركة التي شهدت صدمة مدوية لحلفاء الكيان الصهيوني سمحت لهذه الدول المؤيدة للكيان بأن تقمع أصوات الشعوب وحريتهم في مناصرة القضية الفلسطينية. لكن وبعدما شاهد العالم برُمته اجرام الكيان بحق المدنيين، تبدلت الكثير من الآراء.
طابخ سم التكنولوجيا والغزو الثقافي آكله في الاجرام
قال لي صديقي الخبير بالعلاقات العامة بأنَّ الغرب أثر فينا من خلال غزوه الثقافي لنا عبر وسائل التواص الاجتماعي بمختلف أشكالها، وأضاف: طابخ السم آكله. لقد غزت "السوشيل ميديا" العالم لتنشر جرائم العدو الصهيوني الغاشم بحق الأطفال والنساء. لقد سقطت القيم الانسانية والاخلاقية أمام جرائم العدو، وظهرت أمام العالم صورة الشعب المظلوم الذي يُقتل بسلاح الغرب.
صور زعماء الدول الغربية الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى بأنها معركة مظلومية للكيان، فأخبروا شعوبهم عبر التصريحات الاعلامية أن الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس قد اعتدت على "السكان" العزل في غلاف غزة، لكن لم يذكروا لهم ان قطاع غزة برمته محاصر منذ سنوات وان العدو الاسرائيلي لديه اكثر من ٧ الاف أسير، وان مشروعه طمس القضية الفلسطينية، وأن في كيان العدو لا يوجد شعب، بل مستوطنون غزاة.
أشباه الرجال لا يتجرؤون على فتح معبر حدودي
خرجت تصريحات مخزية من بعض الدول العربية، وأغلب قادة وزعماء العرب صمتوا وخضعوا وارتدعوا، وقالوا لأهالي غزة "حتى الماء غير مسموح أن نعطيه لكم". سقط النظام المصري من عين الأمة لانه يطلب الاذن لفتح معبر حدودي انساني، واختفى ولي العهد السعودي عن المشهد، وانبطحت الامارات تحت اقدام الصهاينة.
جميعهم خسروا لأن فلسطين هي البوصلة، فابن سلمان الموهوم بالولاية كان سيخرج بطلًا قوميًا لو كان فيه ذرة من الانسانية والرجولة تجاه ابناء فلسطين. اما الرئيس المصري الذي كانت امامه ورقة مهمة للانتخابات الرئاسية المقبلة فقد وقف الى جانب الباطل رافضًا فتح الحدود مع قطاع غزة للمساعدات الانسانية.
شعوب العالم زحفت بالملايين
بعدما ظهرت مقاطع فيديو توثق جرائم الكيان انتفضت شعوب كاسرة حدود الخوف، وخرج الآلاف في اوروبا وتحديدا في الدول المؤيدة للعدو الاسرائيلي ليقولوا لا لقتل المدنيين. ما شاهدناه بعد قرابة أسبوعين من المعركة بدأ يتفاقم عالميًا ويشكل عامل ضغط شعبي على جميع حكومات القرار في العالم خاصة أننا دخلنا في الاسبوع الرابع من جرائم الكيان الصهيوني على المدنيين في قطاع غزة.
العالم بات يعرف اليوم وبالدليل الذي لا شك فيه أن الكيان الصهيوني مجرم حرب ولا مكان له في هذا الكون مثله مثل الولايات المتحدة الامريكية التي قتلت الملايين تنفيذًا لطموحات اقتصادية عالمية.
اليوم وغدًا وكل يوم يُستكمل فيه العدوان على اهالي غزة من المدنيين يتشكل رأي عام عالمي مؤيد لوقف العدوان على قطاع غزة. لذلك من المؤكد أن كل انسان اينما كان يستطيع أن يدعم غزة والقضية الفلسطينية عبر نشر الحقيقة لانها كافية لادانة العدوان.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
12/11/2024
جونسون بعد شيا: وكر الشرّ لا يهدأ
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024