طوفان الأقصى
واشنطن تتولى إدارة حرب "إسرائيل" ودول المحور ترسم خارطة "الحرب الشاملة"
خليل نصر الله
ستة أيام على عملية طوفان الأقصى، المواقف الدولية باتت واضحة، والاصطفاف ذاته الذي تشهده أوكرانيا تشهده غزة، والقيادة والمايسترو هي الولايات المتحدة الاميركية التي حسم رئيسها الموقف عبر ضوء أخضر للكيان لشن عدوان واسع و"حاسم" على القطاع، لتتولى إدارته تأمين شيء من "الردع الإقليمي" لعدم توسعة الجبهات.
في تصريح له، منح الرئيس الأميركي ضوءا أخضر لتل أبيب التي أعلنت منذ اليوم الأول حالة الحرب، لرد "حاسم"، حسب تعبيره، شانًّا في الوقت عينه هجوما لاذعا على حركة المقاومة الاسلامية ـ حماس، التي وصفها بالإرهابية والإجرامية والتي تسعى إلى "قتل اليهود"، كما قال، وهو خطاب يحاول من خلال استثارة الرأي العام الغربي، واسترضاء اللوبيات اليهودية داخل واشنطن نفسها.
وما صرح به الرئيس الأميركي تبعه تصريحات لعدد من أركان إدارته، جلها صبت في خانة الدعم المفتوح لتل أبيب، وتوضيح بعض ما ورد على لسان بادين خصوصا فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية وإرسال خبراء الى الأراضي المحتلة.
مجمل التصريحات الأميركية صدرت مع عمل ماكينتها الدبلوماسية على صعيد المنطقة لتأمين الدعم لـ"إسرائيل" أو غض النظر عن خطواتها المقبلة، وكذلك تزامنت مع وصول حاملة الطائرات الأميركية إلى شرق المتوسط وتموضعها إلى جانب الكيان، بهدف "الردع الإقليمي" كما عبرت واشنطن، فهي تعتبر أن من شأن ذلك منع حزب الله في لبنان من فتح جبهة ثانية ضد "تل أبيب".
لكن ما يفهم عمليا، من خلال ما يصرح به الأميركيون وتصرفاتهم على الأرض، أن واشنطن باتت تمسك بإدارة شبه شاملة لملف "الحرب" التي أعلنتها "إسرائيل" ضد قطاع غزة، وهو يذكر بإدارتهم عدوان عام 2006 ضد لبنان والذي انتهى بهزيمة إسرائيلية واضحة.
يتقصد الأميركيون إدارة المعركة لأسباب عدة منها وفق منظورهم:
- القدرة على ممارسة الضغوط المطلوبة لمنع توسع الحرب سواء اتجاه إيران أو حزب الله أو حتى سوريا.
- ضبط العمل الإسرائيلي بما لا يؤدي على تفجير كامل المنطقة وهو ما إن وقع فقد يلحق ضررا بالمصالح الأميركية بل وبوجودهم في غرب آسيا تحديدا.
- ترتيب مسار المعركة وفق أولوياتهم خصوصا فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية أو المواجهة "الباردة" مع الصين.
الإدارة الأميركية للحرب قد لا تعني تحقيق ما هو مرجو، إذ ثمة خطوط حمراء وضعتها قوى ودول محور المقاومة في المنطقة تتعلق بالأداء الأميركي نفسه، ولعل أوضحها ما أعلنه قائد أنصار الله سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أول أمس حول التنسيق المتواصل مع قادة "المحور" والاستعداد للتدخل المباشر في حال تدخلت واشنطن مباشرة في المعركة الدائرة في فلسطين المحتلة، وهي رسالة تمثل محورا بأكمله ولو صدرت من أحد قادته في اليمن. كذلك تهديد فصائل مقاومة عراقية باستهداف القواعد الأميركية في حال تدخلت واشنطن بشكل مباشر. أضف إلى ذلك إعلان المقاومة في لبنان منذ اليوم الاول أنها ليست على الحياد وهي على اتصال دائم بقيادة المقاومة في فلسطين المحتلة.
من يقرأ مجمل ما أعلن من لبنان والعراق واليمن، يمكنه رسم خارطة المهام المشتركة، وساحة المعركة الفعلية إذا ارتكب الأميركيون خطأ سواء عبر إفلات اليد الإسرائيلية أو حتى التدخل المباشر حال توسع المعركة، أقله اتجاه جبهة لبنان.