سوريا.. نفــوسٌ أبـاةٌ
مدير عام الطيران المدني في سوريا لـ"العهد": عودة الرحلات الجوية بين دمشق وبغداد عزّزت عمليات الإغاثة
محمد عيد
فضلاً عن القوافل البرية الكبيرة التي أرسلها العراقيون لنجدة منكوبي الزلزال في سوريا، ساهم قرار عودة الرحلات الجوية بين دمشق وبغداد والذي كان قد سبق الزلزال في قيام العراقيين بإرسال طائرات معونة ضخمة عبر المطارات بين البلدين، في تكامل مع حركة النقل البري للمساعدات التي كان للحكومة العراقية والحشد الشعبي الدور البارز فيها.
حركة جوية نشطة
أكد المهندس باسم منصور مدير عام الطيران المدني في سوريا أن تاريخ النقل الجوي بين سوريا والعراق تاريخ قديم والعلاقات التجارية والسياحية والدينية والاجتماعية تمثل روابط قوية بين البلدين ترجمت بحركة قوية لنقل الركاب والبضائع، مشيرًا إلى وجود عدة شركات طيران بين سوريا والعراق.
وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار منصور إلى أنه "في سوريا تعمل شركة "أجنحة الشام"، ومن العراق تعمل شركة "فلاي بغداد"، وترجم الموضوع حاليًا بشكل إيجابي أكثر بعودة الخطوط السورية إلى العمل إلى بغداد وهذا مؤشر إيجابي وكبير على تطور حركة النقل الجوي بين البلدين".
ولفت مدير عام الطيران المدني في سوريا إلى وجود "اتفاق نقل جوي موقع بيننا وبين الأشقاء العراقيين بمعدل ٤٠ رحلة لكل فريق شهريًا بين البلدين"، مشيرًا إلى أن "حركة الركاب بين البلدين نشطة ومزدهرة وتعمل هذه الخطوط الجوية (بغداد، النجف، أربيل، البصرة) بوتيرة جيدة، فكل المحطات في العراق تصلها هذه الخطوط بالمقابل هناك اتصال مع محطتي حلب ودمشق في سوريا تصلها شركة "فلاي بغداد" وشركاتنا الوطنية".
شكرًا للعراق
وأضاف مدير عام مؤسسة الطيران المدني في حديثه لموقعنا إنه وفي ظل هذه الحركة الجوية النشطة لا بد من الإشارة إلى "المساعدة الكبيرة من الأشقاء العراقيين التي قدموها لنا عبر المطارات السورية حيث كان لدينا ١٤ طائرة من العراق الشقيق أمت مطار حلب وقدمت مساعدات نوعية وهبطت كذلك في مطار اللاذقية ثلاث رحلات، فالعراقيون ساهموا كثيراً في عمليات الإغاثة الإنسانية في سوريا وهم مشكورون عليها كما كل الأشقاء والأصدقاء وكل من تقدم بمعونات ساعدت الشعب السوري في هذه الكارثة الإنسانية".
ولفت منصور الى أن "الطائرات التي جاءت من العراق كانت من طراز (سي ١٣٠) وهي طائرات نقل عسكرية ولكنها حملت معونات ومساعدات نوعية الأمر الذي يجعلنا نتوجه بالشكر للحكومة العراقية التي أرسلت أيضًا مع العديد من الجهات داخل العراق الشقيق حيث كان لقطاع النقل الجوي بصمة مميزة جدًا في عمليات الإغاثة".
وشدد مدير عام مؤسسة الطيران المدني في سوريا في حديثه الخاص بموقعنا على أن سوريا والعراق بلدان تربطهما أواصر الأخوة التي تمتد عبر التاريخ وهذان البلدان هما توأم في العلاقات الروحية والاقتصادية والاجتماعية وهناك تبادل للزيارات باتجاه المراقد الدينية في البلدين وكذلك الأمر بالنسبة للزيارات الاقتصادية على اعتبار أنه كانت هناك صناعة في حلب حيث برز تبادل تجاري ملحوظ بين سوريا والعراق، والعملية التجارية كانت نشطة بين البلدين وكذلك الأمر بالنسبة للزيارات الروحية المستمرة بين البلدين فوجب بالضرورة أن تترجم بتطور حركة النقل الجوي وعودته بشكل كبير، وتابع: "بمعنى أن تطور حركة النقل الجوي هو تطور للعلاقات السياحية والاجتماعية بين البلدين ونحن نرحب بها وندعو دائمًا إلى زيادتها وتطويرها"، مشيرًا إلى أنه "في الوقت القريب سيكون لنا مع أشقائنا العراقيين توقيع اتفاقية نقل جوي جديدة لتطوير العلاقات بين البلدين ونحن الآن نعمل على توجيه المراسلات مع الاشقاء العراقيين لتوقيع هذه الاتفاقية".