#عهدنا_مقاومة
ماذا يعني أن تكتب مع "العهد"؟
شارل ابي نادر
منتصف كانون الثاني من العام 2015، وبعد استشهاد مجموعة من قادة المقاومة الاسلامية في القنيطرة جنوب سوريا بصواريخ معادية اسرائيلية، كان لي شرف التعليق على العملية بمقالة مكتوبة في احد المواقع الالكترونية اللبنانية، وقد عبّرت حينها في المقالة عن احساسي الشخصي بطريقة عفوية، جَمَعَت تجربة شخصية عشتها في الجنوب اللبناني أثناء خدمتي العسكرية، وفي منطقة كانت نقطة ارتكاز لعمليات المقاومة ضد العدو الاسرائيلي قبل التحرير عام 2000، ولاحقا أثناء التصدي للعدوان الصهيوني عام 2006، وعلى اثر ذلك، كان لي شرف الكتابة في موقع "العهد" الاخباري، والذي يشكل امتدادًا لجريدة "العهد" التي يُحتفل اليوم بعيدها السادس والثلاثين.
في هذه المناسبة، لن أعمد الى التطرق الى تاريخ جريدة "العهد"، كما تطرق إليها من عايشها، كتابة أو ادارة، حيث لم أكن ملمّا ولو بأي تفصيل معين عنها في السابق، بل سأحاول أن أعبّر في هذه المناسبة بطريقة - أحرص كل الحرص على التزامي أن أكون صادقًا وصريحًا بها - عن مسيرتي في الكتابة لموقع أو لجريدة "العهد"، عما كسبت، ماذا تعلمت، ماذا قدمت وماذا طبعت هذه المسيرة في حياتي وفي أسلوبي.
من خلال تخصصي مبدئيًا في الكتابة بشكل عام بمواضيع التحليل العسكري، حيث رأت ذلك ادارة الموقع كوني ضابطا متقاعدا في الجيش اللبناني، وجدت نفسي وأنا أكتب وأحلل، وكأنني ما زلت في الميدان، أناور، أهجم أحيانا، أدافع أحيانًا أخرى، تمامًا كما لو أنني أقاتل على الأرض حسبما تفرضه العمليات العسكرية.
مع "العهد" وجدت أنني لم أترك مهنتي ومسيرتي ووظيفتي كضابط ميداني، أحسّ أن عليه مسؤولية المشاركة في القتال، لأنه مقتنع بهذا القتال الذي فُرض علينا وعلى المقاومة.
من خلال طبيعة العمل الاعلامي الحربي في موقع "العهد"، وضرورة متابعة ومواكبة الأحداث الميدانية بطريقة دقيقة، وجدت نفسي أعيش الحدث الحربي بكافة تفاصيله، من خلال متابعة حثيثة لسير المعارك الأساسية والمؤثرة، والتي كانت دائمًا موضع اهتمام ومتابعة من "العهد".
مع "العهد" واكبت العدوان على اليمن، وقد شكل التزام موقع "العهد" بمتابعة هذا العدوان بدقة، حافزي الأساسي في مواكبة حرب من أكثر الحروب حساسية وأهمية في التاريخ الحديث، فشهدت مع "العهد" ولادة شعب مقاوم، دافع وقاوم وقاتل بشراسة في سبيل وطنه وكرامته بمواجهة العدوان، ومع "العهد" عايشت ولادة أكثر من معادلة عسكرية جديدة، خلقها أبطال اليمن من لا شيء، من اللحم الحي، من الحاجة للصمود ومن الحاجة للبقاء.
مع "العهد"، واكبت تطوّر قواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة على العدو الاسرائيلي، ومن خلال التزام "العهد" بمواكبة العهد الذي قطعته المقاومة بمواجهة العدو، اكتشفت كيف كان الوعد بمقارعة العدو صادقًا، في الرد على كافة الاعتداءات العدوة التي حددتها تلك القواعد، وتطلّبت الرد.
مع "العهد"، أحسست أنه عليّ مسؤولية الدفاع وبقوة عن موقف وقرار وخيار المقاومة استباقيًا خارج لبنان، ومع "العهد"، وجدت نفسي ملزما بأن أكون مقاتلًا شرسًا عن خياراتها في الداخل وفي الاقليم، لأنني اكتشفت، ومع مواكبتي الميدانية مع "العهد" ايضًا، في سوريا وفي العراق، حساسية وخطورة ودقة والزامية المعركة ضد الارهاب، وضرورة الذهاب لمقارعته خارج الدار قبل وصوله الى باب الدار.
مع "العهد"، اكتشفت كيف يجب أن يكون الإعلام دقيقًا مهذبًا لائقًا وموضوعيًا..
ومع "العهد"، اكتشفت مستوى ما يحمل حزب الله من مسؤولية ضخمة، وكيف يحمل على عاتقه همّ وطنٍ وشعبٍ، بالرغم من الحرب الكونية التي تشن ضده.
إقرأ المزيد في: #عهدنا_مقاومة
18/06/2021
السيّد على صفحات "العهد"
18/06/2021
الإعلام الإلكتروني للمقاومة: سلاحٌ دقيقٌ
18/06/2021
"العهد" فاتحةُ إخباريات المقاومة
21/06/2020
رحلتي الاولى مع جريدة "العهد"
21/06/2020
من طهران.. هنا
20/06/2020