نقاط على الحروف
خريطة المنطقة بعد طوفان الأقصى
د. زكريا حمودان
دخلنا الأسبوع الثالث من الحقد الصهيوني على العرب والمسلمين من غير المطبعين، لكن هذه المرة ندخل حربنا الطويلة وما زلنا منتصرين عسكريًا. لم يعتد العدو على هكذا نوع من الهزيمة، فهو اعتاد على استعادة المبادرة في مختلف المواجهات إلا مع محور المقاومة، بات يتقهقر المرة تليها الأُخرى، وفي كل مرة يتم تثبيت معادلات جديدة تؤكد أنه الى زوال.
غزة بعد العدوان
لا أحد يمتلك سيناريو ما بعد العدوان على الأبرياء في غزة، ولا أحد يستطيع في الكون تبرير جريمة الحقد الأميركي والاسرائيلي على الأطفال والعائلات من المدنيين الأبرياء. أما البنية العسكرية لفصائل المقاومة في القطاع، فما زالت متماسكة وربما أقوى من ذي قبل، وهي جاهزة لاستكمال النصر العسكري اذا تجرأ العدو على الاجتياح البري بغض النظر عن حجمه، فهو عندما تقدم عدة أمتار تم صده عند أبواب غزة.
بعد العدوان ستخرج غزة أقوى مما سبق، ستخرج منتصرة لفلسطين الدولة التي ستفرض نفسها على العالم برُمته والتي ستُعيد للفلسطينيين حقوقهم على مختلف المستويات سواء الاسرى أو اهالي الضفة الغربية أو حتى حقوق اهالي غزة المحاصرة. جميع هذه النقاط سنحتفل بها بعد النصر، لاننا مع دخول أسبوعنا الثالث حافظنا على الانتصار.
الكيان الصهيوني بعد الهزيمة
لا بد من ان نتطلع الى عدونا وما يعيشه من ازمات تعطينا مؤشرات عن واقعه بعد معركة طوفان الاقصى. ازماته التي كان يعيشها منذ عدة اشهر تضاعفت بعد تلقيه الصفعة الاقوى في تاريخه، فهو لا يتجرأ على اجتياح القطاع الذي حاصره لاشهر، ودمره بآلاف الغارات، فكيف له ان يتجرأ ان ينظر بعد ذلك الى واقعه الداخلي؟
من المؤكد ان نسبة الذين سيتركون الاراضي المحتلة من دون عودة اليها ستكون كبيرة جدًا خاصة من العلمانيين الذين يعتبرون ان اي بقع من بقاع الارض هي مقر لهم طالما انهم غير مرتبطين بهذا الكيان ارتباطًا عقائديًا.
من جهة أخرى قد تعصف ازمة سياسية داخلية بكيان العدو من المرجح ان تكون مدخلًا لحرب اهلية في حال وضعت بعض الطروحات على الطاولة كسحب الاعتراف داخليًا بالبعد العقائدي لدولة العدو الامر الذي سيحقق انتصارًا للقضية الفلسطينية من جهة، ويدخل العدو في ارباك داخلي لا احد يعرف اين سينتهي به المطاف.
لبنان وسوريا خارج الحصار الاقتصادي
أما ساحة الجنوب اللبناني، فثبتت الكثير من المعادلات، وأهمها:
١- التزام العدو بقواعد اشتباك خرقتها المقاومة في جنوب لبنان دفاعًا عن غزة وخدمة للقضية الفلسطينية.
٢- فرض انضباط عسكري على العدو منعه من احتكار الساحة اللبنانية واعتبارها مباحة لتصفية الحسابات، مما يؤكد ضعفه في الاغارة على أي هدف خارج نطاق الاشتباك المحدود في الجنوب اللبناني.
٣- انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان لبيروت التي لم تكن يومًا بهذه القوة والمناعة، وكانت سابقًا معبرًا لتصفية اي حساب للعدو مع لبنان، ها هم سكانها اليوم يعيشون حياتهم بشكل طبيعي جدًا غير آبهين بقدرات العدو الاسرائيلي، وثقتهم بمقاومتهم تفوق التوقعات.
هذه المعطيات الحالية تؤكد ان الحسابات السياسية والاقتصادية بعد طوفان الاقصى ستتبدل عما قبله، ولا شك ان الحوارات لاحقًا يجب ان تصب لصالح لبنان وسوريا سياسيًا واقتصاديًا.
ما نعيشه اليوم هو مرحلة ما قبل الاحتفال بالنصر الكبير، ومع هذا النصر سترسم خريطة المنطقة بعد طوفان الاقصى.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
12/11/2024
جونسون بعد شيا: وكر الشرّ لا يهدأ
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024