طوفان الأقصى
علامات الانتصار في غزة
د. زكريا حمودان
الهدنة الأولى في الحرب على غزة قد تخفي في طياتها هدنًا متجددة، بحسب ما تشير بعض المعطيات. ولكن قبل الغوص في أهمية الهدنة الانسانية الحالية، لا بد والإشارة إلى الانتصار الذي تحقق من خلال الوصول إلى هذه الهدنة وهو على الشكل التالي:
١- لم يحقق العدو الإسرائيلي أي انتصار حقيقي في هذه المعركة حتى الآن الأمر الذي دفعه بالذهاب نحو الهدنة.
٢- العدو الإسرائيلي وضع سقف طموحات كبيرة للداخل وللخارج ومن ثم اصطدم بمقاومة شرسة وصمود شعبي أدى إلى تفخيخ جميع الأسقف التي طرحها في بداية هذه المعركة.
٣- المقاومة الفلسطينية فرضت أغلب شروطها في هذه الهدنة وأهمها أنها فرضت هدنة لعدة أيام للتجديد وليس هدنة لعدة ساعات، بالإضافة إلى فرضها إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الصامد في قطاع غزة بالرغم من الضربات المتوحشة من العدو الإسرائيلي.
غزة انتصرت والقضية الفلسطينية انتصرت معها لأنها عادت لتكون عنوان العالم برمته وهذا ما لم يكن منذ سنوات، الأمر الذي يؤكد أن معركة طوفان الأقصى هي معركة تحول وليست معركة عادية كسابقاتها من المعارك، ولا يمكن مقارنتها أبداً مع أيٍ من المعارك السابقة.
أسئلة كثيرة ومشروعة تطرح الآن في أروقة السياسة على المستوى الفلسطيني والإقليمي وعلى المستوى الدولي، من أهمها:
1- ماذا بعد طوفان الأقصى على المستوى الفلسطيني؟
2- ما هو مستقبل المشاريع الجيو-اقتصادية التي استهدفتها معركة طوفان الأقصى بشكل غير مباشر؟ وهنا نتحدث عن مصالح استراتيجية للعديد من الدول الغربية.
3- أين أصبحت معركة أوكرانيا من بعد الحديث عن معركة طوفان الأقصى وأين أصبح المجتمع الأوروبي الذي وجد نفسه أمام مآزق تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتوريطه فيها، في وقتٍ باتت مشاريعه الإستراتيجية عرضة للحصار الأميركي في مختلف الساحات؟
اليوم دخلت معركة طوفان الأقصى في هدنتها الأولى وانكسرت حكومة العدو الصهيوني وباتت العناوين المطروحة حقيقةً هي ماذا بعد معركة طوفان الأقصى؟ وكيف سيكون طعم هذا الانتصار الذي يحققه الشعب الفلسطيني عامةً والشعب الغزاوي خاصةً، والذي بات أيقونة للإنسانية ويشكل هاجسًا لعنوان رئيسي يتعلق بحجم الإجرام الصهيوني في العالم.