خطاب القائد
الإمام الخامنئي: واشنطن تعيش على الأزمات.. والشعب أهم سند وداعم للحكومات
أعلن آية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي تأييده لوقف الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا معارضة الحروب في كافة أرجاء العالم وأنه يرفض تدمير البنى التحتية للشعوب، معتبرًا أن ما يحدث اليوم في هذا البلد هو نتيجة السياسات الأميركية، وأن أوكرانيا ضحية هذه السياسات، لأن واشنطن لا يمكنها أن تبقى من دون أزمات لكي تتمكن من بيع الأسلحة.
موقف الإمام الخامنئي جاء خلال كلمته لمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف، حيث هنأ الأمة الإسلامية والشعب الإيراني وكافة أحرار العالم بهذه المناسبة، مشيرًا إلى أن بعثة النبي الأكرم (ص) تمثل هدية لكافة أبناء البشر.
واعتبر الإمام الخامنئي أنه يجب المرور على عبر ودروس البعثة الشريفة، ويجب مواجهة الجاهلية عبر تقوية الإيمان الديني ونشر المجاميع الإيمانية المؤمنة في أرجاء العالم، كذلك يجب تقوية أسس ودعائم النظام الإسلامي وتوسيع إنجازاته.
وأوضح "أننا اليوم في مواجهة هذه الجاهلية الحديثة، والنموذج الواضح لهذه الجاهلية الحديثة هي الولايات المتحدة الأميركية، التي هي عبارة عن نظام يروج للأخلاق الرذيلة والتي يزداد فيها التمييز العنصري"، منوهًا إلى عدم وجود دولة بثروة أميركا، لكن يموت بعض الناس فيها عندما ترتفع درجات الحرارة.
ولفت سماحته إلى أن نظام الولايات المتحدة يقوم على الأزمات التي ينشرها، وهي تقوم على المافيا الاقتصادية والتسلح وصناعة الأسلحة، مضيفًا "في منطقة غرب آسيا أنظروا كم خلقت هذه المافيات من الأزمات كتنظيم "داعش" الذي يحتز الرؤوس أمام العالم".
وتساءل لماذا تنهب الولايات المتحدة النفط من سوريا وتنهب المال الوطني لأفغانستان وتدعم جرائم الصهاينة وتدافع عنها وعن خلق الأزمات، مشيرًا إلى أن الشعب اليمني عاش لثمان سنوات تحت القصف الظالم، والغرب دعم التحالف هناك بشكل علني.
واستطرد الإمام الخامنئي مشيرًا إلى عبرتين:
- الأولى هي الدعم وإسناد الغرب للبلدان التابعة لها، وهو سراب وليس له أي حقيقة، طارحًا كمثال الرئيس الأوكراني والرئيس الأفغاني الفار، اللذين قاما بالاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية.
- الثانية، هو أن الشعب أهم سند وداعم للحكومات، منوهًا إلى أنه لو كان هناك تدخل للشعب الأوكراني فإن أوضاع حكومته لم تكن بهذا الشكل، ومذكّرًا أنه في فترة الدفاع المقدس شاهدنا كيف أن الشعب الإيراني هو الذي دخل الساحة رغم أن كل القوى العالمية دعمت صدام، وكذلك عند احتلال الولايات المتحدة للعراق عام 2003 كيف أن الشعب لم يقاتل إلى جانب نظام صدام البائد، بالمقابل وقف الشعب العراقي وقاتل تنظيم "داعش".
سماحته أشار في كلمته إلى أن بعثة الرسول الأكرم حققت أمرًا كان يعتبر مستحيلًا، وهو أنها جعلت من أبناء الجاهلية أمة تتمتع بالفضيلة، فالناس في عصر الجاهلية كانت لديهم خصائص وكانوا في ضلال ويعانون من فتن نابعة من العصبية والجاهلية، وجاء الرسول ليصنع من هؤلاء الناس أمة متحدة.
وأضاف "نحن اليوم يمكننا أن نستلهم العبر من البعثة النبوية التي تمثل بشارة لكافة المسلمين"، معتبرًا أن الباري تعالى تفضل على الشعب الإيراني وأهداهم هذه التجربة وهي اجتثاث جذور السلطنة في البلاد، موضحًا أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والاتحاد السوفياتي السابق دعموا النظام البهلوي، وبفضل الله أخرجت الثورة الإسلامية الشعب من السكون إلى الحركة ووضعت الشعب الإيراني في مقدمة أنظار العالم.
كما أشار سماحته إلى أن هم الشعارات للرسول في موضوع البعثة هي مواجهة الجاهلية والقرآن الكريم قبّح هذه الجاهلية، منوهًا إلى أن المراد من هذه الجاهلية هي الأخلاق الرذيلة والسلوكيات العنيفة وقتل الضعفاء والرذيلة، وقد واجهت البعثة هذه الجاهلية.
ونوّه إلى أن "الرسول الأكرم كافح الجاهلية والكثير من تلك الرذائل التي كانت رائجة عادت في عصر التمدن الغربي بشكل ممنهج"، مشيرًا إلى أن أساس الحياة في التمدن الغربي هي الحرص والطمع، وأن السياسة الرائجة والأنظمة الحاكمة كلها في التمييز العنصري وفي خدمة الشركات الغربية الكبرى، وأن الفوضى الجنسية العجيبة هي التي تحكم العالم اليوم وهي نفس الأمور التي كانت في عصر الجاهلية وباتت اليوم ممنهجة.