معركة أولي البأس

الحدث السوداني

مساعٍ لتمديد الهدنة وحل الأزمة في السودان .. وعمليات الإجلاء تتواصل
27/04/2023

مساعٍ لتمديد الهدنة وحل الأزمة في السودان .. وعمليات الإجلاء تتواصل

أعطى رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان عبد الفتاح البرهان "موافقته المبدئية" على مقترح الهيئة الحكومية الدولية للتنمية في أفريقيا "إيغاد" تمديد الهدنة 72 ساعة وإيفاد ممثل إلى محادثات ستجري في جوبا، في حين لم يصدر أي تعليق من قوات "الدعم السريع".

وقال الجيش السوداني في بيان "إنَّ البرهان تسلم مبادرة منظمة إيغاد، التي تشمل مقترحات لحلّ الأزمة، وأبدى موافقته المبدئية عليها".

وأوضح الجيش السوداني أنّ المبادرة "تشمل تمديد الهدنة الحالية 72 ساعة إضافية، وإيفاد ممثل للجيش وممثل لـ"الدعم السريع" إلى جوبا للتفاوض حولها".

وفي المساعي الدولية، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان "إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي التعاون لإنهاء الاقتتال في السودان".

ألمانيا: لتشكيل لجنة لتهيئة الظروف لوقف دائم لإطلاق النار

من جهتها، أكَّدت الحكومة الألمانية على ضرورة تشكيل لجنة لتهيئة الظروف لوقف دائم لإطلاق النار، كما حذرت من أن التسرع في إجلاء عمال الإغاثة الألمان والدوليين من السودان قد تكون له عواقب وخيمة.

خروقات للهدنة 

ميدانيًا، دخلت الهدنة الرابعة بين طرفي النزاع في السودان يومها الثالث والأخير، إلا أنَّه سُمع إطلاق رصاص متقطّع في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم بعد فترة من الهدوء، وسط تعزيزات عسكرية في مناطق مختلفة وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وقال الجيش السوداني "إنَّ قوات "الدعم السريع" واصلت محاولات الهجوم على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في محيط المطار".

أما قوات "الدعم السريع" فقالت "إن الجيش هاجم بالمدفعية والطيران الحربي مواقع تمركزها في القصر الجمهوري".

يشار إلى أنّ القوات المسلحة السودانية وقوات "الدعم السريع" كانتا وافقتا على هدنة لمدة 3 أيام من المقرر أن تنتهي في وقت متأخر من مساء اليوم الخميس.

وكان الجيش السوداني قد اتهم قوات "الدعم السريع" التي يقودها نائب البرهان محمد حمدان دقلو، بارتداء زيّ القوات المسلحة السودانية، وقيامها بأعمال سرقة ونهب بعدد من أحياء أم درمان، في محاولة لإلصاق هذه الجرائم بالجيش.

وقال الجيش في بيان "إنَّ القوات المسلحة تنبه مواطنينا بأنّ قوات المليشيا المتمردة أصبحت ترتدي زيّ القوات المسلحة، وتجوب المناطق المحيطة بحي البستان والنخيل وأمبدة، والمنطقة من صينية المنصورة وتقاطع القلابات وشارع ليبيا بالخلاء وصولًا إلى سوق ليبيا".

كما أضاف البيان أنَّ "هذه القوات تمارس سرقة ونهب المحلات التجارية وممتلكات المواطنين في محاولة يائسة لإلصاق هذه الجرائم الدنيئة بالقوات المسلحة"، مؤكدةً أنَّ "على المواطنين بهذه المناطق اتخاذ الحيطة والحذر".

بالمقابل، ادعت قوات "الدعم السريع" أنَّ قوات الجيش تواصل "انتهاكاتها المستمرة وخروقاتها المتعمدة للهدنة الإنسانية المعلنة"، مشيرةً إلى أنَّ "قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد هاجمت في آن واحد مواقع تمركز قوات "الدعم السريع" بالقصر الجمهوري وأرض المعسكرات، وسوبا، وعدد من المواقع، بالمدفعية والطيران الحربي".

وأضافت في بيان: "لقد حذرنا مرارًا وتكرارًا من تصرفات قوات الانقلابيين الجبانة  التي تتنافى مع القانون الدولي الإنساني، وتتعارض مع الاتفاق المعلن للهدنة الإنسانية، التي خصصت لفتح ممرات إنسانية آمنة لتسهيل حركة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول الأجنبية".

ودعا البيان "المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذه الخروقات المستمرة لشروط الهدنة".

أعداد الضحايا الى ارتفاع 

وعلى الصعيد الإنساني، أسفرت الاشتباكات عن 512 حالة وفاة وآلاف الجرحى، فيما قدرت الأمم المتحدة أن 270 ألف سوداني قد يفرون إلى تشاد وجنوب السودان المجاورين.

أكثر من 50 دولة تُجلي رعاياها من السودان

وقد تحركت 50 دولة غربية وعربية لإجلاء رعاياها من السودان إثر الإعلان عن الهدنة الأميريكة التي تنتهي مساي اليوم بين طرفي النزاع في البلاد، بوساطة سعودية أمريكية.

وكانت الهدنة قد سمحت بـ"فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى المستشفيات والمناطق الآمنة، وإجلاء البعثات الدبلوماسية".

وشرعت أكثر من 50 دولة في إجلاء رعاياها من السودان، إما برا عبر مصر وإثيوبيا، أو بحرا عبر ميناء بورتسودان، أو جوا.

والجدير ذكره أنَّ عمليات إجلاء رعايا العديد من الدول بدأت من السبت الماضي، وسط الاشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.

السعودية

وصلت إلى مدينة جدة السعودية سفينة تحمل 1687 شخصًا من أكثر من 50 دولة فروا من القتال في السودان.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان "إن سفينة على متنها 1687 شخصًا بينهم 13 مواطنًا، وصلوا إلى السعودية في أكبر عملية إنقاذ تقوم به المملكة في تاريخها".

وأضافت أن "الأشخاص القادمين بحرًا، هم مواطنو أكثر من 50 دولة، يمثلون دول في الشرق الأوسط، إفريقيا، أوروبا وآسيا، وأميركا الشمالية والوسطى.

وبشكل عام، أجلت السعودية 2148 شخصًا حتى ظهر الأربعاء، بمن فيهم أكثر من 2000 أجنبي.

وأشارت الخارجية السعودية إلى أن الفارين من العنف في السودان تم إجلاؤهم على دفعات وصلت الأولى إلى الأراضي السعودية السبت الماضي، وضمت 150 شخصًا بينهم دبلوماسيون ومسؤولون أجانب.

المغرب

وصلت إلى مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء أول طائرة إجلاء يرسلها المغرب لنقل رعاياه.

وأجلت الرباط عبر هذه الرحلة الجوية 130 مغربيًا، وهم ضمن المرحلة الأولى من عمليات الإجلاء التي من المقرر لها أن تشمل إجلاء أكثر من 200 مغربي من السودان الذي يعاني من تدهور الأوضاع الأمنية.

العراق

واصل العراق إكمال جهوده في إجلاء 300 من رعاياه في السودان، بينما أكدت الحكومة إعادة نحو 20 منهم على 3 مراحل، بينهم طاقم السفارة العراقية في الخرطوم.

وذكر متحدث وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف في بيان "إن العراقيين العشرين الذين تم إجلاؤهم "وصل بعضهم إلى مدينة جدة السعودية"، ضمن جهود مشتركة بين الحكومة العراقية ونظيرتيها في السعودية والإمارات".

ووجهت الخارجية العراقية في بيانها النداء إلى الآخرين للالتحاق بالحافلات التي تنطلق الأربعاء باتجاه بورتسودان، كخطوة أولى قبل الإجلاء خارج الأراضي السودانية ومنها إلى العاصمة العراقية بغداد".

قطر

أفادت تقارير إعلامية قطرية بأن سفارة الدوحة في السودان نجحت في تأمين عمليات إجلاء جميع المواطنين القطريين في السودان، وتعمل حاليًا على إجلاء حملة الإقامات القطرية وأبناء مجلس التعاون الخليجي من السودان.

وأوضحت مصادر قطرية أن عملية الإجلاء تتم عبر ميناء بورتسودان الى مدينة جدة بحرًا، ومنها إلى العاصمة القطرية الدوحة.

الإمارات

أما الإمارات، فقد نجحت منذ ليل الثلاثاء في إجلاء كافة مواطنيها إضافة إلى رعايا عدد من الدول من السودان، وفق ما أوردت وكالة أنباء الإمارات "وام".

وقالت الخارجية في بيان "إن الإمارات وفرت خدمات الاستضافة والرعاية لـ 19 جنسية مختلفة خلال إجلائهم إلى مدينة بورتسودان ووجودهم فيها، كما ستستضيفهم على أراضيها قبل نقلهم إلى بلدانهم.

مصر

وأعلنت وزارة النقل المصرية أنّ عدد الذين تم إجلاؤهم من السودان عبر المعابر الحدودية البرية بين البلدين خلال الفترة من 21 إلى 25 نيسان/أبريل الجاري وصل إلى 10 آلاف و194 شخصا بينهم مصريون ومواطنو دول أخرى.

والثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية المصرية إجلاء 1539 مواطنًا مصريًا من السودان منذ بدء عملية الإجلاء، بينهم 189 جوا، و446 آخرين عن طريق البر بالتنسيق مع السلطات السودانية.

الأردن

كشفت تقارير إعلامية أنَّ الأردن أوشك على الانتهاء من إجلاء جميع رعاياه من السودان، بينما يساعد في إجلاء مواطني دول أخرى لإنقاذهم من القتال.

ووصل عدد من أجلاهم الأردن من السودان، حتى الأربعاء، إلى 433 شخصًا بينهم مواطنون أردنيون وأخرون من فلسطين والعراق وسوريا وإريتريا.

ونقل الأردن رعاياه ومواطني الدول الأخرى عبر 5 رحلات جوية هبطت جميعها في مطار "ماركا" العسكري بالعاصمة عمان.

تركيا

تواصل السلطات التركية إجلاء مواطنيها من السودان بسبب المعارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع" المتواصلة منذ أكثر من أسبوع.

وهبطت طائرة للخطوط الجوية التركية على متنها 301 مواطنًا في مطار اسطنبول.

الصين

أعلنت الخارجية الصينية الأربعاء استمرار جهود إجلاء رعاياها من السودان الذين يقدر عددهم بنحو ألف.

وقالت "إن عمليات الإجلاء تتم بالتنسيق مع سفارات الصين في مصر وإثيوبيا وإريتريا، وإن أول دفعة من الرعايا تم نقلهم بأمان إلى خارج السودان".

ونجحت السلطات في نقل أكثر من 300 صيني خارج الأراضي السودانية، بينما تم التواصل مع 800 آخرين لتنسيق عمليات إجلائهم.

فرنسا

أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حكومته بأن باريس أجلت أكثر من 500 شخص من السودان، من بينهم أكثر من 200 مواطن فرنسي بالإضافة إلى مواطنين أميركيين وبريطانيين وآخرين.

وقال ماكرون "إن أحد رجال الكوماندوز الفرنسيين أصيب في تبادل لإطلاق النار أثناء الإجلاء لكن حالته مستقرة".

بريطانيا

هبطت أول رحلة إجلاء بريطانية في قبرص الرومية الثلاثاء بعد وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".

ونقلت الطائرة 40 بريطانيًا من السودان، ومن المتوقع في وقت لاحق أن تنقل رحلتان أخريان ما مجموعه 220 شخصًا.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الأربعاء "إنه سيكون هناك "المزيد" من الرحلات الجوية لإجلاء الرعايا البريطانيين من السودان اليوم الخميس".

وأضاف أنه تم التواصل مع "أكثر من ألف شخص" في السودان لإجلائهم.

وأوضح أن عمليات الإجلاء البريطانية ستبدأ بحاملي جوازات السفر البريطانية وأفراد الأسرة المباشرين (الزوج/الشريك والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا) الذين لديهم تأشيرة سارية أو تصريح إقامة في المملكة المتحدة.

الولايات المتحدة

أعلنت الولايات المتحدة أن السعودية هي من أشرفت على إجلاء الرعايا الأميركيين من السودان.

وقالت سفارة الولايات المتحدة بالرياض: "نشكر المملكة العربية السعودية وأصدقاءنا وشركاءنا السعوديين على مساعدتهم للمواطنين الأميركيين الذين وصلوا إلى مدينة جدة".

ويوجد ما يقدر بنحو 16 ألف شخص مسجلون كمواطنين أميركيين لدى سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم، وفقًا لوكالة "أسوشيتيد برس"، بيد أن هذا الرقم تقريبي لأن كل الأميركيين ليسوا مسجلين في السفارة أو أبلغوا السفارة عند مغادرتهم.

السودانقوات الدعم السريعالجيش السوداني

إقرأ المزيد في: الحدث السوداني

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة