خاص العهد
الجنرال قاآني في زيارة لسوريا.. رسائل قوّة
محمد عيد
زيارة قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال اسماعيل قاآني إلى سوريا جاءت في ظروف استدعت التنسيق بين البلدين الحليفين، فالتوجس من نوايا واشنطن بإشعال المشهد مجدداً في سوريا بدا وكأنه قد فرض نفسه على الشق العملي من هذه الزيارة. زار قاآني خطوط التماس وأشرف على مناورات عسكرية مشتركة مع الجانب السوري، أما الشق الآخر من هذه الزيارة فتولى قاآني تظهيره بنفسه حين هاجم الوجود الأمريكي في سوريا والمنطقة واصفاً إياه بعلّة كل الشرور.
زيارة قاآني جاءت لتثبيت الدعم الإيراني لسوريا في الوقت الذي تحرك فيه واشنطن و"تل أبيب" القلاقل في الجنوب السوري وشمال شرق البلاد، فيما نال أنقرة من زيارة قاآني السورية رسالة تنهاها عن استغلال القتال بين "قسد" والعشائر العربية لقضم المزيد من الأراضي بحجة دعمها لهذه الأخيرة.
قاآني لواشنطن: جاهزون لردعكم
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد علي مقصود أن زيارة قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال اسماعيل قاآني إلى الخطوط الأمامية في سوريا جاءت بعد سلسلة من الإجراءات التنسيقية مع الجيش العربي السوري لمواجهة التحركات الأخيرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتي زادت من عديد قواتها وأسلحتها لا سيما في قاعدة التنف والقواعد الأخرى في شمال شرق سوريا.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أشار العميد مقصود إلى أن الزيارة تعبر عن أن التنسيق بين القوات يساعد على مواجهة التحديات، وأن أية مخاطرة أو مغامرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل ضغط على القيادة السورية ستجد من يواجهها بالقوة العسكرية. ولذلك جاء قاآني إلى سوريا والتقى عدداً من القيادات العسكرية والأمنية والسياسية والرسمية في دمشق وتفقد عددًا من مناطق العمليات التي تشهد توتراً شديداً والجبهات والمحاور الحساسة من الناحية العسكرية.
وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي على أن قائد قوة القدس عندما أشرف وشارك في هذه المناورات المشتركة بين القوات التابعة لفيلق القدس ووحدات وقطعات من الجيش العربي السوري أكد أن أمريكا هي الجذر الرئيسي للفساد والفوضى والإرهاب وإثارة الفتن والحرائق في سوريا والمنطقة والعالم. وكان لتصريحه دلالات وأبعاد كبيرة بأن سوريا وإيران دولتان شقيقتان تربطهما علاقات استراتيجية متميزة وشاملة وأن إيران ستقف إلى جانب سوريا شعبا وقيادة في مواجهة هذه التحديات.
من جانبه، أكد المحلل السياسي محمد خالد قداح في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن "زيارة قاآني إلى سوريا تندرج في إطار تعزيز اتفاقية التعاون العسكري التي وقعت بين طهران ودمشق والتي تتضمن تطوير أنظمة الدفاع الجوي السورية في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية"، مشيراً إلى أن "هذا أمر حملته المؤسسة العسكرية الإيرانية على عاتقها وهي تنسق مع السوريين في هذا الشأن من أجل ترميم كل الثغرات التي أحدثتها المجاميع الإرهابية في منظومة الدفاع الجوي السوري على مدى سنوات الأزمة".
ولفت قداح إلى أن هذه المناورات المشتركة التي أشرف عليها قاآني شخصياً تهدف إلى أن لا تستغل تركيا هذه الظروف والصراعات والاشتباكات بين العشائر و"قسد" لتحرك المجموعات المسلحة المرتبطة بها من أجل توسيع دائرة نفوذها وسيطرتها تحت حجة أنها تدعم عمليات العشائر إن كان في دير الزور أو في أي منطقة من شمال شرق سوريا.