معركة أولي البأس

خاص العهد

"جيش شعب مقاومة".. كلنا للوطن
01/08/2023

"جيش شعب مقاومة".. كلنا للوطن

إيمان مصطفى

طوت المعادلة الثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" مراحلَ من حياة لبنان. وإذا كان الأوّل من آب موعدًا للاحتفال بعيد الجيش، فإن المؤسسة العسكرية اكتسبت معاني العيد هذا العام من التضحية في ظروف عزّ فيها الأمل. لم يدع الجيش الانتكاسات والهزائم والسقطات تثبط من عزيمته على مر التاريخ، بينما أثبت لبنان للعالم أنه بالحق يمكن أن يقاوم ألف مخرز، وأن قوته لم تكن يومًا بضعفه. محطات مفصلية تكرست خلالها المعادلة الذهبية بدماء وتضحيات المجاهدين والعسكريين والمدنيين لتشكّل ممرًا وطنيًا يعبر باللبنانيين إلى أيام نصر جديدة.

العميد الركن المتقاعد الدكتور أمين حطيط يؤكد لموقع "العهد" الإخباري أنّ معادلة القوة الوطنية المتمثلة بـ"الجيش والشعب والمقاومة" تحمي لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى لأسباب ثلاثة؛ الأول، هو حجم الأخطار الأمنية التي يتعرّض لها لبنان من قبل العدو الصهيوني والتكفيري الإرهابي، والثاني هو التناسق بين أطراف المعادلة اذ تحكم العلاقة بينهم الطمأنينة والثقة المتبادلة ما يمنع الاحتكاك، أما السبب الثالث فهو الاضطراب المالي الاقتصادي والفراغ السياسي. فلولا المعادلة كانت خطة "بومبيو" الأميركية القائمة لتدمير لبنان وإسقاط مقاومته نجحت بمراحلها الخمسة التي تبدأ بالفراغ السياسي وتنتهي بالعدوان الصهيوني ضد المقاومة - لتفكيكها ونزع سلاحها - وبالصدام الداخلي. ويوضح حطيط بهذا السياق أن الخطة قد تكون نجحت بخلق الفراغ السياسي والانهيار الاقتصادي لكنها اصطدمت بالمناعة التي تشكّلها المعادلة بخصوص الانهيار الأمني ما حمى لبنان من خطر حتمي. 

ويضيف حطيط: "إنّ العلاقة بين الأطراف الثلاثة (الجيش والشعب والمقاومة) مرّت بعدة مراحل حتى وصلت إلى هذه المثالية"، مضيفًا: "ما حصل في مزارع شبعا مؤخرًا يختصر المشهد، حيث تحرّك الشعب، وتجهزت المقاومة، وراقب الجيش بجو من التناغم أوصل الوضع إلى مستوى أرعب المحتل وأصبحت الخيمة الخالية من العتاد والعديد ترعب العدو المدجج بالسلاح".

الولايات المتحدة تمنع السلاح عن الجيش

من جانب آخر، يشير حطيط إلى أن الولايات المتحدة تريد أن يكون الجيش اللبناني شرطة لحماية الأمن الصهيوني وأن يواجه أي صوت وطني بالداخل يعترض على هذا السلوك. لذلك فإنها تسلّحه بما يتلاءم مع هذه الوظيفة الأمنية التي تريده أن يتولاها، ولكنها تقف عائقًا أمام كل سلاح تحتاجه المؤسسة العسكرية للقيام بوظيفتها الوطنية لمواجهة العدو في سياق المعادلة الذهبية. وهنا تظهر أهمية حصول المقاومة على سلاح من خارج الباب الأميركي، وفقًا لحطيط. 

ويلفت إلى أن الجيش يستعمل السلاح الموفّر له قدر استطاعته في حين تستخدم المقاومة سلاحها الذي يلبّي مقتضيات مهمة مواجهة العدو وبهذا يتكامل الجيش والمقاومة للقيام بالمهام العملانية والأمنية سويًا.

الجيش العصيّ على التفكُّك 

يتطرّق حطيط لأوضاع العسكريين اليوم، مشددًا على أنّه "لو أن جيشًا في العالم تعرض للأعباء التي يتعرض لها الجيش اللبناني اليوم لتفكك"، مردفًا: "لكن مناقبية الجيش والتزامه بالرسالة التي يحملها وبانتمائه للشعب وطمأنينته بوجود المقاومة جعلته يتحمل شظف العيش". ويذكر في هذا الصدد، المبادارت التي قامت بها قيادة الجيش في مجالي الطبابة والتغذية ما خفّف الأعباء لصمود المؤسسة. 

وفقًا لحطيط، عامل الصمود الآخر للجيش هو البيئة التي فرضت نفسها، فالمقاومة أفشت في المجتمع الروح المعنوية العالية التي استفاد منها العسكري والمواطن المدني على حد سواء، وهنا يظهر التناغم بين أطراف المعادلة، فالبيئة المعنوية التي يتحرّك بها الجندي هي بيئة إيجابية عالية المستوى ساهمت المقاومة بصنعها. 

رسالة من القلب 

وبكلمات ملؤها الحنين، يُوجّه حطيط رسالة عبر "العهد" للجيش اللبناني في عيده قائلًا: "لإخوتي وأبنائي من ضباط ورتباء وجنود، أنتم لستم موظفين، أنتم رساليون، ورجال وطن، تبذلون الغالي والنفيس من أجله، ولكم شرف الانتماء إلى هذه المؤسسة، وأنتم وطّنتم أنفسكم على التضحية في سبيل خدمة لبنان، وأوفياء لمن بذل دمه فكان شهيدًا، ولمن تقدمكم وبذل جهده وكان قائدًا، فعندما نقول إنّ الجيش يقوم على التضحية والشرف والوفاء فإننا نعني بكل عبارة معنًى مقدسًا، لا تقولوا ماذا يعطينا الوطن بل ماذا نعطي الوطن، وإخوتكم في المقاومة يعملون بنفَس رسالي أيضًا، فتنافسوا على الرسالية لأجل لبنان".

إقرأ المزيد في: خاص العهد