خاص العهد
مرتزقة سوريون إلى أوكرانيا وقودًا للصراع
محمد عيد
بعد ليبيا وأرمينيا جاء الدور على المرتزقة السوريين ليكونوا وقوداً للصراعات الدولية في أوكرانيا. ولأن المرتزقة لا يملكون من أمرهم إلا المال الذي يتقاضونه لقاء خدماتهم الميدانية فقد وجدت واشنطن غرضها في الهياكل السياسية للمعارضة السورية على اختلاف تناقضاتها من "قسد" ومن يحاربونها من عملاء أنقرة، فكل يرسل هؤلاء للمحرقة الأوكرانية لتنفيذ مآربه الخاصة، أما المرتزقة فكما العهد بهم يقاتلون لحساب من يدفع أكثر.
مرتزقة لتنفيذ أجندة واشنطن وأنقرة
أكد الخبير العسكري العميد علي خضور أن المجموعات الإرهابية الموالية لأنقرة في شمال سوريا قد افتتحت مكاتب خاصة لتجنيد المسلحين وإرسالهم إلى أوكرانيا بالتزامن مع قيام واشنطن بتجميع إرهابيين في قاعدة التنف شرقي سوريا للغاية نفسها بالتزامن مع تجهيز مقاتلين أكراد من "قسد" الموالية لواشنطن بغية التوجه نحو اوكرانيا.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار الخبير العسكري إلى أن السبق في التجنيد لمصلحة القتال في أوكرانيا بالنسبة للمرتزقة السوريين كانت "الفصائل التركمانية" التابعة للجيش التركي والتي تسيطر في أرياف حلب والرقة والحسكة وشمالي شرق سوريا حيث قامت بافتتاح مكاتب يسجل من خلالها المقاتلون أسماءهم ويوقعون على عقود تلزمهم بالقتال ضد الروس في اوكرانيا لقاء مبالغ مالية ضخمة.
وأضاف أن الفصائل التركمانية التابعة لأنقرة ومنها (فرقة الحمزات، فيلق الشام، سليمان شاه، أحرار الشرقية) قد افتتحت مكاتب بإشراف قياديين فيها توزعت على مدن عفرين وأعزاز وجرابلس والراعي بريف حلب وتل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة وذلك لقاء رواتب شهرية ضخمة تصل إلى حوالي (٥٠٠٠) يورو شهريًا يقدمها الناتو كبدلات انتقال إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى أنها تماثل المبالغ التي يدفعها حلف شمال الأطلسي للمرتزقة في التشيك وبولندا وبعض الدول الأفريقية والآسيوية.
ولفت العميد خضور إلى أن ما تقوم به الفصائل التركمانية التابعة لأنقرة من عمليات تجنيد للمرتزقة السوريين للقتال في أوكرانيا جاء بعد لقاءات أجراها ضباط استخبارات أتراك رفقة عدد من ضباط الاستخبارات الأوكرانية وعدد من قيادات الفصائل ممن يسمون بـ"الجيش الحر" حيث تم الاتفاق على إرسال الدفعة الأولى من المقاتلين وعددهم (٥٠٠) مرتزق للقتال في اوكرانيا بينما تكفل الجيش الأمريكي بشحن دفعات من الإرهابيين المنضوين تحت ميليشيا "مغاوير الثورة" إلى جانب مقاتلين ومعتقلين سابقين في تنظيم "داعش" الإرهابي ممن يحملون في معظمهم الجنسيات الروسية والشيشانية والكازاخية في قاعدة التنف عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية بالتوازي مع إرسال مقاتلين من "قسد" لقاء مبالغ مالية ضخمة وهو أمر بات مؤكداً رغم مسارعة القيادات الكردية في "قسد" لنفيه.
تقاطع مصالح تركية أمريكية
أكد عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي المعلومات التي تتحدث عن عمل واشنطن مع المجاميع الإرهابية وخاصة في منطقة الجزيرة السورية وشمال حلب وادلب بغية إرسال بعض المقاتلين إلى أوكرانيا ليكونوا مرتزقة تحت إمرة زيلينسكي وزمرته النازية. وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار الحاج علي إلى أن هذا الموضوع ليس بجديد فقد سبقته محاولات ناجحة من واشنطن بجمع ألف مقاتل من تنظيم "قسد" الإرهابي وإرسالهم إلى أوكرانيا بعد أن أقاموا عدة دورات تدريبية في منطقة التنف لقاء رواتب ضخمة مدفوعة باليورو من قبل الناتو.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا لديهما عدة أهداف من وراء ذلك فقد سبق لتركيا أن استخدمت هؤلاء المقاتلين وخاصة من إدلب وشمال حلب للقتال في كل من ليبيا وأرمينيا لدعم حلفائها هناك وأرسلت قسمًا منهم إلى أفغانستان ليكونوا ضمن القوات التركية التي انتشرت في مطار كابول وإلى ما هنالك، لذلك فهي تحاول أن تبحث عن مخرج من هذا الفائض الإرهابي الموجود على حدودها في شمال سوريا بعد أن أصبح هؤلاء مشكلة كبيرة لها وهي تقوم بإعادة تدويرهم مرة أخرى عبر إرسالهم إلى مناطق جديدة.
ولفت عضو مجلس الشعب السوري إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تتخلص من بعض القيادات الكردية والمقاتلين الأكراد على اعتبار أن اوكرانيا قد تكبدت خسائر فادحة منذ بداية الهجوم المضاد في فصل الربيع، والأرقام الروسية تتحدث عن ٧٦ ألف مقاتل قتلوا في صفوف جيشها لذلك فهي بحاجة إلى تعويض هذا العدد الكبير على الجبهة الأوكرانية. هذا من جانب، ومن جانب آخر هي تريد استبدال القيادات الكردية بقيادات عربية في منطقة الجزيرة من أجل استرضاء الأتراك ومنع استقطابهم باتجاه روسيا، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات مستمرة وللأسف فإن الجانب البشري السوري هو الذي يستثمر في هذه الناحية.