نقاط على الحروف
كمين نابلس المحكم: رد ميداني من المقاومة على نتنياهو
خليل نصر الله
موقف المقاومة بمختلف فصائلها بعد عملية الخليل التي توعد على إثرها نتنياهو قيادات فلسطينية، ترجم عمليًا فجر الخميس 31 آب. كمين محكم هو الأول من نوعه في الحي الشرقي بنابلس. مجموعة من المقاومة تزرع عبوات ناسفة وتعمد إلى تفجيرها بقوة راجلة إسرائيلية كانت تؤمن اقتحام المستوطنين لقبر يوسف، تلاها اشتباك مسلح وقع في المكان.
لم يتأخر العدو، قبل أن يعلن عن إصابة أربعة من جنوده بجروح بينهم ضابط. وتواردت أنباء أن من بين الإصابات واحدة خطرة على الأقل.
مشهد نابلس مشابه لكمين جنين النوعي الذي أسفر عن إصابة سبعة جنود وتدمير عدد من الآليات العسكرية بينها عربة "النمر" المتطورة بعد استهدافها بعبوة شديدة الانفجار قبل قرابة ثلاثة أشهر.
ما بين جنين ونابلس، رسائل ميدانية وأخرى سياسية.
ثبتت المقاومة بكمين نابلس أنها حالة تتمدد وتتطور سواء من حيث العمل النوعي، أو الإمكانات التي باتت تتوفر لديها منها العبوات الناسفة، وكذلك الحالة التنظيمية لها.
لم يكن خافيًا على العدو ما يمكن أن يتعرض له في نابلس، خصوصًا أنه يصرح عن حالة صعبة أو ما يسميه تحديًا أمنيًّا في شمال الضفة الغربية المحتلة، وهو كان يسرب عن نية لشن عملية واسعة هناك، خصوصًا من قبل فريق نتنياهو السياسي ومنهم بن غفير الذي كان يطالب بعملية سور واقٍ 2 في الضفة مشابهة لتلك التي وقعت عام ٢٠٠٢، لكن الظروف الميدانية والمتغيرات التي تشهدها المنطقة ودخول وحدة الساحات حيز التنفيذ، وتوافر معطيات عن إمكانية اشتعال أكثر من جبهة حالت دون ذلك.
كمين نابلس، يأتي بعد أيام من تهديد بنيامين نتنياهو من يتهمهم بإدارة المعركة، خصوصًا قائد حركة "حماس" في الضفة الغربية صالح العاروي المقيم في بيروت بالاغتيال، وهو ما استدعى التأكيد من قبل فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان على أن الرد جاهز على أي عمل من هذا النوع، مع التأكيد على مواصلة دعم الحالة النضالية والجهادية في الضفة الغربية المحتلة. وفي هذا السياق يأتي كمين نابلس المحكم ليكون بمثابة رد عملي يثبت ما توعدت به المقاومة من جهة، ومن جهة أخرى يظهر أكثر حجم المأزق الأمني الإسرائيلي وتصاعده.
نحن أمام حالة من الاشتباك المفتوح. ومعلوم أن الإسرائيليين يعدون لعمل ما، لأهداف منها داخلية تتعلق بالصراع السياسي، ومنها ما يتعلق بالردع الذي بات مهشمًا إلى حد كبير، مع الأخذ بالاعتبار عدم نية التصعيد وهو ما يقيد أو يضيق من خياراتهم وحجم ما يمكن أن يقدموا عليه.
إن الضفة الغربية المحتلة باتت ساحة اشتباك رئيسية، وهو أمر مفروغ منه، خصوصًا أن للمقاومة هناك امتداداتها الداخلية مع غزة، وتحظى بدرع إقليمي متين عنوانه "وحدة الساحات".
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024