نقاط على الحروف
صنعاء - الرياض: التفاوض مستمر
خليل نصر الله
عصر الثلاثاء 19 أيلول /سبتمبر حط الوفد الوطني اليمني المفاوض في صنعاء عائدًا من الرياض. بيان صدر عن رئيس الوفد محمد عبد السلام يؤكد فيه أن العودة إلى صنعاء هي لمزيد من التشاور، وهو ما يعني تواصل التفاوض وأن جولة قادمة لم يحدد موعدها قد تحصل قريبًا.
رئيس الوفد اليمني جدد التأكيد على الوساطة العمانية، وهو ما تشدد عليه صنعاء في ظل التصريحات السعودية التي تحاول تظهير الأمور على أنها وساطة بين اليمنيين، علمًا أن المعطيات وكذلك المؤشرات تؤكد عن بحث في كافة التفاصيل يجري بين دولتين، وأن الرياض لا تعود لأحد من شركائها ضمن التحالف أو مرتزقتها في أي تفصيل وهو ما بان من حالة الهيستيريا وبث الإشاعات التي مارستها قوى ونخب وإعلاميين يتلقون دعمًا إماراتيًا، ما يعبر عن انزعاج تبديه أبو ظبي.
على أن النقطة الأهم في تصريح محمد عبد السلام المقتضب تتحدث عن لقاءات مكثفة مع الجانب السعودي "ناقشنا فيها بعض الخيارات والبدائل لتجاوز قضايا الخلاف التي وقفت عندها الجولة السابقة (جولة رمضان في صنعاء)، وسنرفعها للقيادة للتشاور وبما يساعد في تسريع حق الموظفين في المرتبات ومعالجة الوضع الإنساني".
لا شك أن العودة إلى صنعاء للتشاور تعني أن ثمة نقاطًا تحتاج إلى مزيد من الوقت لبحثها، وأن هناك ملاحظات سعودية على بعض البنود التي ترضي صنعاء، وكما بات معلومًا، مرد تلك الملاحظات لا يعود سببها إلى رفض سعودي، بقدر ما هي نتيجة الهامش الأمريكي الممنوح للرياض، حيث يبقى هناك خشية من تدخلات أميركية قد تعطل أو تؤخر الوصول إلى نتائج مقنعة لصنعاء.
وبما أنه كما بات معلومًا أنها الفرصة الأخيرة للتفاهم، فإنه لا بد من منح هذه الجولة الوقت الكافي للخروج بنتائج إيجابية سيكون لها انعكاساتها على اليمن والمنطقة. والنتائج الإيجابية تعني التفاهم مرفقًا بضمانات لتنفيذ ما سيتم التوصل إليه، كي لا يعمل لاحقًا على الالتفاف على الالتزامات كما حصل في الهدن السابقة.
وبغض النظر عن البعد الاستراتيجي لما يدور، وإن كانت الرياض ومن خلفها واشنطن سوف تسلمان بيمن موحد خارج عن تدخلاتهما، إلا أن الرهان يبقى على القدرات والقوة التي يمتلكها الجانب اليمني لاعتباره يشكل ضمانة مستقبلية لهذا البلد.
إن الجولة التفاوضية الحاليه لم تنته حتى يتم رسم مشهد المرحلة المقلبة، وبالتالي يجب إعطاؤها وقتها الكافي، وهو ما يحصل.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
25/11/2024
بيانات "الإعلام الحربي": العزّة الموثّقة!
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024