خاص العهد
لجنة المتابعة العربية بشأن سوريا: تأكيد لثوابت دمشق وافتراق عربي عن الموقف الأمريكي
محمد عيد
بددت مخرجات البيان الختامي للاجتماع الوزاري الأول للجنة المتابعة العربية بشأن سوريا كل ما أشيع عن انكفاء الانفتاح العربي على دمشق والرغبة في عزلها مجددًا فيما يزخم الموقف السوري بنص صريح يتحدث عن ضرورة خروج القوى المتواجدة بشكل غير شرعي من سوريا، في إشارة إلى تركيا والولايات المتحدة والمجموعات الإرهابية، في مشهد أوحى بحصول افتراق واضح مع الموقف الغربي القائم على رفض التطبيع مع دمشق ورفض رفع العقوبات عنها ورفض إعادة الإعمار.
افتراق عن الموقف الأمريكي
يؤكد المحلل السياسي د. أسامة دنورة أنه منذ البداية كان واضحاً أن التباطؤ أو الجمود أو فقدان الزخم على مسار عودة العلاقات السورية - العربية هو توقف ظرفي وآنيّ وليس خيارًا استراتيجيًا لأن الانزياح الهام جدًا والذي تمثل في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ومخرجات اجتماع عمان الخماسي كان نتيجة مداولات طويلة وخيار استراتيجي اتخذ للجلوس حول طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حلول.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار دنورة إلى أن المشهد الحالي يتحدث عن عودة مع زخم أكبر على اعتبار وجود متغيرات على مستوى البيان الختامي، فهناك اتساع لدور الدول العربية المتحركة في هذا الأمر بشكل مباشر حيث كان الانخراط في الدرجة الأولى للأردن، أما اليوم فقد بات واضحاً أن القاهرة تأخذ موقعاً متقدماً في هذه الجهود كما أن نقل اجتماعات اللجنة الدستورية إلى عمان هو أيضاً دخول للمنظومة الخليجية بقوة على خط الحل السياسي، إضافة إلى ذلك كانت هناك رسائل قوة أطلقت من قبل الولايات المتحدة والغرب عموماً تجاه الدولة السورية والحلفاء بهدف التفاوض على إيقاع التهديدات وقرع طبول الحرب. ولكن في المقابل كانت هناك رسائل مباشرة ورسائل قوة واضحة من قبل محور محاربة الإرهاب ومحور المقاومة وهذه الرسائل أطلقها الوزير المقداد من طهران، وللمكان دلالته كما المضمون، وكان الحديث عن خروج القوات الأمريكية قبل أن يتم إخراجها بالقوة، وما سبق وتلا ذلك من عمليات ضد قوات الإحتلال الأمريكي في منطقة الجزيرة والشمال الشرقي.
وشدد المحلل السياسي على أن رسائل التهديد الأمريكية بما فيها إرسال قطع من الأسطول الخامس الأمريكي إلى منطقة الخليج لها سقف لا يمكن المضي به لثميره سياسياً بسبب معرفة الطرف الآخر لحدود القدرة الأمريكية على التصعيد. لذلك فإن تراجع الاعتراض الأمريكي ضمنًا على عودة اللقاءات على مستوى لجنة المتابعة للخطة العربية بشأن سوريا كان واضحاً في هذا الاجتماع.
بيان يرضي دمشق
عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أكد أن الاجتماع الوزاري الأول للجنة المتابعة العربية بشأن دمشق يأتي على مستوى الشكل والمضمون لتبديد كل ما يشاع عن عودة سوريا إلى عزلتها العربية.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري لفت الحاج علي إلى أن البيان الختامي يوحي بوجود خطوة إلى الأمام في تفعيل المشاركة العربية لمساعدة سوريا في حل مشاكلها الداخلية، مشيراً إلى النقاط الأساسية التي تناولها المؤتمر وأولها الإقرار بأحقية سوريا في الدفاع عن نفسها ضد المجاميع الإرهابية ومساعدتها للدفع في هذا المجال وهذا الأمر جاء على لسان وزير الخارجية المصري عندما قال إن الإرهاب لا يهدد فقط الأمن القومي السوري بل الأمن القومي لكل دول الجوار.
وأضاف عضو مجلس الشعب السوري أن البيان الختامي تحدث عن موضوع المهجرين وإعداد البيئة المناسبة لعودتهم مبديا سعادته لقبول الحكومة السورية بفكرة دخول المساعدات إلى منطقة إدلب من معبري باب الهوى وباب السلامة، وهو أمر كانت دمشق تتحفظ عليه لأنه كان يسهل قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بالسطو على هذه المساعدات وعدم إيصالها إلى المدنيين السوريين هناك فضلًا عن كونها تسهل عملية دخول السلاح إلى هذه المجموعات الإرهابية.
كما أشار الحاج علي إلى أن البيان الختامي تحدث عن مساعدة الدولة السورية من أجل أن تتمكن مؤسسات الدولة السورية من مكافحة الإرهاب والمخدرات من أجل أداء عملها خاصة وأن هناك مناطق خارج سيطرة الحكومة السورية تسهل عمل الإرهابيين في صناعة والاتجار بالمخدرات، والأهم برأي الحاج علي هو النقطة الجوهرية في البيان والتي دعت كل القوى الموجودة على الأرض السورية بطريقة غير شرعية للخروج من سوريا وهذا يتضمن إشارة إلى تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والمجاميع الإرهابية ودعم موقف سوريا في هذا الموضوع.
وأيضا موضوع اللجنة الدستورية التي ستعقد قبل نهاية العام في سلطنة عمان وهذا الأمر يعني نهاية مسار جنيف ليحصل هذا الموضوع برعاية عربية.
وختم الحاج علي حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن هذا الأمر سيخفف من الضغط الأمريكي والتركي على من كانت الحكومة السورية تحاورهم في جنيف.