معركة أولي البأس

روسيا vs أميركا

تقدير موقف لعمليّات الجيش الروسي – اليوم 24
19/03/2022

تقدير موقف لعمليّات الجيش الروسي – اليوم 24

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية

مواضيع العرض: إعادة تموضع للقوات الروسيّة غرب كييف – الجبهة الجنوبية – معركة ماريوبول.

أولًا: إعادة تموضع للقوات الروسيّة غرب كييف
 بشكلٍ مفاجيء وبعد أن اندفعت الوحدات الروسيّة جنوب منطقة مكاريف بحدود 18 كلم ووصلت إلى بوشيف، وبحدود 13 كلم نحو الجنوب الغربي ووصلت إلى ماريانيفكا، عادت الوحدات الروسيّة أدراجها إلى حيث كانت باستثناء إبقاء سيطرتها على تقاطع كالينيفكا الواقع على الطريق السريع بين العاصمة كييف ومدينة زيتومير.

ولأنّه لم تصدر أيّ بيانات من الجانبين الروسي والأوكراني حول الأمر يمكن أن نفهم ما حصل انطلاقًا من مسألتين:
1-    اكتفاء الوحدات الروسيّة بالسيطرة على تقاطع كالينيفكا كونها أمّنت قطع طريق الإمداد عن كييف عبر الخط السريع وعدم تعريض الوحدات التي وصلت إلى بوشيف وماريا نيفكا للكمائن الأوكرانية بسبب عدم إحداث الربط بين الإندفاعتين، إضافة إلى استخدام الوحدات كاحتياط معركة أو زجّها في اتجاه اندفاع آخر.

2-    حصول مقاومة أوكرانية أدّت إلى تراجع الوحدات الروسيّة، وهو أمرٌ مستبعد بسبب عدم صدور أيّ بيان أوكراني حول الأمر خصوصًا أنّ وزارة الدفاع الأوكرانية تُصدر ساعة بساعة بيانات عن أيّ متغيّرات ميدانيّة وهو ما لم يتم لحظه في بياناتها.

من المُرجّح أنّ الوحدات الروسيّة تبدو في هذه المرحلة أكثر ميلًا لتنفيذ الإحاطات الإستراتيجيّة وعدم الدفع بالوحدات بعمليّات قتال رأسي والإعتماد أكثر على القتال العرضي.

وفي إشارة مهمة، فإنّ ما حصل غرب كييف من إعادة تموضع حصل أيضًا على جبهة ميكولاييف والهدف (برأيي) تركيز الجهد وبناء خط جبهوي لتشتيت جهد القوات الأوكرانية أوّلاً، وتأمين خلفيّة الوحدات الروسية ثانيًا، وهو ما سنستعرضه في عمليات الجبهة الجنوبيّة.

 

ثانيًا: الجبهة الجنوبية
حقّقت الوحدات الروسية يومي 18 و 19 آذار حتى ساعة كتابة هذا المقال إنجازات عسكريّة كبيرة عبر السيطرة على ما يقارب 8000 كلم مربع من المنطقة الجنوبية من حدود مدينة خيرسون غربًا مع ضواحيها وحتى حدود إقليم لوغانسك شرقًا، ومن حدود شبه جزيرة القرم جنوبًا حتى مشارف مدينتي زابوروجيا وكريفييه ريه شمالاً، بحيث يمكن التأكيد أنّه تم بناء خط جبهة باتجاه الشمال بعرض يقارب 400 كلم؛ 330 كلم منه شرق نهر الدينيبر و70 كلم غرب النهر.

عسكرياً: يمكن اعتبار هذه الإنجازات تغييراً في النمط الذي اتبعته الوحدات الروسيّة مع بداية العمليّة، وهو نمط يحتاج وقتًا أطول ولكنه أكثر ثباتًا واستدامة وتكلفته في الأرواح والمعدات أقل بكثير من تعريض الوحدات الروسيّة في حالة الإندفاع الرأسي لخطر الكمائن.

في الإندفاع الجبهوي تكون خلفيّة الوحدات المندفعة محميّة بنقاط ارتكاز واحتياطي هجوم بينما في الإندفاع الرأسي تصبح مجنبات الوحدات مكشوفة وبطيئة الحركة وفاقدة لقدرة الإنفتاح والمناورة بسبب الأراضي الموحلة وغيرها من الإعاقات.

يبدو أنّ نمط العمليّات الروسيّة سيتجه في المرحلة القادمة إلى ما أشرنا إليه أعلاه.

ثالثًا: معركة ماريوبول
خلال الـ 48 ساعة الماضية، حقّقت الوحدات الروسيّة اختراقات كبيرة من الجهات الشمالية والغربية والشرقية في المدينة بحيث قلّصت مساحة ارتكاز القوات الأوكرانيّة ومجموعة كتيبة آزوف إلى نصف مساحة المدينة، وبذلك أصبحت الوحدات الروسية تسيطر على مساحة 80 كلم تقريبًا من أصل 160 كلم مربع هي مساحة المدينة الإجماليّة.

تقدير موقف لعمليّات الجيش الروسي – اليوم 24

بالنظر إلى جغرافيا المدينة التي يمّر بها نهري كالميوس وكالجيك اللذين يقسّمان المدينة إلى ثلاثة أقسام: شمالية - وشرقية  - وغربية وجنوبية غربية، ستضطر القوات الأوكرانية إلى تنظيم عمليات دفاع عبر نشر مجموعاتها على ثلاثة اتجاهات وهو ما سيعطي القوات الروسيّة الأفضليّة في انتقاء محاور التقدّم والمناورة بالنار والقوات .

وبالنظر إلى انسحاب جزء كبير من القوات الأوكرانية خلال الساعات الـ 72 الماضية من المدينة وتوجهها شمالًا قبل اغلاق مساحات واسعة من الأراضي من قبل الوحدات الروسيّة، فمن المرجّح أن تعمد الوحدات الروسيّة إلى استنزاف القوّة المدافعة عن المدينة لفترة قبل بدء عمليّات السيطرة عبر القضم وصولاً إلى مرحلة الإطباق الكامل.

تكمن أهمية السيطرة على ماريوبول في مسألتين:

1- القضاء على أكبر مجموعة متطرفة منظمة في أوكرانيا وهي كتيبة آزوف.
2- الربط بين شبه جزيرة القرم وإقليم الدونباس وتاليًا إلى روسيا عبر شريط واسع من الأراضي، وهو ما سيسهّل دفع الإمدادات بشكل أسرع إلى وحدات الجبهة الجنوبية.

ختامًا: بالسيطرة على مساحات واسعة من الجبهة الجنوبية وبناء خط جبهوي عريض بخلفيّة ثابتة من المؤكد أنّ الوحدات الروسيّة ستتعامل مع باقي الجبهات على هذا الأساس وهو ما سيؤدّي إلى خسائر أقل في الأرواح والمعدات وإلى تشتيت جهد القوات الأوكرانيّة وحرمانها من نمط المفارز الصغيرة الذي استخدمته بمواجهة الأرتال الروسيّة.

اوكرانياكييف

إقرأ المزيد في: روسيا vs أميركا

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة