سوريا.. نفــوسٌ أبـاةٌ
جهود الإغاثة الإيرانية في حلب.. برد وسلام على ضحايا الزلزال
محمد عيد
منذ اللحظة الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب سوريا، تواجدت طواقم الإسعاف الإيرانية على الأرض ومدّت طهران جسرًا جويًا من المساعدات إلى المناطق المنكوبة، وقامت القنصلية الإيرانية في حلب بجمع التبرعات لضحايا الزلزال فيما حضر الحرس الثوري الإيراني بما يملكه من إمكانيات لتقديم كل أشكال المساعدة. وكانت الإغاثة الإيرانية في حلب نموذجاً ساطعاً للدور الايراني المتكامل في مساعدة سوريا.
تواصل وصول المساعدات الإيرانية
لم يتوقف الجسر الجوي الإيراني منذ اللحظة الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب سوريا. الطائرات الإيرانية التي حطت في مطار دمشق الدولي سرعان ما أفرغت حمولتها في شاحنات ضخمة توجهت نحو المناطق المنكوبة. سبع طائرات إيرانية وصلت حتى الآن إلى الأراضي السورية، حطّ قسم منها في حلب التي نالها قسط كبير من المساعدات الإغاثية الإيرانية والخيم والبطانيات والأدوية والمواد الغذائية.
في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد عضو مجلس الشعب السوري عن مدينة حلب مهند الحاج علي أن الفرق الإيرانية بما تحمله من معدات ثقيلة باشرت عملية إزالة الأنقاض مباشرة في حي الشعار بمدينة حلب وبقية الأحياء المنكوبة بالتنسيق مع الجهات الحكومية السورية، وأثمرت تلك الجهود إنقاذ عالقين تحت الأنقاض كتبت لهم حياة جديدة.
وشدد الحاج علي على أن القنصلية الإيرانية في حلب سخرت كل إمكانياتها لأجل إيواء الأسر المنكوبة وتقديم المساعدة لها ما وسعها ذلك من خلال مد هذه المحافظة بالفرق الإسعافية والطبية وآليات الهندسة كما سارعت إلى افتتاح مركز كبير للإيواء في مخيم النيرب بحلب ضم إليه الكثير من العائلات التي لم تجد لها مأوى لا سيما وأن البيوت المتصدعة بقيت مهددة بالسقوط في أية لحظة، وزوّدت الجهود الإغاثية الإيرانية هذه العائلات بكل ما ينقصها من معونات وأغذية وبطانيات وبقيت وتيرة الاتصال بها على مدار الساعة.
المطبخ الإيراني في خدمة الحلبيين المتضررين
وعلى مدى أيام الأزمة، نشطت المطاعم الإيرانية في تقديم كل أنواع الوجبات للعائلات المنكوبة في حلب. وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار مسؤول المطبخ الإيراني أبو علي يوسف إلى أن "المطاعم المجهزة للخدمة في سوريا قد باشرت بتقديم ١٢ ألف وجبة طعام للمتضررين من الزلزال كخطوة أولى إذ سرعان ما ارتفع عدد الوجبات ليصل إلى ٣٠ ألفًا"، مشيرًا إلى أن "التعليمات كانت قد صدرت مباشرة من القنصلية الإيرانية في حلب بتوزيع الطعام على جميع المتضررين من الزلزال في كامل مراكز الإيواء التي تم تجهيزها في المدينة".
أهالي حلب يثمنون عاليًا الجهود الإيرانية
الدكتور مهدي من الوحدة الطبية للجمهورية الإسلامية الإيرانية أكد لموقع "العهد" الإخباري أن "التوجيهات كانت سريعة ومباشرة ومشددة لكل أعضاء الوحدات الطبية الإيرانية بمعاينة كل الحالات والوقوف على احتياجات المصابين والتواجد الميداني في المناطق المنكوبة وصولاً إلى المرافقة للمشافي والعيادات الميدانية".
أحمد أحد الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب حلب قال لموقع "العهد" الإخباري إنه كان من جملة أعداد كبيرة من الحلبيين الذين قصدوا الخيام التي أقامتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حلب بعدما تهدم منزله الواقع في حي الشعار. وشدد على أن فرق الإغاثة الإيرانية سرعان ما تواجدت في المناطق المنكوبة وكانت تصل الليل مع النهار أملًا في البحث عن أحياء.
خالد ناج آخر من حي الشعار شدد في حديثه لموقع "العهد" الإخباري على أن "الفرق الطبية الإيرانية كانت تواظب على معاينة المصابين بشكل دوري حتى لا تحدث معهم أية مضاعفات جديده في حين أن وجبات الطعام الإيرانية كانت تأتيهم ساخنة وكان المشرفون عليها يتأكدون من وصولها للجميع ويصرون على رغبتهم في مضاعفتها لمن يحتاج".
ووجه خالد عبر موقع "العهد" الاخباري الشكر للجهود الكبيرة التي قامت ولا تزال تقوم بها فرق الإنقاذ والجهات الإغاثية والطبية التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية من أجل مواساة السوريين ومنهم أهل حلب.