طوفان الأقصى
طوفان الأقصى: "العملية البرية" .. خطوة للأمام وعشرة للخلف
خليل نصر الله
لا جدال في حسم الكيان الصهيوني قراره تنفيذ عملية برية "ضرورية" في قطاع غزة. وهو منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، وبعد إعلان "حالة الحرب" وجد نفسه أمام خيارين، إما العلمية البرية المكلفة، أو الوجود، فاختار الأولى.
بدأ العدو حشدا للإحتياط، فيما كانت قوافل السلاح الأمريكية تتدفق، مع غطاء للمجازر والتدمير الممنهج الذي شمل مناطق متعددة من قطاع غزة وتركز شماله، في مؤشر على الهدف.
مع التصعيد الإسرائيلي، ورفع سقف أهداف حربه إلى الحدود القصوى، أي القضاء على حركة المقاومة الاسلامية ـ حماس وذراعها العسكرية كتاب الشهيد عز الدين القسام، ثم الحديث عن تهجير الغزيين والقضاء على القطاع، كانت جبهة لبنان تتحرك. عمليات عند الحدود تستهدف مواقع العدو وتأخذ منحى تصاعديا، وهو ما دفع الأمريكيين والأوروبيين منذ الأيام الأولى إلى ارسال تهديدات وتحذيرات لحزب الله بعدم فتح الجبهة. وعبر هؤلاء صراحة عن مساعي لمنع دخول جبهات إخرى، وهو ما مني بالفشل، إذ لم يحصلوا على ضمانة واحدة بعدم تدحرج الأمور، بل إن صمت الأمين العام للحزب سماحة السيد حسن نصرالله ألقى بظلاله على المشهد، وهو أمر مدروس وجزء من المعركة.
ثبت حزب الله نفسه كعنصر ضمن المواجهة، وهو ما أعلن عنه نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، الذي أكد أن "قوى المقاومة لن تسمح بانتصار "إسرائيل" أو الاستفراد بغزة".
صمت السيد نصرالله، معطوفا على رسائل المحور في العراق وسوريا واليمن، عبر استهدافات للأميركيين، مع التأكيد على عدم قدرة العدو على قراءة نوايا حزب الله الحقيقية، وما الذي سيفعله وكيف يبدأ تصعيده، القى بظلالها على العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تلك العملية غير واضحة المكان الذي ستستهدفه، والاستراتيجية التي سيتم اتباعها خلالها.
كان ملفتا، خلال الأيام الماضية ما يسرب إمريكيا عن طلب او تمني من تل أبيب تأجيل العملية، لأسباب مختلفة وغير مقنعة، ويفهم من خلف ذلك عدة مسائل أو استنتاجات:
- خشية أمريكية وكذلك إسرائيلية من توسع الجبهات، تحديدا جبهة لبنان.
- عدم وجود استراتيجية للعملية، خصوصا مع ما تخفيه غزة في جعبتها من مفاجآت.
- أن العملية إذا ما أدت إلى فتح جبهات إخرى، فقد يؤدي الأمر إلى تهديد قوي قد تتعرض له المصالح الأمريكية.
- إضافة لعنصر أقل أهمية يتمثل بعدم الثقة بتحقيق إنجاز من خلال العملية، بل المزيد من الغرق.
وعليه، إن العملية البرية الإسرائيلية في غزة تحمل مخاطر توسع الجبهات، وهي غير مضمونة النتائج وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الغرق، والغرق لن يتوقف سقفه عند حد الكيان إنما سيطال الأميركيين ومصالحهم.
لا شك إن "تل أبيب" في وضع سيء، وكل الخيارات الموضوعة أمامها صعبة.