طوفان الأقصى
المَعْرَكَةُ مَعَ الأميركِيِّ … الرَدُّ فِي المَيْدانِ
د.زكريا حمودان
تحدث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في يوم شهيد حزب الله وللمرة الثانية ضمن معركة طوفان الأقصى واضعًا النقاط على الحروف في مختلف القضايا وتحديدًا الميدانية.
معركة طوفان الأقصى خرجت من عملية السابع من تشرين الأول لتجتاح المنطقة وتصبح صراعًا مع الأميركي في مختلف ساحات المنطقة سواءً في اليمن أو العراق أو سوريا وصولًا إلى لبنان. الصراع مع الأميركي ليس شكليًا، فالقواعد الأميركية تُقصف في سوريا والعراق، أما أساطيله فهي تحت مرمى نيران حزب الله في لبنان والقوة الصاروخية اليمنية. عندما نتحدث عن الأميركي فنحن أمام مصالح استراتيجية تفوق حاجة أميركا للعدو الإسرائيلي، وتدخل في ديمومة الوجود الأميركي والإسراع في رميه خارج المنطقة، الأمر الذي لم يكن يحسب له هذا الحساب في هذه المرحلة وتحديدًا في ظل غياب أفق الصراع في أوكرانيا، وعدم إقفال ملف الصين حتى الآن.
جميع هذه المؤشرات لا تصب لصالح الأميركي الذي وجد نفسه أمام إنقاذ العدو الإسرائيلي من جهة، وإنقاذ مصالحه من جهة أخرى، فأعطى مهلاً للكيان لكي يحقق أي انتصار يُذكر، لكن ذلك لم يحصل حتى الآن ليبقى الصراع قائمًا لكن تحت وطأة ضغط دولي غير مسبوق أمام جرائم الكيان التي وضعت المجتمع الدولي أمام تساؤلات عدة.
ميدانيًا كان الوضوح والدقة في التفاصيل العسكرية إحدى إشارات تطور المعركة بحسب ما أشار السيد نصر الله، فالحديث عن استخدام أسلحة جديدة سواء صواريخ بركان أو صواريخ الكاتيوشا هو مؤشر واضح عن أن أساليب القتال التي يتبعها حزب الله متنوعة حسب مقتضيات المعركة.
أما الإشارة الأهم في خطاب الأمين العام لحزب الله هي الحديث عن دور المسيّرات بمختلف أنواعها والتي من المؤكد أنها تشكل هاجسًا للعدو الإسرائيلي الذي يعلم أن ما ينتظره من سلاح الجو في حزب الله هو أكبر بكثير مما واجهه في معاركه الحديثة.
اليوم يؤكد حزب الله بأنه ركن أساسي من معركة طوفان الأقصى وأنه أدخل الأميركي في دوامة صراع لم يكن ضمن حساباته، وأن استفراد العدو الإسرائيلي بالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لا يمر مرور الكرام وأن محور المقاومة متماسك في صراعه ضد الأميركي وأزلامه في المنطقة.