باقون نحمي ونبني
لماذا صوتي لـ"باقون نحمي ونبني"؟
ليلى عماشا
بعيدًا عن الجدل الانتخابي، كلّ جدل انتخابي، الآن في عزّ الموسم، قبله وبعده.
بعيدًا عن الخوض في تقييم الانحدار الأخلاقي المقزّز المرافق للحملات الانتخابية المبنية على فكرة واحدة: معاداة حزب الله.
بعيدًا عن لا جدوى مناقشة الموتورين الذين لا يجمع بينهم إلّا بغض حزب الله، كلّ لأسبابه وأجنداته والتي تصبّ جميعها في أجندة واحدة أميركية، سواء علم العاملون بها أم لم يعلموا.
بعيدًا عن الشعارات الفضفاضة، وتلك المضحكة، وتلك الخاوية، وتلك التي تبالغ في الكذب والتضليل حدّ احتقار العقول والقلوب والكرامات في آن واحد.
بعيدًا عن المعارك الوهمية، والأبطال الواهمين، وتجّار الوهم الذين أنفقوا كلّ أرصدتهم وما حقّقوا إلّا الخراب، صناعة وتسويقًا وتصفيقًا.
بموضوعية من يضع قلبه ووجدانه جانبًا، ويحكم على الأمور بمعيار "المصلحة" الذي لهول وضوحه لا يمكن لعاقل أن يجادل فيه، أو يكذّبه، بهذه الموضوعية يمكن الإجابة عن سؤال "لماذا صوتي لباقون نحمي ونبني؟":
تقتضي مصلحة الأفراد والجماعات التفكّر في ما يُقدّم لها، وما تمّ تقديمه بدون أن تكون مطالبة حتى بالوفاء! هنا، قدّم حزب الله كلّ ما يمكن لمنظومة بشرية أن تقدّمه حتى في أحلك اللحظات وأصعب المراحل. منذ ١٩٨٢ وجماعة ٨٢ التي زرعت كلّ نصر تمّ حصاده، وكلّ إنجاز تمّ تحقيقه، حتى هذه اللحظات التي يقوم فيها الحزب بما لا يتوجّب عليه وبما ليس مضطرًا لتحمّله، وبدون منّة. و"بدون منّة" تعني الكثير في بلد يتباهى بعض المرشّحين فيه لخوض الانتخابات النيابية بتقديم "سندويش شاورما" لفقراء طرابلس، وبعبوّة "كلور" للتعقيم المنزلي تحمل شعارًا ارتبط في الحرب دومًا بالمجازر وبحواجز القتل على الهويّة.
قليل من المصلحة الفردية في الحسابات قد يبدو ضروريًا لتوضيح الصورة: بين من يشترط عليك التنازل عن ماء وجهك أوّلًا كي يقدّم لك وجبة رخيصة، وبين من يقدّم لك سرًّا أيّ حاجة لك باستطاعته تيسيرها دون أن يكشف وجهه أمام عينيك كي يحفظ أولًا ماء وجهك، بمعيار الكرامة وحدها، ليس عليك أن تفكّر كثيرًا قبل الاختيار.
بين من يرفض أن تشكره على الدم الذي قدّمه دفاعًا عن الجميع ويهديك نصرًا حققه وحده كي لا تشعر بعجز أو بضعف، وبين من يجبرك على تقبيل يده على مرأى الكاميرات شكرًا له على ربطة خبز أو كيس من الخضار اشتراهما أصلًا من فارق أرباحه المصنوعة من مالك وشقائك، ليس عليك سوى استحضار عزّة نفسك كي تختار من يحترمها حتى وأنت تظهر له البغض لدواعٍ مختلفة.
عُرّفت النفس الآدمية بالنّفس المحترمة. احترام هذه النّفس في الحقل الانتخابي لا يحتاج إلى شرح كثير لتبيان معاييره ومظاهره وشروطه. يكفي أن نقول إن من أساسيات الاحترام عدم اهدار ماء وجه الناس وعدم استغلال حاجاتهم ومعاناتهم وعدم المتاجرة بهم في سوق الأصوات الانتخابية، وأن نذكّر أن المصداقية شرط للاحترام، والمصارحة أيضًا، وعدم السعي إلى تسطيح العقول وحشو القلوب بالضغائن المبنية على الأكاذيب.
وبالنظر إلى سائر المشهد الانتخابي، يمكن القول بموضوعية حادّة، وبتجرّد تام إن "نحمي ونبني" رغم كلّ الحملات التي لا عمل لها سوى استهدافها، هي الشعار الذي قدّم ويقدّم وسيظلّ يقدّم مع المحافظة على احترام الناس، كل الناس، كشرط أساسي في كلّ عمل مرتبط بالانتخابات أو منفصل عنها. وكذلك يمكن القول بضمير سليم لا يهادن إن حاملي هذا الشعار يتماهون مع مضمونه باحترافية عالية، وبتاريخ مشهود، وبقدرة حقيقية مثبتة ومجرّبة وناجحة ومنتصرة. "نحمي ونبني"، يكاد يكون الشعار الوحيد النابت من صلب الحقيقة والناتج عن الوقائع والأحداث الموثّقة، فأصحابه حموا وبنوا بعيدًا عن حسابات الانتخابات أصلًا. صوتي لـ"نحمي ونبني"، إن لم يكن بالدافع الأخلاقي والوجداني الراقي والسامي، فأقلّه بدافع المصلحة، إذا لم يبق غير المصلحة معيارًا للاختيار..
#باقون_نحمي_ونبنيانتخابات 2022
إقرأ المزيد في: باقون نحمي ونبني
14/05/2022
أخي الناخب.. كيف تقترع؟
13/05/2022
"لعيونك يا سيد"
13/05/2022
أخي الناخب: كيف تقترع؟
13/05/2022