خاص العهد
رسائل غربية بالجملة الى حزب الله.. وردٌّ صريح
فاطمة سلامة
اعتادت الأنظمة الغربية في مسار تدخلاتها الطويل في الدول أن لا تكرر كلمتها مرتين. تطلب فتُطاع بلا تردُّد أو حتى استيضاح. هذا الديدن يبدو جليًا خلال تعاطيها مع نماذج من الدول العربية. إلا أنّ الصورة "النمطية" المذكورة كُسرت من بلد صغير على الخارطة العالمية اسمه "لبنان". كسرتها فيه حركة إسلامية إيمانية جهادية تُدعى حزب الله. تلك الحركة لا تعرف للمحاباة والتزلف طريقًا. تملك من الشجاعة والقوة ما يجعلها ترفع "لاءاتها" الكبيرة في وجه كبريات العواصم الغربية. هذا ما بدا جليًا خلال الأيام القليلة الماضية حيث انهالت الرسائل بالجملة على حزب الله منذ اليوم الأول لبدء معركة "طوفان الأقصى" طالبة منه الوقوف على الحياد وعدم الانخراط في المعركة.
تؤكّد مصادر مطّلعة لموقع "العهد" الإخباري أنّ كل الدول الغربية بعثت منذ بداية المعركة ــ ولا تزال ــ رسائل الى حزب الله بالمباشر وغير المباشر لتحييده عن المعركة. تفضّل المصادر عدم الدخول في الأسماء التي بات بعضها معروفًا، لكنها تقول في دلالة على عدد الدول الكبير: "ربما هناك دولة واحدة اسمها "نيكاراغوا" لم تتحدّث الينا بعد". أما فحوى الرسائل فيكشف توحّد العالم الغربي كله ومن زاوية واحدة خلف "اسرائيل" وسط تبنّي المواقف "الإسرائيلية" والترويج لسردية سياسية لمعركة "طوفان الأقصى" بالتركيز على أن هناك قتلى مدنيين من الكيان الصهيوني، واستغلال هذا الأمر لإجراء تشبيه بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ــ التي تدافع عن بلدها ــ وتنظيم "داعش" الإرهابي. وعلى قاعدة مزعومة أن هناك تحالفًا دوليًا ضد "داعش" يقولون في الرسائل إنّ "تحالفهم الدولي ضد "حماس""، ويهملون في رسائلهم المجازر المروّعة التي يرتكبها العدو في غزّة، في سياق رؤيتهم المشوّهة للأحداث والتي لا تكون سوى بعين واحدة، وبازدواجية معايير لا يرون فيها سوى مصلحة "إسرائيل".
تشدّد المصادر على أنّ رسائل الدول الغربية تقول لحزب الله ما فحواه:" نحن ذاهبون لـ"مسح" "حماس"، ذبح وتدمير غزة، وأنتم في حزب الله يجب أن تكونوا على الحياد". إلا أنّ حزب الله ــ وفق المصادر ــ ردّ باللهجة المناسبة بأنّ كل أساليب الترهيب والترغيب لا تُجدي نفعًا، وحزب الله يعرف مسؤولياته جيدًا، وهو بالتأكيد ليس على الحياد". وفق المصادر، تلقّى حزب الله الرسائل وردّ عليها بمواقف واضحة بيّنت للدول الغربية أنّ "لغة التهديد والترغيب لا تقدم ولا تؤخر، ومختلف الرسائل لن تكون عامل قيد على موقف حزب الله".
لا شك أنّ الرسائل الغربية التي أرسلت لحزب الله تتناغم مع ما يُعبّر عنه صراحةً قادة أميركيون وغربيون وصهاينة من مخاوف فعلية من انخراط حزب الله في حرب واسعة مع كيان العدو. بعض تلك المخاوف ظهر في تصريحات مباشرة للعلن حيث قال مسؤولون أميركيون: "إنّ البيت الأبيض يريد أن يفعل كل شيء لمنع حزب الله من الانضمام إلى الحرب". وبعض المخاوف حملتها تسريبات كتلك التي حذّر فيها الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من حسابات خاطئة عند الحدود الشمالية، و"سوء تقدير" قد يؤدي إلى تصعيد شامل ضد حزب الله.