سوريا.. نفــوسٌ أبـاةٌ
المجتمع الأهلي في لبنان حاضر في حملة اغاثة سوريا
محمد عيد
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أبى المجتمع الأهلي في لبنان إلا أن يقدم لمنكوبي الزلزال في سوريا ما تيسر من إعانة. خطوة على رمزيتها تنطوي على الكثير من بلد شقيق وجار تقول كل عوامل التاريخ والجغرافيا بأن مصيرًا مشتركًا يجمعهما.
قلوبنا مع سوريا
رافق حسن عبد الله القافلة القادمة من لبنان إلى سوريا، اطمأن الرجل إلى أن المعونات التي قضى مع رفاقه أيامًا في جمعها للمتضررين من منكوبي الزلزال قد باتت اليوم في أيدي جمعية إغاثية سورية سبقتها سيرتها الحسنة وباتت معنية بإيصال ما جمعه اللبنانيون لأخوتهم من منكوبي الزلزال. عاد الرجل بعدها إلى دمشق يساوره شعور جميل ونبيل تجاه هذا الشعب السوري الذي أحبه ولسان حاله يقول "الجود بالموجود".
يروي حسن عبد الله لموقع "العهد" الإخباري كيف تداعى مع مجموعة من الرفاق للتفكير جديًا بعمل أي شيء بعدما أصابتهم المشاهد القادمة من سوريا بالذهول والصدمة:
"كان لا بد أن ندلي بدلونا وبصرف النظر عن الصعوبات المعيشية التي يعيشها اللبنانيون قمنا برفع الصوت عاليًا وكانت الاستجابة جيدة، والتركيز بالدرجة الأولى ونتيجة البرد الشديد كان على تقديم الملابس للمنكوبين من الزلزال الذين فقدوا كل شيء تحت ركام بيوتهم المدمرة فتم تجهيز ١٠ أطنان من هذه الملابس عبر مشاركة عدد كبير من التجار والشخصيات الاعتبارية ووجوه المجتمع الأهلي والجمعيات الخيرية"، مشيرًا إلى أنه وعددا من الرفاق المسؤولين عن الحملة رافقوا الشاحنات إلى دمشق حيث تم تقديمها إلى إحدى الفرق التطوعية في سوريا ليصار إلى توزيعها على متضرري الزلزال في دمشق وحلب.
هذا أقل الواجب
الشاب اللبناني راغب الأطرش رافق قافلة الألبسة اللبنانية إلى سوريا شأنه شأن حسن عبد الله، وفي حديثه لموقع "العهد" الإخباري يشير راغب إلى السعادة الغامرة التي لمسها على وجوه كل من ساهم في إعداد هذه القافلة سواء على مستوى المتبرعين أو على مستوى المشرفين على إيصالها: "لم نكن بحاجة لاستخدام التحفيز هم فعلوا ذلك بكل محبة".
ويستحضر راغب المحبة الموجودة لدى مختلف الأطياف اللبنانية اتجاه سوريا، مؤكدًا أن ما يجمع البلدين أكبر بكثير مما يفرضه مزاج السياسة المتقلب وهو أمر قد تجلى بوضوح في موقف اللبنانيين من محنة الزلزال.