نقاط على الحروف
أدوات الحرب الناعمة.. الـMTV نموذجًا
د. زكريا حمودان
الانقسام اللبناني ليس بجديد، لكن بعض الانقسامات تثير الريبة على عدة مستويات قد يكون أهمها مستقبل الوطن وديمومته. أسئلة كثيرة تطرح عن أداء الإعلام في العالم بشكلٍ عام، كما أن الجانب التجاري لا يمكن أن يغيب عن القنوات التلفزيونية كباقي الإعلام الذي يعتاش من الإعلانات والدعاية والترويج، ولكن يجب أن يكون ضمن الإطار الوطني والأخلاقي.
على المستوى الوطني
خاضت عدة مؤسسات اعلامية حروبًا عبثية في الترويج للعداء للمقاومة في لبنان. لم يعد خافيًا علينا أن قناة المر التلفزيونية باتت أداة فتنوية تعمل لصالح أعداء المقاومة، واذ تعتبر القناة أن خدمة الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة المقاومة هو أمر طبيعي، فإنَّ القيمين عليها يعلمون علم اليقين أنهم يخدمون العدو الاسرائيلي بالمباشر في وقت يجاهر بعضهم دون حياء بتأييده المُطلق لـ"اسرائيل" في مواجهة المقاومة.
هنا يجب أن نسأل الجهات الرسمية عن التوقيت الذي تنوي أن تتدخل به لوقف هذه المهزلة الاعلامية في لبنان، انطلاقًا من عدة أحداث لا بد أن نتوقف عندها على الشكل التالي:
١- الثورات الملونة في الجيوبوليتيك هي إحدى الأدوات الغربية لتغيير الأنظمة من خلال إثارة الفوضى، ويشكل الإعلام إحدى أدوات الفوضى، فمتى يتوقف هذا الإعلام عن تحريك هذه الفوضى؟ أو متى تتحرك الجهات الرسمية في مواجهة أدوات الغرب الاعلامية التي تعمل لاثارة الفوضى؟
٢- ما حصل في الكحالة مثال فاضح على إثارة الفتنة، فمن سيتحمل دماء من سقط بسبب اعلام المر الفتنوي؟
٣- من يتحمل تبعات التحريض على المقاومة بعد حادثة اليونيفيل خاصة وأنَّ الطرف الآخر أي اليونيفيل هو من أخطأ الطريق بغرض التجسس؟!
إننا على الطريق الأكثر تعقيدًا على المستوى الوطني، فالمر اختار طريق الأفغان الذين تمسكوا بالطائرة الأمريكية عند فرارها من افغانستان، وهذا ما لا يشبه تاريخ العائلة أو المنطقة التي يمثلها من يدير هذه المحطة، والتي لا بد ومن أن تتحرك الجهات الرسمية ضدها.
على المستوى الاخلاقي
في مشهدٍ تقشعر له الأبدان والأخلاق والقيم اللبنانية، كما تقشعر منه وطنية كل مسؤول يسكت عن هذا المشهد الذي تم عرضه في عمل يروج بشكل فاضح للشذوذ الجنسي، تحولت هذه القناة الى أداة للحرب الناعمة التي تخوضها أميركا والعدو الاسرائيلي ضد لبنان. ونحن نرى اليوم أن الشذوذ تحول الى مادة اعلانية، يجب ان ينظر فيها رسميًا لضبط هذا الخرق الكبير الذي تقوم به القناة.
اليوم يجب أن تتحرك الجهات الرسمية في مواجهة أدوات الحرب الناعمة التي تعمل لصالح العدو الاسرائيلي في مواجهة المقاومة، حتى لو أدى الأمر الى تغريمها وانذارها للمرة الأخيرة بعدم خرق المحاذير الوطنية مع ضرورة النظر بحسابات مختلف المؤسسات الاعلامية الخاصة وطرق تمويلها ولحساب من تعمل محليًا واقليميًا ودوليًا.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024