الرد القاسم
مباركة البراهمي لـ"العهد": محاولة الاغتيال لن تجعلني أتراجع عن موقفي وإيماني بأمتنا ووطننا وبالمقاومة
تونس ـ روعة قاسم
تعرضت المناضلة التونسية والقيادية في التيار الشعبي مباركة البراهمي أرملة الشهيد محمد البراهمي لمحاولة اغتيال أثارت المخاوف من عودة تونس مجددا الى مربع العنف والخطر التكفيري. وتعد القيادية والنائب السابق في البرلمان التونسي مباركة البراهمي من رموز النضال في وجه محاولات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني ومن الداعمين لقضايا المقاومة وفلسطين. وقد خصّت "العهد" بهذا الحوار في أعقاب فشل محاولة اغتيالها.
ـ أولا نريد ان نحمد الله على سلامتك. اليوم كيف هو وضعك بعد المحاولة الفاشلة؟ ومن وراء هذا المخطط وما أهدافه برأيك؟
أولا أقول إنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا والأعمار بيد الله وهذه المحاولة الفاشلة ما هي الا أدوات، ولا يفوتني أيضا ان أشكر قوات الأمن في تونس على جديتها وتضحياتها من أجل توفير الأمن لتونس والتونسيين جميعا. وأقول ربما ما يميزني أني اخترت الطريق الصعب وهو طريق عدم التطبيع مع هذه الظاهرة التي اجتاحت تونس والدول العربية وهي ظاهرة التكفير والترهيب والإرهاب، وهي ظاهرة ليست متعلقة بأفراد بعينهم ولكن هي تتعلق بتنظيم قوي لديه إمكانيات ودعم لوجستي ويكاد يمتد على طول الحرب التي يشنها الإرهابيون على المنطقة. والتنظيم الذي أحبطت محاولته لاغتيالي هو تنظيم "أجناد الخلافة" واعتقد انه موجود في سوريا أيضا واستهدافه لي ليس لمسألة شخصية ولكن بسبب مواقفي، لأنني في كل المناسبات أصرّ دائما على مواقفي فيما يتعلق بهذه التنظيمات الإرهابية، وأؤكد ان هؤلاء الارهابيون يشوهون الدين وانهم لا يمتّون الى الإسلام بأية صلة بل ينفّذون أجندات خارجية أجنبية عدوانية ضد الأمة، وهم امتداد للحرب التي تشنّ على الشعب السوري. وفي فترة من الفترات كان أحد دعائم الحرب التي تشنّ على سوريا هم التونسيون الذين تمّ تسفيرهم الى سوريا. والحقيقة انا دائما آسف كثيرا لأن تونس كدولة وكنظام رسمي لعبت دورا رديئا وقذرا جدا في الحرب على سوريا. ونحن اليوم في حلقة من حلقات الاعتداء على التونسيين وتعلمون ان التونسيين ايضا عانوا من إرهاب هذه الجماعات وان هناك اغتيالات سياسية حصلت لسياسيين ولبرلمانيين بينهم زوجي الشهيد محمد البراهمي ولأمنيين وعسكرين ومدنيين حتى الرعاة لم يسلموا من أياديهم القذرة . في سوريا هناك إرادة سياسية قوية فسوريا ـ دولة ورئيسا وحكومة وجيشا وشعبا ـ مجندة من أجل محاربة هذا العدوان الخطير. اما في تونس فلا زلنا نتطلع الى قرار سياسي سيادي للقضاء على الإرهاب. وانا اعرف انه لو تمّ اتخاذ قرار فعلي لتمّ القضاء على الجيوب المتمركزة في الجبال في وقت وجيز. أقول لك ربما أنني في وضع لا أحسد عليه مع الضغط الأمني الكبير جدا والضغط الاجتماعي الذي أعيشه خاصة بعد محاولة الاغتيال ولكن هذا لا يمكن ان يجعلني أتردد او أتراجع ولو شعرة واحدة عن موقفي لأننا سنعيش حياة واحدة فلنعشها بشرف وبإيمان بأمتنا ووطنا وبالمقاومة أو ان نكون في صفّ الأعداء وهذا ما لا يمكن ان يكون.
ـ كيف تنظرين الى اغتيال الشهيد قاسم سليماني والرد الإيراني ؟
لقد تمّ اغتيال الشهيد قاسم سليماني لأنه ليس بالرجل الهين فهو قامة كبيرة، وعسكري وسياسي كبير كبّد العدو الإرهابي خسائر كبيرة في سوريا والعراق وكان يتربص بهذه الجماعات المجرمة. وللأسف دائما هناك من يتواطأ مع العدو وتمّ قصف موكب الشهيد سليماني للأسف وكل من معه. ولكن لأنه رجل شريف ومقاوم وابن دولة مقاومة تمّ الرد سريعا قبل ان يوارى العزيز في الثرى، وهنا الفرق بين الأنظمة التي تتواطأ مع الإرهاب ضد أبنائها والأنظمة التي تقف مع أبنائها ضد الإرهاب.
وفيما يتعلق بالرد الإيراني، نحن لا نستطيع ان نقدر الموقف كما تقدره الدولة الإيرانية ولكن نحن نريد دحرا فتاكا للوجود الأمريكي في المنطقة، وكان الرد بقدر ما كان عسكريا كان أيضا ردا سياسيا، فنحن نتابع كيف تتالت الدعوات الى الانسحاب ونجد دولا أخرى لها قواعد في العراق شرعت في الانسحاب. ونحن نعلم ان
ـ كيف يمكن تدعيم خط المقاومة في ظل موجة التخبط والتطبيع مع العدو الصهيوني في المنطقة؟
اعتقد ان الحرب التي تدور في المنطقة والعدوان على سوريا وعلى كل من يرفع راية المواطنة وكل من ينتمي لمحور المقاومة هي في صميم المعركة من أجل تحرير فلسطين. لان العدوان على سوريا، ليس اعتباطيا والحصار على الجمهورية الإيرانية منذ نجاح الثورة ليس اعتباطيا. ونعرف ان ايران كانت في عهد الشاه الابنة المدللة للولايات المتحدة ولكن حصل الحصار والتضييق وقطعت العلاقات بين الطرفين لما ظهرت الجمهورية الإسلامية التي كان اول شعاراتها طرد السفير الإسرائيلي واحلال سفارة دولة فلسطين محله ورفعت راية تحرير فلسطين والقدس. وكل من دار في هذا الفلك اصبح عدوا لأمريكا واليوم
إقرأ المزيد في: الرد القاسم
23/01/2020