خاص العهد
واشنطن تكشف عن خسائرها وتدفع بتعزيزات إلى قواعدها في سورية والمنطقة
دمشق - علي حسن
أعلن وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن أن الولايات المتحدة بصدد نشر بطاريات دفاع جوي من طراز ثاد وباتريوت لحماية القواعد الأمريكية في كل من العراق وسورية، وكان قد سبق هذا القرار قرار آخر بإرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة هما جيرالد آرفورد مع خمس سفن مرافقة وكذلك أيزنهاور مع ثلاث سفن والايعاز لأكثر من ألفي جندي بالاستعداد للذهاب إلى منطقة الشرق الأوسط.
ثاد بعد الباتريوت تفادياً لتكرار الفشل
وفي الحديث عن خلفيات التعزيزات الأمريكية في المنطقة، قال الخبير العسكري العميد علي خضور لموقع "العهد" الإخباري إن الجولة الأخيرة من المواجهات بين قوى المقاومة والقوات الأمريكية في قواعدها في سورية والعراق أثبتت زيف الادعاءات الأمريكية حول قدرة منظوماتها الدفاعية على مواجهة عمليات المقاومة المناوئة لها وخاصة فيما يتعلق بمواجهة الطائرات المسيرة التي نجحت في الانقضاض على القواعد الأمريكية وإصابتها بشكل مباشر وهو ما اقر به الجيش الأمريكي الذي اعترف بمصرع متعاقد أمريكي (بنوبة قلبية أثناء الإغارة بطائرة مسيرة) وبإصابة 24 جنديا أمريكا آخرين في 13 هجومًا بالمسيرات 10منهم في العراق و3 في سورية دون أن تتمكن تلك الدفاعات في منع المسيرات من استهداف تلك القواعد.
وعن الفارق الذي يمكن أن تحدثه صواريخ ثاد بعد فشل الباتريوت قال الخبير العسكري إنه رغم تطور ثاد بالمقارنة مع الباتريوت إلا أن رصد وتدمير الطائرات المسيّرة أمر في غاية الصعوبة خاصه وأن هذه المسيّرات صغيرة الحجم وتحلق على مستويات منخفضة وسرعتها كسرعة الطير الأمر الذي يوقع المشرفين على الرادار بحيرة من أمرهم ويجعلهم عاجزين عن رصدها وتدميرها.
وأكد العميد خضور أن الفشل الأمريكي في تلك المواجهات كان مضاعفًا فالهجمات لم تكن مفاجئة خاصه بعد تفجر الأوضاع في قطاع غزة كما أن نوع المسيرات التي تستهدف القواعد الأمريكية لا يقارن بما يملكه محور المقاومة من أنواع أحدث وأهم وأكثر قدرة تدميرية والذي من الممكن استخدامه في حال أخذت الأحداث في غزه اتجاها خطيرا لا يمكن السكوت عليه. ورأى الخبير العسكري أنه أيا كانت التعزيزات التي من المفترض أن تصل إلى القواعد الأمريكية في المنطقة فإنها لن تحقق العلامة الفارقة في أي نزال مقبل وستبدو هذه القواعد أشبه بالجزر المعزولة في محيط من الأعداء وستكون نقطة ضعف للأمريكيين بدلاً من أن تكون مصدر تهديد وقوة تلوح بها الإدارة الأمريكية.
أمريكا تطلب من "تل أبيب" تأجيل الهجوم ريثما تكتمل الحشود
وعن الأثر الذي يمكن أن تحدثه التعزيزات الأمريكية على معركة "طوفان الاقصى" التي تدور رحاها في غزه، قال المحلل السياسي محمد علي لموقع "العهد" الإخباري إن عملية طوفان الاقصى وضعت الإدارة الأمريكية في موقف صعب فهي مجبرة على التدخل لحماية ربيبتها في المنطقة من هزيمة مذلة ولكنها تدرك في نفس الوقت خطورة الوضع الذي ينتظر قواتها في المنطقة، فغزة ليست وحدها وهي ركيزة أساسية من ركائز محور المقاومة الممتد من طهران إلى دمشق مروراً بالعراق وسوريا بالإضافة إلى اليمن الذي بات عنصرا فاعلاً ورقما صعبا في المعادلة الإقليمية. كما أن انشغال الولايات المتحدة في حرب البلقان ومحاولة تطويق الصين يجعل من حرب غزه عبئا كبيرا عليها ومصدر تشويش لخططها المرحلية في أولية الصراعات.