#زمن_النصر
خلة وردة تكسر هيبة العدو مجددًا
سامر الحاج علي
والهزلية التي صارت صفة تتحكم بكل تحركات الجنود الخائفين ظهرت في الساعات الأخيرة بواحدة من أوضح صورها بعد أن استفزت أعمال تقوم بها بلدية عيتا الشعب بمحاذاة الخط الأزرق - لترميم بركة لتجميع المياه تخدم الأعمال الزراعية التي يمارسها الأهالي - قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال فأرسلت تسعة من جنودها للاستنفار مقابل نقطة الاعتلام الحدودية "B 30" والتي تجري الأعمال في محيطها، فحضر الجنود ومعهم ضابط لم يجرؤ على مغادرة آلية سوفا ظلت متخفية خلف جدار اسمنتي ونصبوا خيمة عسكرية إلى جانب الطريق العسكري مئة وخمسة الذي يربط موقعي ضهر الجمل على أطراف بلدة راميا وحدب عيتا عند حدود عيتا الشعب، ونفذوا انتشاراً في محيطها خلف سواتر ترابية وتحصينات اسمنتية كانت موجودة في المكان.
وبدلاً من أن تتوقف الأعمال عند الجانب اللبناني من الحدود، أكملت الفرق الفنية التابعة للبلدية أعمالها فأزالت الأعشاب النامية في البركة ومحيطها تمهيداً لانطلاق المرحلة الثانية من المشروع والذي يشتمل على ترميم القعر والجوانب قبل أن يجري رصفها بمواد تمنع تسرب المياه منها، إضافة إلى إنشاء استراحات عامة إلى جانبها بهدف توفير مكان يمكن للأهالي قضاء أوقات فراغهم فيه خاصة وأن للمكان رمزية كبرى في تاريخ الانتصارات الذي دخلته المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فهنا نفذت المقاومة الإسلامية صبيحة الثاني عشر من تموز ألفين وستة عملية الوعد الصادق التي أسرت فيها جنوداً صهاينة لتحرير أسرى لبنانيين وعرب من سجون الكيان الغاصب.
وإضافة إلى أهمية المكان من حيث ارتباطه ببطولات المقاومين، اختارت البلدية أن تنشئ البركة في ذلك المكان لكونه مسلّطاً بفعل الارتفاعات الطبيعية في البلدة ما يسمح لمياه الأمطار التي تتجمع بالوصول إليه دون أي عناء ليجري لاحقاً الاستفادة منها لري المحاصيل الزراعية التي تزرع في سهول عيتا وستتوسع مساحتها في الفترة المقبلة بعد الدعوة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لخوض غمار الجهاد الزراعي والصناعي.
وفي هذا السياق، يقول رئيس بلدية عيتا الشعب محمد سرور في حديث لموقع "العهد" الإخباري إن أهل الأرض هنا أشخاص عمليّون يريدون استغلال كل عنصر في عملية الإنتاج كالبركة التي يحتاجونها مثلا لتوفير مياه الري خلال الصيف. معتبراً أن هذه الحاجة تدفعنا لأن نكمل هذا المشروع الذي يشكل عصب الحياة الزراعية في البلدة حتى انجازه، غير آبهين باستنفار العدو وانزعاجه من أعمالنا التي تصل اليوم إلى حافة الحدود مباشرة كما المشاريع العمرانية وكما التوسع السكني الذي ما كان ليكون لولا حب الناس للحياة هنا وثقتهم بالجيش والمقاومة.
وإلى جانب سرور الذي زار مكان الأعمال برفقة عدد من الأهالي، وقف رجل من البلدة يروي بعضاً من حكايا زمن الاحتلال مستذكراً المعاناة التي كان جنود العدو وعملاؤه يذيقونها للأهالي، بعدما كان الوصول إلى المكان أشبه بالنسبة لهم إلى حلم لا يغادر تحقيقه حدود المستحيل. كل هذا كان قبل التحرير عام ألفين، أما بعدها، فتحول الجندي الذي يقف خلف جدار موجهاً فوهة بندقيته باتجاه أي زائر للمنطقة إلى أضحوكة تتناقلها ألسن أهل الأرض، إذ يقول سرور ساخراً "رح تضلكن واقفين كتير" في إشارة إلى أن الأعمال التي يحاول هؤلاء اثارة الرعب حولها لإيقافها ستتواصل حتى إنجاز المشروع بالكامل.
ويصر أهالي البلدة على التمسك بموقف بلديتهم ورئيسها والذي يندرج وفق قناعاتهم في سياق حماية السيادة اللبنانية والاستقلال الوطني الذي يعني بالضرورة استغلال آخر نقطة محررة من الحدود وحمايتها دون أي خوف من صور متآكلة لجنود لا يملكون القدرة على قتل الخوف الذي يسكنهم من عزيمة مجتمع لا يتنازل عن حق في تراب أو مياه أو حتى ذرة هواء.
إقرأ المزيد في: #زمن_النصر
30/08/2020
الشهيد هلال وطفا.. على درب أصحاب الحسين(ع)
27/08/2020