معركة أولي البأس

طوفان الأقصى

ماذا عن حقوق أطفال غزة؟
20/11/2023

ماذا عن حقوق أطفال غزة؟

ليلى عماشا

يحتفي العالم في العشرين من نوڤمبر بـ"اليوم العالمي لحقوق الطفل"، ويتبارى الغربيون، قتلة أطفالنا، في تصنيع الشرعات والمنتديات التي تعلن هذه الحقوق وتحاول تلقينها للعالم، متجاهلة تمامًا انكشاف قباحتها وكذبها بالصوت والصورة، وبالشكل الأكثر وحشية ممّا كان يمكن تخيّله.

اليوم، يحتفل العالم بكذبته العالمية على وقع ارتكاب المجازر المروّعة في غزّة واستهداف محال تواجد العائلات ولا سيّما الأطفال، وعلى وقع ملاحقة الناجين من تحت الركام إلى المستشفيات وقصفهم أو تهديدهم بالقصف وهم يتلقون ما تيسّر من العلاجات الممكنة تحت الحصار الذي بلغ حدّ القتل البطيء.

في اليوم العالمي لحقوق الطفل، يفوق عدد الأطفال الشهداء جرّاء العدوان الوحشي على غزّة الخمسة آلاف طفل.. ألم يعترف العالم بحقّ الطفل بالحياة؟ لقد انتزع الحق بالحياة من أكثر من خمسة ألاف ملاك فلسطيني منذ السابع من أوكتوبر. أضف إليهم عدد الأجنّة الذين قتلوا في أرحام أمهّاتهم..

ماذا عن حقّ الطفل بالغذاء؟ جميع أطفال غزّة، جميعهم بلا أي استثناء، محرومون اليوم من الغذاء، وجميعهم معرّضون للموت البطيء بسبب سوء التغذية، أو بسبب الجراثيم والملوّثات الناجمة عن القصف والمتسرّبة إلى المياه والطعام.

"إسرائيل" تقتل الاطفال وتدفن الضمير الإنساني

هل تذكر الشرعات العالمية لحقوق الطفل التي يُحتفى اليوم بها حقّ الطفل بالتداوي؟ بالطبع، لكنّها لا تذكر أن الجرحى من الأطفال في غزّة أجريت لهم عمليات جراحية تتضمّن البتر وشق الصدر وحتى الرأس، بدون بنج! ناهيك عن قتلهم في المستشفيات، ولو أمكن لركام المستشفى المعمداني أن ينطق، لتحدّث عن ٥٠٠ طفل كانوا هناك.. ومن هناك، من المستشفى صعدوا إلى السما شهداء! ثمّ ماذا عن المواليد الجدد الذين حُرموا من العناية الطبيعية بعد الولادة، واضطرت الطواقم الطبيَة إلى وضعهم صفوفًا على الطاولات؟ ماذا عن الخدّج الذين لم يعد هناك أي إمكانية لوضعهم في الحاضنات، فاستشهد منهم من استشهد، وبقي بعضهم على وعد النقل إلى الحاضنات في مصر عبر معبر رفح؟

هل تتحدّث عن حق الطفل بالسكن؟ جميل! كلّ أطفال غزّة يسكنون اليوم في مراكز إيواء معرّضة كما البيوت، في أي لحظة للقصف. هل تأتي على ذكر حق الطفل بالأمان وبالعيش في بيئة آمنة؟ كيف ذلك وأطفال غزّة يرزحون تحت قصف همجي وتحيط بهم المشاهد المروّعة.. يفقدون كلّ أفراد عائلاتهم بلحظة.. يرون الموت ألف مرة في النهار، ويغفون ليلًا متسائلين إن كان الصباح سيطلع عليهم أحياء. تكثر البنود في شرعة حقوق الطفل، ويكثر المحاضرون بها الذين تشتد فصاحتهم كلّما اشتدّ كذبهم!

أكثر الغرب من الشرعات الحقوقية، ومن الأيام العالمية، ونسي أن وجهه القبيح مكشوف، موصوم بدمائنا، موشوم باغتصاب حقوقنا.. هذا العالم الذي يحتفي اليوم بحقوق الطفل، الذي يظهّر نفسه كحامي حمى حقوق الإنسان، والذي يوهم شعوبه بأنّه يجتاح بلادنا بكلّ سبل لنشر ثقافة الحقوق، يقتل أطفالنا على الملأ.. وأطفالنا، على الملأ أيضًا، بأعينهم يبلغونه إن عزّ الصوت، أنّهم يولدون مقاومين.
 

إقرأ المزيد في: طوفان الأقصى