يوم القدس 2024
آية الله قاسم: يوم القدس هو يومُ اجتماع كلمة الأمة الصارخة بوجوب المقاومة
أكد المرجع الديني البحريني الكبير آية الله الشيخ عيسى قاسم أن حرب القدس وغزة وفلسطين مكلفة جدًّا، فهذه الحرب القائمة بين اليهود وأميركا والدعم الغربي من جهة وبين المسلمين وبين المقاومة من أبناء المسلمين من جهة ثانية هي بالغة الكلفة.
وفي كلمة له عشية يوم القدس العالمي في الحسينية البحرانية في مدينة قم المقدسة، أضاف سماحته: "فلسطين لو كانت فكرًا غربيًا، أو دينًا غربيًا، أو ولاءً غربيًا لما عاداها الغرب، ولما احتاج إلى احتلالها"، مردفًا: "لو كان أهل غزة غير مقدسيين الهوى، إيمانًا ولاءً واعتزازًا، لما حوربوا".
وأوضح أن دلالة إعلان الإمام الخميني يوم القدس، في ذلك الوقت الحرج، هو وعي عميق وغيرة شديدة مشتعلة على الإسلام وعلى المسلمين، وشجاعة فريدة، وتوكُّل بالغ على الله -عزَّ وجل- بالإضافة إلى رؤية مستقبلية واقعية،آنية ومستقبلية نافذة. وشدد على: "أن كلفة الحرب عظيمة، لكنها رخيصة في الوقت نفسه، لأنها تدفع هزيمة شاملة على مستوى المادة، وعلى مستوى الإنسان المسلم، وعلى مستوى البلاد الإسلامية والمقدسات، والمعنويات والدين الكريم ودرء هذه الهزيمة ترخص الأنفس ثمنًا له، فضلًا عن الأموال وعن كلّ شيءٍ آخر".
ورأى أن النصر المطلوب أمامه البذل قليل، وسأل:"ماذا تساوي الأرواح والأموال أمام نصر دائم طويل الأمد، رفيع الأفق، واسع المساحة، نصر أمة، نصر أجيالٍ متوالية، نصر دنيا ونصر دين، نصر كرامة، نصر تاريخ؟".
مسيرات يوم القدس
عن أهمية مسيرات يوم القدس، أكد الشيخ قاسم أن: "هناك أهمية كبيرة جدًّا لا تُقدِّر لمسيرات القدس في عموم الأمة، فيوم القدس هو يومُ اجتماع كلمة الأمة الصارخة بوجوب الجهاد وبوجوب المقاومة، فهذه المسيرات عنوانُ عزّ وعنوانُ كرامة ومنبع قوّة، ولها آثارٌ إيجابيةٌ ضخمة".
ولفت إلى أن: "حركة الشوارع تُلهب حركة الضمائر، وحركة الضمائر تُلهب حركة الجوارح، وإذا التهبت حركة الضمائر وتبعها التهاب حركة الجوارح عَلَت قوّة الأمة أضعافًا، واشتدّ عودها، واجتمعت كلمتها، واستؤصل منها الخوف والجُبن وحبُّ الدنيا في قبال حبّ الإسلام، إذا اعتلت الصرخات من أجل الإسلام وبوعيٍ إسلامي وتعرض حقانية الإسلام". وشدد الشيخ قاسم على أنه يجب الحفاظ على يوم القدس، كما الحفاظ على المعارضة العسكرية وعلى الملاحم العسكرية، فبرأيه أن: "الملاحم العسكرية وحدها لا تكفي، ويومَ يتعطّل يومُ القدس أو يضعف في مظهره الإسلامي الثوري ويومَ يتراجع خطوة، فذلك اليوم هو يوم تراجعٍ عن طريق النصر وتوغّلٍ في طريق الهزيمة".
وقال إن حركة يوم القدس ومسيراته الضخمة تُخرِّج أجيالًا واعية، ثورية، مؤمنة، قوية، ذات عزيمة لا تلين، ذات عود لا ينكسر، ذات قدمٍ لا تعوجّ، ذات ثباتٍ دائم، لا تخرّجُ أجيالًا مواليةً ولاءً باردًا، مضيفًا: "يوم القدس في صرخاته المتعالية ركنٌ ركينٌ في حركة النصر، فتعطّل يوم القدس ثلمة كبيرة في أسباب النصر، ومعطِّل كبير ليوم النصر، ومعجِّل سريع ليوم الهزيمة".
ودعا لتوسع حركة الشارع في يوم القدس العالمي؛ حيث تعمّ هذه الحركة كلّ أقطار الأمّة، كل مدنها وقراها، فهذا التوسع والجديّة والصرخات، تعني استجابةً عمليةً لنداء المقاومة، والمقاومة المقاتلة تعطي نداءات للأمة بأن لا تنسى قضيتها قضيةَ الإسلام التي تعم قضية فلسطين، القدس، غزة، أيّ بقعة مباركة فيها مؤمن ومؤمنة.
قيادات خطّ المقاومة
في السياق ذاته، أشار سماحته إلى: "لا أحد يمكن أن ينكر أنّ خط المقاومة في البُعد السياسي والعسكري يتمتّع بقياداتٍ مبدئيةٍ وكفوءةٍ وشجاعة وواعية ومخلصة ومنسجمة ومتلاحمة، وهذا أمرٌ أساس في تحقُّق النصر، فهذه ميزة يفتقدها المعسكر اليهودي، فالجبهة اليهودية، تتناحر في داخلها وتتنافس على دنياها، وينتشر فيها خوف الثورة الداخلية التي تأتي عليها، بينما الجبهة المقاومة متماسكة، متلاحمة، ويثق بعضها من بعض، يُفدِّي بعضها البعض، يدخل هذا الطرف من أطرافها وذاك في أكبر المخاطر من غير دعوةٍ من بقية الأطراف، كلّ ذلك لأنّ الكلّ يعبُد معبودًا واحدًا، ويؤمن برايةٍ واحدة، ويتمحور حول تمحورٍ واحد، ليس أرضًيا وإنما هو المحور السمائي، والكلّ يؤمن بالقيادة المبدئية النظيفة الفاهمة للإسلام، المضحيّة للإسلام التي لا تبيع الإسلام بشيء، وتبيع كل شيءٍ من أجل الإسلام، هذا الذي يوحّد هذه الجبهة، ويعطيها القوة والهيبة، وهذا متوفّر لجبهة المقاومة".
وقال: "إن العدو يتركب تصرفات عدوانية شرسة ووحشية بالغة، أغلظ من وحشية الوحوش وحيوان الغاب، فهناك مخالفةٌ للقيم لا تكاد تعرفها الدنيا، وانحطاطٌ أخلاقي سحيق، وإنسانيةٌ جفّت، كرامةٌ آدمية انتهت، وهناك قوانينٌ عادلةٌ عُطِّلت بالكامل، هناك سحقٌ لحرمة المعاهدات والمواثيق، استهدافٌ للإبادة الجماعية بلا حدود، وهذا كلّه يرتكبه العدوّ الإسرائيلي والأميركي".
في ختام كلمته؛ دعا آية الله قاسم شعوب الأمتين الإسلامية والعربية وشعوب العالم لوقفة سريعة مستعجلة واسعةٌ جدّية قبل فوات الأوان في وجه دولة العصبية العمياء اليهودية وأميركا المتغطرسة العدوانية، إنقاذًا للعالم كلّه وليس للأمّة الإسلامية فقط، من دمارٍ شامل، وانفلاتٍ كامل إلى أجواء الفوضى والهلاك.
إقرأ المزيد في: يوم القدس 2024
08/04/2024