نصر من الله

معتقل الأحرار

سجل التعذيب في الخيام: معتقل وحشي أداره مرتزقة
23/05/2020

سجل التعذيب في الخيام: معتقل وحشي أداره مرتزقة

زينب ضاهر

 

ها قد أتمّ تحرير لبنان من العدو الإسرائيلي عامه العشرين. ها قد أصبح فتيّاً يشتدّ عوده عاماً بعد عام. وكثيرون ممّن كانوا أطفالاً في العام 2000، لم يعوا ربما إلا فرحة الكبار بالنصر الذي تحقق. ولكنّهم هم أنفسهم، بلا شكّ، أصبحوا اليوم أكثر فهماً وإدراكاً لكواليس هذا الإنجاز العظيم، للصبر والمصاعب والعذابات التي رافقت كلّ مساهم في هذا الحدث التاريخي.

أمّا لمن لم يطّلع بعد، فهذه عيّنة ليس الهدف منها أبداً أن تطال قلوبكم، ففيها من الحزن ما قد لا يطيق المرء سماعه، وإنما المقصود أن تخاطب العقل والوعي، كي لا ينسى أحدنا تفصيلاً من تفاصيل الإذلال الذي كان العدو يستمتع بممارسته ضدّ أبناء وطننا، ,كي يبقى ذلك حاضراً في أذهاننا كردّ فعل احترازي على مجرّد الإحتمال بأنه قد يتكرر يوماً ما.

عن ذلك يروي لموقع "العهد" الإخباري الأسير المحرر الحاج علي خشيش قصّة أسره، وتعذيبه، وحكايات السنين التي قضاها بين جدران معتقل الخيام المظلمة، حتى يوم خروجه منه محرّراً، برغم الندوب في جسمه والآلام التي أصابت روحه.

"في البداية كان لدينا عمل مقاوم ضمن منطقة محتلّة. الإسرائيلي كان يتصرّف بكامل راحته في تلك المنطقة. اخترنا مع بعض الشبّان أنه يجب وجود عمل مقاوم كي لا يبقى الإسرائيلي مرتاحاً. فأسسنا مجموعة صغيرة وانتمينا إلى المقاومة الإسلامية، وبدأنا العمل على ذلك الأساس. عام 1985، لم يكن ذلك الانتشار الموجود حالياً، كان العمل محدوداً يقتصر على نقل قطعة سلاح، مع وجود صعوبة في التنقل، فضلاً عن المخاطرة."

كان المقاومون الأوائل تحت أنظار العدو بسبب تردّدهم إلى المساجد. وقد وضع بعض الجواسيس لمراقبة تحركاتهم. وقد تمكّن المقاومون من إنجاز الكثير من الأمور ذلك أن نشاطهم كان في غاية الحذر.

في تلك الفترة حصلت الكثير من الاعتقالات في الخيام والمنطقة ككلّ، وتمّ اعتقال العديد من الشبّان من تنظيمات مختلفة كالحزب الشيوعي وحركة أمل... لاحقاً، في فترة اعتقال الحاج علي، تحديداً بتاريخ 1/11/1985، تمّ اعتقال مجموعة كبيرة من شباب المقاومة الإسلامية في الوقت نفسه.

يروي الحاج علي للعهد كيف تمّ اعتقاله: "كان عملنا سرّيّاً، وقد عرف العملاء بطريقة ما أنّ لدينا أسلحة مخبّأة، وأحضروني إلى المعتقل على أساس ذلك. تمّ اعتقالي مع مجموعة من سبعة أشخاص، وهناك بدأت رحلة التحقيق والتعذيب."

هنا، حدّث ولا حرج

"كان أسلوب التحقيق والتعذيب قاسياً جدّاً. لا يترك العدو مكاناً في جسم الإنسان لا يعذّبه فيه كي يحصل على المعلومات التي يريدها. كان العدو يريد كلّ المعلومات المتعلّقة بعمل المقاومة، والمجموعة التي ننتمي إليها، طبيعة علاقتنا وكيف ننقل السلاح ونرسل المعلومات. كانوا يركّزون كثيراً على تلك المعلومات".

عن تجربته بشكل خاص يقول الأسير المحرر: "استمرّ التحقيق معي مدّة أربعة أشهر. ففي فترة اعتقالي تمّ أيضاً اعتقال أفراد من بنت جبيل ومركبا والطيبة، لذلك اعتبر العدو أنّ هناك صلة وصل بين تلك المجموعات، علماً أن كلّ مجموعة من تلك المجموعات في الواقع كانت تعمل على حدة. شدّد العدو في تلك الفترة على أنني يجب أن أكون على معرفة بأحد من هؤلاء الأفراد، وكذلك بالنسبة للآخرين".

سجل التعذيب في الخيام: معتقل وحشي أداره مرتزقة

ثمّ يضيف قائلاً: لكنّ العدو في نهاية الأمر علم أننا، برغم من كوننا مجموعات متعددة مرتبطة بالتنظيم نفسه، كانت كلّ مجموعة تعمل بمفردها وأنّ صلة وصلها هي عبر بيروت وليس المنطقة المحتلّة.

في تفاصيل أليمة يستعيدها الحاج علي، يكرّر أن التعذيب كان قاسياً جدّاً. لا بل يعدّد بعض أنواع التعذيب، وما أكثرها، فيسمّي الكرباج، السلك الكهربائي، العصا، كعب البندقية، الركل بالحذاء، بالإضافة إلى صعق كافة أنحاء الجسم بالكهرباء، والتركيع لفترات طويلة من دون طعام أو شراب، والتعليق على عمود التعذيب لمدّة أدناها يوم كامل، وقد تصل إلى ثلاثة أيّام من دون طعام وشراب.

كانت أساليب الترهيب هذه كلّها في سياق التحقيقات بهدف الحصول على المعلومات.
"كنّا ننام في الممرّات قبل أن ننتقل إلى الزنازين. ففي تلك الفترة كان في المعتقل السجن رقم 1 والسجن رقم 2 فقط، وكان عدد الأسرى تقريباً مئتي أسير، ولم تكن الزنازين تتسع لهذا العدد الكبير. لذلك كنا ننام في الممرات لمدّة شهرين تقريباً، وهناك يمرّ السجّان ويضربنا، حتّى أيضاً عندما كانوا يعلّقوننا على عمود التعذيب كانوا يضربوننا كلّما مرّوا بجانبنا"، يشرح الحاج علي ما حصل معه في بدايات فترة الأسر، ثمّ يضيف: "كانوا عندما يعلّقوننا على العمود، يطفئون جروحنا بالملح، أو يقومون بتسخين العصا الحديدية على المدفأة ليلذعونا بها. كانت الأساليب كلّها وحشيّة، ولم يستخدموا أي فعل إنساني في التعاطي معنا."

والجدير بالذكر هنا أنّ هذه الأساليب الإجرامية كانت تحصل بأوامر وإشراف العميل عامر الفاخوري، الذي فرّ من لبنان قبل قرابة الشهرين بعد أن برأته المحكمة العسكرية اللبنانية بموجب القانون اللبناني الذي يعفو عن الجرائم المرتكبة سابقاً بفعل "مرور الزمن" عليها!

"الداخل مفقود والخارج مولود"

في إحدى الفترات، كتب الإسرائيليون على مدخل المعتقل أنّ "الداخل مفقود والخارج مولود".
وقد صدقوا في اعترافهم هذا. فلم يكن التعذيب يقتصر على مرحلة الاستجواب وحدها، وحتّى إذا اعترف الأسير بما لديه، كان المحققون يعتبرون أنهم حصلوا على جزء من المعلومات ولكن بالتأكيد هناك المزيد منها... كان المحقّقون يركّزون على الأسرى المتّهمين بالتعامل مع حزب الله الذين اعتبروه العدوّ اللدود الذي أوجعهم. وكان يصل الأمر بهم عندما تقوم المقاومة الإسلامية بعمليّة ضدّهم، أن يضربوا الأسرى على اعتبار أنّ المقاومة توجعهم وعليهم هم الانتقام لذلك من خلال تعذيب الأسرى.

سجل التعذيب في الخيام: معتقل وحشي أداره مرتزقة

كان الإسرائيلي أو العميل لا يتعاطى مع الأسير على اعتباره إنساناً. لم يكونوا يراعون أيّ ظرف من ظروفه سواء كان مريضاً أو قد أجرى عمليّة ما، أو حتى إن كان يعاني من مشكلة صحيّة. وفي بعض الأحيان، تمّ بتر أطراف بعض الشبّان الذين تمّ اعتقالهم، وكان الجلّاد يركّز التعذيب على أماكن الوجع تلك، مكان البتر.

مرحلة ما بعد الاستجواب

كان التحقيق مع الأسرى، الذي يدوم فترة ثلاثة أو أربعة أشهر، مع التواجد في زنازين انفرادية، ينتهي بالانتقال إلى زنازين بمساحة مترين اثنين عرضاً ومترين ونصف طولاً، وكان يعيش فيها خمسة أشخاص. كنا ننام بوضعية "كعب وراس"، أي أنّ كلّ أسير كان ينام بعكس اتجاه الأسير الذي بجانبه.

"لم يكن في الغرفة مكان لقضاء الحاجة، كنا نتدبّر الأمر باستخدام دلو. كنا لا نرى الشمس إلّا مدّة خمس دقائق كلّ شهر. حتّى تبادل الأحاديث داخل الغرفة، كان إذا مرّ أحد السجانين وسمع صوتنا، يأخذنا إلى خارج الغرفة ويبدأ بضربنا".

التعرّض للشمس

كان الأسرى يخرجون إلى الشمس كلّ 25 يوماً تقريباً لمدّة خمس دقائق، كانت باحة التعرّض للشمس صغيرة، يخرجون إليها أسرى غرفتين أو ثلاث غرف معاً، فيكون عددهم بين 10 و 15 شخصاً.

"بالكاد نمشي في الباحة دورة واحدة حتّى يأمرونا بالعودة إلى الزنزانة. كان الحديث ممنوعاً حتى في باحة الشمس، وكذلك التبسّم لبعضنا البعض."

وجبات الطعام "الدسمة"

داخل الزنازين لم يكن الطعام المقدّم للأسرى مجتمعين يكفي طفلاً صغيراً. كانوا يعطون الأسير قطعتي خبز صغيرتين للوجبة الواحدة. كانت وجبة الفطور ثلاث حبّات من الزيتون مع ملعقة من المربّى، والغداء كان صحن طعام واحداً للأسرى الخمس الموجودين في كلّ زنزانة، وهو عبارة عن "يخنة" لا تشبه الكلمة بشيء، بل كان الطعام عبارة عن مكوّن مسلوق من دون ملح ولا توابل. وكان طعام العشاء بيضة مسلوقة وحبّة من البطاطا مع خبزتين صغيرتين أيضاً.

متحدّثاً بالنيابة عن كلّ من عانى في ظلمة تلك الزنازين، يقول الحاج علي: "كنّا نعتبر أنفسنا أحياء من قلّة الموت فحسب.. وكنّا نهوّن على أنفسنا ببعض الطرائف عندما نستطيع الحديث، فنقول إنّ ملك الموت مشغول في مكان آخر لذلك ما زلنا على قيد الحياة. كان كلّ شيء في المعتقل يقودنا إلى الموت، ولذلك عندما جاء أحد الأسرى من قريتي إلى المعتقل، أخبرني أنّ أهلي قد أعلموا بموتي وقد أقاموا العزاء لي."

كانت هذه حال الكثيرين من زملاء الحاج علي في الأسر. فالمعتقل لا يشبه أيّاً من السجون في العالم، ففي كلّ السجون يتعرّض السجين لفترة تحقيق لمدّة أقصاها 72 ساعة، ثمّ ينتقل إلى غرفة لائقة تصلح للعيش البشري، أمّا هنا فليس هناك من مقوّمات العيش البشريّ أدناها.

العطش

زد على أساليب التعذيب المذكورة، كان سجّانو المعتقل يعمدون إلى منع الأسرى من شرب الماء، بحيث يقضون ثلاثة أيام متتالية من دون شرب قطرة ماء واحدة. كانوا يدّعون أن الماء مقطوعة، وكان الأسرى يطلبون شرب الماء من سخّان المياه الخارجي، الذي قد صدئ ماؤه، ليطفئوا ظمأهم فحسب.

"الخدمات الطبية"

في ما يخصّ الأدوية، يشير الحاج علي إلى أنّه كان لدى السجانين دواء إسرائيلي اسمه "Miscol" "يعطوننا منه كلّما شكونا ألماً في أي ناحية من جسدنا. كنا في بعض الأحيان نتمكّن من الحصول على عبوة الدواء ونكتشف أنها منتهية الصلاحية. لم يكن لذلك بديل سوى الخروج إلى غرفة الطبيب، في حال لم يزل الألم، الذي بدوره يحقن الأسير بحقنة ماء ليس فيها من الدواء شيء".

"حرّية" ممارسة الشعائر الدينية

كان الأسرى يقرأون القرآن بحسب ما قد حفظوه مسبقاً، وكذلك بالنسبة للأدعية. لم تكن بحوزتهم أي نسخة من المصحف، إلى أن نجح أحد الأسرى بتهريب جزء واحد أصبح الأسرى يتناوبون قراءته سرّاً بطريقة اعتمدوها في ما بينهم. أما في عاشوراء فكانوا يقومون ببعض الأنشطة سرّاً ولكن السجّان كان يأتيهم على غفلة ويقوم بضربهم.

وحتّى في شهر الصيام، يذكر الحاج علي أنّ السجّان كان يجبر الأسرى على الإفطار من خلال وضع الماء والشراب في أفواههم. "وفي إحدى المرّات حاول أحد الأسرى أن ينجي نفسه من الإفطار بهذه الطريقة، فعندما سأله السجّان إذا كان صائماً أجابه بالنفي، فقام السجان بضربه قائلاً له كيف تكون مسلماً ولست صائماً؟!"

بعض من الاستبداد والتعسّف

في بعض الأحيان كان يأمر السجان العميل أن نضع الأغطية على رؤوسنا كي لا يمرّ فيرى رأس أحد منا ظاهراً له. كان نظام المعتقل التعسفي أن يكون الجميع مستيقظاً عند الساعة السادسة صباحاً، وأن يكون الأسرى قد رتّبوا كلّ محتويات الزنزانة. في أحيان أخرى، كان يأتي السجانون في منتصف الليل أو بعده، يجبرون الأسرى على الاستيقاظ والوقوف مقابل الحائط، رافعين أيديهم، لمدّة ساعتين أو ثلاث، بحسب مزاجهم ليس إلّا.
"في أول فترة اعتقالي، كان قد راج برنامج مصارعة على تلفزيون الشرق الأوسط، وكان السجانون قد انقسموا إلى فريقين في تشجيعهم للمصارعين. فكان السجّان المشجّع للفريق الخاسر يخرج مجموعة من الأسرى إلى الباحة ويضربهم ضرباً مبرّحاً لتنفيس غضبه!"
نتيجة لذلك كلّه، كان الأسرى يقومون بالإضراب عن الطعام لفترات تصل إلى ثلاثة أيّام، طالبين تحسين التعامل معهم. كانوا يطلبون تبديل السجّان اللحدي بآخر إسرائيلي، فقط لجذب انتباههم ورفع صوتنا.

انتفاضة معتقل الخيام

في إحدى المرات رفض الأسرى الأكل لمدة ثلاثة أيام لأنّ سجّاناً قام بإخراج أحد الأسرى من الزنزانة بالقوّة وهو في حال الصلاة. منعه عن الصلاة وسحبه إلى الخارج، فبدأوا بضرب الأبواب. كيف يسحب شخصاً وهو في وضعيّة الصلاة؟ كانت هذه الانتفاضة في عام 1993 في السجن رقم 3.

"كنت أنا حينها قد انتقلت إلى السجن رقم 4. سمعنا صراخاً وهتافات، وبدأنا نضرب الأبواب مثلهم، كان الأمر بمثابة حالة عامّة خيّمت على الجميع، أنّ أمراً ما يحصل، حتى ولو لم نعرف ما هو، ولكن طالما أننا مسجونون فنريد التعبير عن رأينا بهذه الطريقة. رفضنا الطعام وأصررنا على طلبنا سجّانين إسرائيليين لنكلّمهم.

كان خبر الانتفاضة قد وصل إلى السجن رقم 2، وكان الملفت أيضاً أنّ الأخوات في سجنهنّ رفضن الطعام، وقد علم الأسرى بذلك لاحقاً. الأخوات رفضن الطعام تضامناً مع بقية الأسرى. وقتذاك، نشر الإسرائيليون حوالى 400 عنصر ظنّاً منهم أن هناك محاولة هروب أو شيء من هذا القبيل. وبعد ثلاثة أيّام، هدأت الأمور بعد أن قاموا بإلقاء قنابل دخانية وإطلاق النار داخل الممرات. كانت نتيجة القنابل في تلك الزنازين الضيقة المغلقة اختناق الكثير من الأسرى الذين قد أصيبوا أصلاً بالحساسية والربو والأمراض الصدرية بسبب تواجدهم في الأسر. وقد هدأوا فقط لتخفيف العبء عن هؤلاء المصابين. هدأ الأسرى قليلا فقام السجانون بإخراج حوالى 70 أسيراً إلى الباحة الخارجية حيث بدأوا بضربهم إلى أن توقف الإضراب.

"كان سبب توقّف الإضراب فعليّاً هو أنّ الإسرائيلي قد وعد بتأمين الطعام الكافي والخروج إلى الشمس والحمّامات، أي المستلزمات التي هي من حقّ الأسير وفقاً لاتفاقية جنيف، والتي لم نكن نحصل على 1% منها. وبالرغم من أنهم حققوا مطالبنا، إلا أنهم كانوا يستخدمون سياسة العدّ العكسي في تراجع الحقوق. أي أنهم كانوا يعتبرون أنهم إذا حافظوا على تلك الحقوق دائماً ستتوسع مطالب الأسرى بطلب الجرائد مثلاً أو التلفزيون. كانوا مصرّين على أن يبقى همّنا تأمين الطعام الكافي والتعرّض للشمس فحسب.

وقد نجحت الانتفاضة أيضاً في الحدّ من جزء من صلاحيات السجّان العميل الذي كان يضرب الأسرى كلّما يحلو له، فأصبحت العلاقة مع المحقّق مباشرة.

أسير، فمحرّر، فعائد إلى العمل المقاوم

تحرّر الحاج علي خشيش في 21/7/1996 بموجب صفقة تبادل تمّت بعد أن أسرت المقاومة الإسلامية جثّتي جنديين إسرائيليين. وقد تضمّنت الصفقة الإفراج عن جثامين 124 شهيداً و40 أسيراً.

حرّاً، توجّه إلى بيروت، حيث خياره الأفضل لضمان سلامته واستكمال نشاطه المقاوم. فقد كان في بقائه مخاطرة العودة إلى المعتقل كلما قامت المقاومة بعمليّة ضدّ الاحتلال.

أدار ظهره لسنين من العذاب، ولكنّه كان أحد رسل الحقيقة، واهباً الفصل الجديد من حياته لكلّ باحث عن معلومة أو حقيقة تعرّي ذلك العدو الهمجي المجرم. وأصبح منذ تاريخ 25 أيّار عام 2000 دليلاً في المعتقل نفسه حيث قضى 11 عاماً من العذاب. لم يكلّ ولم يملّ وكأن المكان، برغم آلامه، قد حفر مكانته الخاصة في روحه.

معتقل الخيام

إقرأ المزيد في: معتقل الأحرار

خبر عاجل