معركة أولي البأس

طوفان الأقصى

المجندة "الأرنب"..  "مجلس الحرب" حررها ببيان لتخفيف الضغط!
31/10/2023

المجندة "الأرنب".. "مجلس الحرب" حررها ببيان لتخفيف الضغط!

خليل نصر الله

لم يعد سرًا أن التفاوض حول إطلاق مستوطنين مقابل طلبات للمقاومة يأخذ مداه. لا يخفي الإسرائيليون والأميركيون مساعيهم في الدوحة. بدورها لم تخف المقاومة بمختلف فصائلها الأمر، وهي بادرت بإعلان استعدادها للصفقة، إن دفعة واحدة أو عبر مرحلتين.

منذ يومين علت الأصوات بشكل أكبر في كيان العدو. نتنياهو قابل عوائل أسرى ومحتجزين، وبان كمن يبحث عن غطاء الجمهور للإقدام على خطوة، وهو قال إن "الخيارات كافة مفتوحة لاستعادة الأسرى"، وهو ما فسر على استعداد لدفع الثمن.

حماس، بدورها سرعان ما بادرت إلى الاستعداد للصفقة، إن بتصريح الناطق الرسمي باسم كتائب "القسام" أبو عبيدة، أو ما تلاه من تصريح لرئيس مكتبها السياسي في غزة يحيى السنوار، وهو الأول من نوعه، بابداء الاستعداد والطلب من اللجان المختصة إعداد اللوائح بالأسرى الفلسطينيين.

بغض النظر عن اعتبار العدو ما صرحت به حماس أنه "دعاية كاذبة"، إلا أنه يفاوض على أرض الواقع.

لكن ما كان ملفتًا، هو بث القسام مقطعًا مصورًا لثلاث أسيرات، سرعان ما اعتبره نتنياهو على أنه "ضغط نفسي" تقوم به حماس. ولا شك بأن حماس تتقن ملاعبة العدو جيدا، وعندما تقدم على خطوة تكون هادفة.

ما هو واضح أن خطوة حماس تهدف إلى مزيد من الضغط على نتنياهو ومجلسه الحربي لتليين موقفهم في التفاوض، فبحسب بعض المؤشرات، إن إطلاق سراح محتجزين وأسرى فلسطينيين كدفعة أولى، كان يجب أن يتم منذ يومين، لكن العدو تراجع عبر رفع سقف شروطه والاستناد إلى عمليات البر المحدودة وتقديمها كورقة ضغط ضد المقاومة، وعليه أتى بث رسالة الأسيرات الثلاث للقول إن الضغط في الميدان لن يدفع المقاومة للتراجع.

ولتهدئة الإسرائيليين، عمد مجلس حرب العدو، إلى تركيب مشهد "تحرير أسيرة" من غزة، دون بث صور للعملية، بل ومنع الأسيرة المفترضة وهي مجندة من الكلام.
وبغض النظر عن صحة ما زعمه العدو، وهو بعيد عن الواقعية، إلا أن الهدف كان تهدئة المستوطنين وعوائل الأسرى وإعطائهم أملًا مزيفًا، كذلك منح العمليات البرية المحدودة انجازًا خصوصًا مع الضربات التي يتعرض لها جيش الاحتلال على أسوار القطاع.

وبالتالي، صممت "عملية تحرير أسيرة" على مقاس مطامح نتنياهو ومجلسه الحربي. أخرجت رواية "الأسيرة الأرنب" لتخفف عن مجلس الحرب بعض ضغط الشارع، لكن في الواقع هم يعلمون أن شراء الوقت لن ينفع ولا بد من دفع ثمن تحرير الأسرى، وأن "الأرانب" للتسلية وليست سبيلًا للإنقاذ.

إقرأ المزيد في: طوفان الأقصى