خاص العهد
على خط المواجهة في خضمّ الأزمة.. الضاحية تحتضن معرض "صناعتي" الأسبوع المقبل
حسن شريم
تتنوع أدوات المواجهة والكفاح والتصدّي للمؤامرات بتنوّع أساليب الحرب. اليوم، ومع استمرار الحرب الاقتصادية على لبنان، يواصل اللبناني الصمود على كافة المستويات مهما كلّفه الأمر. ومن أشكال هذا الصمود والتحدّي على المستوى الاقتصادي والصناعي خصوصًا، العمل على تشجيع الصناعة اللبنانية لتمكين اللبنانيين من تصريف إنتاجهم وتوفير فرص عمل للمتخصصين والخريجين، في ظل الأزمات المالية والاقتصادية الخانقة التي أجبرت العديد من المحال التجارية والصناعية على الإقفال، والمؤامرات الخارجيّة التي عصفت بلبنان ما دفع بشرائح واسعة من اللبنانيين إلى ما دون خط الفقر.
الجمعية اللبنانية للمعارض والأسواق اختارت العمل على خط المواجهة في خضم الأزمة، فكانت أن أعلنت عن تنظيم المعرض الصناعي الأول في لبنان "صناعتي"، والذي سيُقام في 15 الشهر الجاري في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي يهدف إلى دعم الصناعات المحليّة وتطويرها والترويج لها، والتشبيك بين الصناعيين والتجار والمستثمرين، وتأمين فرص عمل وأهداف أخرى تصبّ في خدمة القطاع الصناعي اللبناني.
عن هذا المعرض وبرنامجه والتحضيرات له، يحدّثنا رئيس الجمعية اللبنانية للمعارض والأسواق الدكتور علي زعيتر فيقول لموقع "العهد" الإخباري، إنّ المعرض يأتي في سياق العمل على تطوير ودعم ومساعدة الصناعيين، لا سيّما الصناعات المتوسطة والصغيرة، حيث يستهدف إزالة العوائق، سواء التشريعية والقانونية أو حتى التسويقية، إذ يفتح نافذة ومجالًا للتعاون بين كافة الصناعات المختلفة من جهة وبين الصناعيين والتجار وأصحاب المصالح من جهة أخرى، لإيجاد وخلق فرص تسويقيّة جديدة ومتاحة، وللتعرف عليهم والتعارف في ما بينهم والمساعدة قدر الإمكان في حلّ مشاكلهم وربطهم بالمصدّرين والمغتربين وهذا ما يُسمّى بالعملية التسويقية.
المساهمة في خدمة القطاع الصناعي اللبناني، من أبرز أهداف المعرض، "لأننا نعتبر أنّ القطاع الصناعي هو لبّ النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية، فكلّما تتطوّر القطاع الصناعي، كلّما أثّر بطريقة إيجابيّة على بقيّة القطاعات"، يضيف زعيتر.
رئيس الجمعية اللبنانية للمعارض والأسواق يوضح أنّ "المعرض حلقة أساسية اليوم وسوف نكثّف المعارض في المستقبل بشكل مركزي وفي المناطق مما يساهم بخلق تفاعل أقوى في القطاع الصناعي من ناحية التجار والمستهلكين والموردين والمستثمرين.. فهذا المعرض سيكون البداءة في مسار خدمة الصناعيين وتطوير الصناعة ويشمل كافة الصناعات اللبنانية وهو يشمل نحو 25 فئة صناعية، ومفتوح لجميع الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغرى".
ويشمل المعرض، بحسب زعيتر، الصناعات الغذائية وهي الأساسية، الصناعات الكيميائية، صناعات الأخشاب، الأدوية، العطورات، صناعات الأنسجة والملبوسات، صناعات التكنولوجيا والابتكارات والبرمجيات، والطاقة والطاقة البديلة والخدمات الصناعية التي تدخل كمواد أولية في التصنيع.
والجدير ذكره أنّ جميع الصناعات محليّة لبنانيّة باستثناء بعض الخدمات الصناعية. كما أنّ هناك بعض المواد الصناعية التي تساهم في تطوير القطاعات الأخرى كالصناعات الزراعية مثل الأسمدة والتدوير وهذا ينعكس إيجابًا على القطاع الزراعي خاصة وأنها بتكلفة بسيطة.
المعرض بارقة أمل
زعيتر، وهو المشرف على المعرض، يلفت إلى أنّ "الافتتاح سيكون برعاية وزير الصناعة جورج بوشيكيان وبالتعاون مع وزارة الصناعة وبمشاركة اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية وتجمع صناعيي الضاحية"، ويؤكد أنّ "حدوث المعرض في هذه الأوقات الصعبة إنجاز، فكيف إذا ترافق هذا الأمر بالتعاون بيننا وبين الصناعيين لنكون معًا في مواجهة المشاكل الصناعية"، ويرى أنّ "هذا المعرض يشكّل بارقة أمل ونقطة ضوء في هذا الجانب المظلم من البلد على أمل أن يبرم الصناعيون عقود عمل وعقود بيع سواء بلبنان أو خارجه".
ويشير الدكتور زعيتر إلى أنّ "زوار المعرض سيكونون من المحلّيين وسفراء وملحقين اقتصاديين وتجار وخبراء اقتصاد، وصناعيين ومن مختلف الطبقات والفئات المهتمة بالقطاع الصناعي".
وعلى هذا الأساس، دعا رئيس الجمعية اللبنانية للمعارض والأسواق "أهلنا في لبنان لزيارة المعرض للتعرف على الصناعة اللبنانية"، كما دعا التجار وأصحاب المصالح والمهن ومراكز البحوث الصناعية لزيارته، لأنّ هذا المعرض هو الأول على مستوى لبنان من حيث اشتماله على كل أنواع الصناعات، ولا سيما الصناعات الصغيرة والمتوسطة".
وسيفتتح المعرض في 15 حزيران/يونيو لغاية 18 منه، من الساعة الثالثة حتى العاشرة ليلًا، نهار الخميس، وباقي الأيام من الساعة 2 ظهرًا حتى 11 ليلًا، وذلك في مجمع سيد الشهداء في الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت.
أخيرًا، ووفق ما تقدّم، ينبغي القول إنّ "صناعتي" المعرض الصناعي الأول؛ يحاكي أحد نماذج الريادة في التصدّي، ويشكّل بقعة ضوء في ظلام الأزمات المتلاحقة ويعكس أملًا متجدّدًا لتضافر الجهود المتوثّبة بغية النهوض بالصناعات الوطنية وتطويرها.