خاص العهد
بعد انقطاع.. أعضاء من الكونغرس الأمريكي يزورون الجماعات المسلحة في أعزاز
دمشق - علي حسن
بعد انقطاع دام نحو عشر سنوات منذ الزيارة التي قام بها النائب الأمريكي المتطرف جون ماكين، قام وفد من الكونغرس الأمريكي بزيارة جديدة إلى مدينة اعزاز عبر بوابة باب السلام الحدودية بين سورية وتركيا والتي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة في توقيت لافت يشير إلى ازدياد الرغبة الأمريكية في التدخل بالشأن السوري ودعم الجماعات المتطرفة المناوئة للحكومة السورية.
توقيت مشبوه ورسائل تصعيد واضحة
وفي الحديث عن دلالات هذه الزيارة وتوقيتها والغرض منها قال المحلل السياسي خالد عامر لموقع "العهد" الإخباري إن هذه الزيارة تأتي في توقيت خطير خاصة في ظل ازدياد حدة التوتر في شرق الفرات والحشود المتبادلة بين الولايات المتحدة وأعوانها من جهة، ومحور المقاومة مدعومًا بروسيا من جهة ثانية، وفي ظل محاولة تفجير الأوضاع في جنوب سورية لا سيما في محافظة السويداء ومحاولات البعض استغلال المطالب المعيشية للمواطنين لتحقيق أجندات سياسية تخدم الولايات المتحدة ولا تصب في الصالح الوطني.
ورأى عامر أن الولايات المتحدة في صدد تنفيذ مخططها الذي تحدثت عنه وهو إغلاق الطريق البري بين سورية والعراق وبالتالي مع الجمهورية الإسلامية وإقامة مناطق عازلة تشمل الجنوب السوري في درعا والسويداء والقنيطرة وحصر نفوذ الدولة السورية في المناطق الداخلية بعيدًا عن أي معابر حدودية مع محيطها العربي وهذا يتطلب بحسب عامر يقظة وجهوزية عالية من الدولة السورية ومحور المقاومة لإفشال هذا المشروع وإخراج المحتل الأمريكي من سورية والذي يلعب الدور الرئيسي في زعزعة الأمن والاستقرار داخل البلاد فضلًا عن افقار السوريين الذين يحتجون اليوم على تدني أوضاعهم المعيشية.
الزيارة تهدف إلى مغازلة تركيا والتقرب منها
من ناحيته رأى المحلل السياسي محمد خالد قداح أن الزيارة تهدف في جانب منها إلى استمالة الجانب التركي لصالح الولايات المتحدة ضمن الصراع الدائر داخل الأراضي السورية. وقال إن أعضاء الكونغرس الثلاثة وهم فرنش هيل وسكوت فيرجيرالد وبن كلاين الذين شكلوا الوفد الأمريكي كلهم من غلاة المتطرفين في الحزب الجمهوري وقد اختاروا منطقة خاضعة للنفوذ التركي ودخلوا عبر الأراضي التركية في رسالة منهم إلى الأتراك أنهم لا ينظرون إلى الجماعات المتطرفة التابعة لهم كإرهابيين وأن بإمكان تركيا التي تستعملهم أن تستثمر فيهم وتفرض عدداً من أجندتها السياسية في سورية خاصة وأن الأتراك لا يتخذون موقفاً واضحاً في لعبة الصراع المحتدم بين روسيا وامريكا ويقفون في منطقة رمادية مما يشجع الأمريكيين على محاولة كسبهم إلى جانبها لقاء تقديم مزيد من التنازلات إليهم.
إلا أن المحلل السياسي رأى أن الاتراك سعداء بالموقع الذي يتخذونه في هذا الصراع حالياً ولا يريدون أن يحسبوا على أي طرف مكتفين باتخاذ مواقف تكتيكية هنا أو هناك حسب مقتضيات المصلحة مشيراً إلى أن الاتراك وإن كانوا راغبين في استثمار الرغبة الأمريكية في إرضائهم إلا أن مصالحهم مع الجمهورية الإسلامية وروسيا ومع الحكومة السورية أيضًا هي مصالح كبيرة واستراتيجية ولا يمكن لها أن تفرط فيها لقاء أية مكاسب آنية من الممكن أن يحققها الأتراك من التحالف مع الأمريكيين خاصة وانهم لا زالوا يدعمون ألد أعدائهم وهم الجماعات الكردية الانفصالية وعلى رأسهم تنظيم قسد والإدارة الذاتية.