سوريا.. نفــوسٌ أبـاةٌ
"العهد" يوثق وصول المساعدات الإغاثية من الحشد الشعبي العراقي الى سوريا
محمد عيد
يسارع العراقيون في الخيرات وهم غيارى على كل من يحبّونه، فمنذ اللحظة الأولى لحصول الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا كان الحلفاء على الموعد. وكان بديهيًا أن يكون العراقيون في طليعة من يمد الشقيقة سوريا بالغوث سواء عبر الجسر الجوي الذي أقامته الحكومة العراقية باتجاه مطار دمشق أو من خلال قوافل الإغاثة التي أرسلها الحشد الشعبي العراقي مباشرة باتجاه الأراضي السورية حيث وثق موقع "العهد" الإخباري مساء الأربعاء - الخميس وصول إحداها.
وصلت إلى سوريا عبر معبر البوكمال الحدودي قافلة مساعدات إغاثية قادمة من العراق لمساعدة الشعب والحكومة السورية في عمليات إغاثة المتضررين من جراء الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا قبل يومين. وضمت قافلة المساعدات هذه عددًا كبيرًا من صهاريج المحروقات وسيارات إسعاف ومشفيين ميدانيين ومساعدات غذائية وطبية إضافة لعدد كبير من الآليات الثقيلة المخصصة للتعامل مع الكوارث الطبيعية لجهة إزالة الركام ونقله بعيدًا، يرافقها عدد من المنقذين والمسعفين من الطواقم الطبية.
مسؤول القافلة الناطق باسم هيئة الحشد الشعبي: الجسر البري العراقي سيبقى مستمرًا طالما أن السوريين يعانون
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد الحاج مؤيد مسؤول القافلة والناطق باسم هيئة الحشد الشعبي العراقي أن خطوة إرسال المعونات الإغاثية والطبية والإنسانية عموماً إلى "الأهل في سورية" تأتي استجابة للوضع الإنساني الطارئ وبتوجيه من قيادة الحشد الشعبي في العراق ودعمًا للجمهورية العربية السورية الشقيقة، حضر هذا الجهد الاغاثي الكبير المكون من آليات تخصصية كبيرة تعمل في مجال الحالات الطارئة والانقاذ ورفع الأنقاض ومحاولة تخليص العالقين تحت الركام. وأشار إلى أن "هذا الجهد هو طوعي وإنساني ويستجيب لهذه الحالة الطارئة ويتضمن كذلك وجود دعم لوجستي له من مواد غذائية ووقود ومواد طبية ومستشفيات ميدانية ستكون حاضرة في المواقع المنكوبة حفاظاً على حياة المصابين والعالقين تحت الأنقاض، وعدد كبير من المسعفين الذين سيبادرون إلى تقديم الإسعافات الأولية سواء كانت بسيطة أم متوسطة فضلاً عن وجود شاحنات وقود ضخمة ستسخر من أجل التخفيف عن الأسر السورية المنكوبة التي هجّرت من بيوتها المدمرة ولو بشكل مؤقت في هذا الجو الشديد البرودة. كما أن هذا الوقود سيستخدم لنقل الآليات الثقيلة المتخصصة بإزالة الركام من منطقة منكوبة إلى أخرى باعتبار أن هذه المادة شحيحة الوجود في سوريا نتيجة للحصار الظالم المفروض عليها وكل ذلك سيتم بالتعاون مع الجهات الرسمية في حكومة الجمهورية العربية السورية".
وشدد على أن الشعب العراقي متضامن مع الشعب السوري وهذه الاستجابة هي استجابة طوعية وإنسانية "وسنكون خلال الأيام القادمة حاضرين في الميدان وسيكون هنالك فريق من الخبراء والمختصين سيقومون بتقييم حاجات الأخوة السوريين الإنسانية والميدانية والاغاثية وعلى ضوء ذلك سيكون هناك المزيد من التعزيزات والدعم للتخفيف قدر الإمكان من شدة الضرر على الشعب السوري الحبيب".
وحول التهديدات الأمريكية لكل دولة أو طرف أو جهة تحاول كسر "عقوبات قيصر" المطبقة على الشعب السوري أكد الحاج مؤيد في حديثه لموقعنا أن "هذا الحظر وهذه التهديدات لن تؤثر على حضور الحشد الشعبي وحضور الشعب العراقي الداعم للجمهورية العربية السورية في محنة الزلزال لا سيما وأنها تتعرض لأشد أنواع العقوبات المجرمة على المستوى الإنساني"، مشيراً إلى "وجود عرقلة على مستوى الأجواء ومستوى الميدان ولكن الأمور سارت بشكل جيد لأن النية طيبة لله وللشعب السوري الشقيق وعند ذلك فإن هذه التحديات لن تؤثر علينا فنحن اليوم حاضرون وسنستمر في حضورنا وسيبقى هذا الجسر البري مفتوحاً مع سوريا طالما أن هناك من الأشقاء السوريين من لا يزال يئن تحت العقوبات الغربية والأمريكية".
الإعلامي والمحلل السياسي عدي حداوي: العراق دائمًا على الموعد
الإعلامي والمحلل السياسي السوري وابن مدينة ديرالزور الحدودية مع العراق عدي حداوي أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري تعقيبًا على وصول قوافل الإغاثة العراقية إلى سوريا أن "العراقيين دائمًا ما يكونون على الموعد وهم لم ولن يقصروا تجاه شقيقتهم سوريا رغم معرفتهم العميقة بالرغبة الأمريكية في الانتقام السياسي وحتى الجسدي من كل من يكسر الحصار المفروض عليها ويمد لها يد العون".
وأضاف حداوي إن "العراقيين يحسنون قراءة دروس التاريخ والجغرافيا ويعرفون جيداً العدو من الصديق لكنهم قبل كل شيء في سلوكهم الاغاثي والأخلاقي تجاه أشقائهم في سوريا ينطلقون من فطرتهم النقية المحبة للخير وبتأثير مرجعيات روحية عظيمة تحثهم عليه وتضعه في إطاره الصحيح أخلاقياً وتنظيميًا".