معركة أولي البأس

ترجمات

تحريض إسرائيلي على التصعيد الأميركي ضد إيران 
09/01/2024

تحريض إسرائيلي على التصعيد الأميركي ضد إيران 

تحدث الصحفي الإسرائيلي ليون هدار (Leon Hadar) عن توازن قوة جديد، يعكس التنافس بين القوى الكبرى الذي يعود بشكل أساس إلى الضغوط القومية و"الحمائية". فهو يرى أنّ توازن القوى هذا سيهيمن على الخريطة الجيواستراتيجية والجيواقتصادية للعام 2024، مشيرًا إلى أنّ عدم قيام الولايات المتحدة بـ"الضغط على الزناد" في مواجهة إيران، قد يمكّن طهران "ووكلاءها" من النجاح في تشكيل ميزان قوة جديد في الشرق الأوسط؛ حيث سيلحق بـ"إسرائيل" الضرر، هذا وفقًا لتعبيره.

وفي مقال نُشر على موقع "National Interest"، لفت الكاتب إلى أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين سيكونون في قلب هذا الصراع، وذلك بمواجهة ما وصفه محور ناشئ بقيادة روسيا والصين، والذي يضم أيضًا كوريا الشمالية وإيران، إضافة إلى من وصفهم بـ"وكلائها"، بحسب قوله. وأضاف الكاتب أنّ الولايات المتحدة واجهت، مع نهاية العام 2023، تحديات للحفاظ على موقعها العالمي.

وتابع أنّ روسيا أصبحت في وضع أفضل للحفاظ على سيطرتها على بعض "أجزاء من أوكرانيا"، و"خاصة جزيرة القرم". وقال إنّ الرفض المتزايد من الجمهوريين "الانعزاليين" لزيادة الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا يصبّ في صالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يأمل بعودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بحسب رؤية الكاتب.

وأضاف أنّه: "في حال تحقق هذا السيناريو، وفي ظل عجز أو رفض حلفاء أميركا الأوروبيين ليحلّوا مكان واشنطن في دعم أوكرانيا، فإنّ الضغوط ستزداد على كييف للموافقة على وقف إطلاق النار وابرام صفقة دبلوماسية مع موسكو". فبرأي الكاتب أنّ :"أي اتفاق بين روسيا وأوكرانيا سيترك بوتين في موقع أفضل، خاصّة إذا ما اتخذ ترامب - في حال عودته إلى البيت الأبيض- خطوات لتقويض التزام أميركا حيال الناتو".

وأشار إلى أنّه: "في مثل هذه الظروف، يصبح الوقوف بوجه إيران في الشرق الأوسط ذات أهمية عالمية، وكذلك إقليمية". وأردف أنّ المسألة ستستند، بشكل كبير، على كيفية تعاطي الرئيس الأميركي جو بايدن مع "مسعى إيران وحلفائها ووكلائها الإقليميين"، مثل حركة حماس وحزب الله وأنصار الله لتحدي مكانة أميركا في الشرق الأوسط، ففي الوقت نفسه أنّ هذا المسعى يحقق النجاح في الوقت الراهن، بحسب رأيه.

كما قال إنّ :"هجوم حماس على "إسرائيل" نجح في تخريب الاستراتيجية الأميركية بتطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل" وإنشاء شراكة عربية - إسرائيلية بهدف احتواء إيران ومعسكرها. وأضاف الكاتب أن هجوم حماس إلى جانب ضربات حزب الله في "شمال إسرائيل" حطمت ردع الأخيرة، ومساعي أميركا لقلب ميزان القوة في المنطقة لصالحها، مردفًا أن: "إدارة بايدن لم تقم مؤخرًا سوى بالرد على الضربات التي يشنّها "وكلاء إيران" ضد القوات الأميركية في سورية والعراق أو "تهديد أنصار الله للملاحة الدولية"، من خلال ضرب أهداف إيرانية بشكل مباشر".

وذكر الصحفي الإسرائيلي أنّ "بايدن قد يضطر، في مرحلة ما، إلى التحرك ضد الإيرانيين إذا ما أراد فعلًا إعادة ميزان القوة الذي انهار بتاريخ السابع من تشرين الأول/أكتوبر"، لافتًا إلى أنّ: "عدم القيام بذلك قد يمكّن إيران "ووكلاءها" من النجاح في تشكيل ميزان قوة جديد في الشرق الأوسط؛ حيث سيلحق الضرر بـ"إسرائيل" من دون القضاء على حماس، وتكون عملية تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية قد تجمدت".

لكنّ الكاتب كأنه يستدرك؛ فيقول: "قد لا يعني كل ذلك "نصرًأ" لإيران، إلّا أنّه سيعطيها المزيد من القوة وسيشجع دول الخليج العربية على استرضائها، فضلًا عن تعزيز موقع كل من روسيا والصين". وفي هذا السياق؛ تطرق إلى مساعي روسيا والصين من أجل تعزيز مكانتهما الجيو- اقتصادية من خلال تعزيز الروابط الدبلوماسية والاقتصادية مع السعودية والإمارات "المنتجتين للنفط". 

وأضاف أنّ التصوّر السائد أنّ أميركا في انحدار في الشرق الأوسط سيشجع هذه الدول على إبرام الصفقات مع موسكو وبيكن، إلى جانب طهران. كما أردف الكاتب أنّ عدم قيام بايدن "بالضغط على الزناد" في مواجهة إيران سيُعزز فرص أن تتمكّن الجمهورية الإسلامية في إيران من تولي دور "المهيمن"، في منطقة الخليج والمشرق، ما يعني أنّ إيران ستكون في موقع أقوى من أجل تحقيق هدفها بطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط عمومًا، والقضاء بالتالي على "إسرائيل".

أمّا في حال حصل العكس، يقول الكاتب إنّ الاستراتيجية الأميركية الأكثر حزمًا باتجاه طهران قد يسمح للإدارة الأميركية بإعادة إحياء استراتيجيتها بإنشاء شراكة بين السعودية و"إسرائيل" تهدف إلى احتواء إيران "ووكلائها"، على حد تعبيره، كما قال إنّ ذلك سيحمل معنى أكبر إذا ما أدى السعوديون وغيرهم من "الدول السنيّة العربية" دورًا في إعادة إعمار غزة بعد الحرب.

كذلك تابع الكاتب؛ أنّ السياسات الأميركية في الشرق الأوسط وأوكرانيا ستؤثر على موقعها في شرق آسيا. وقال إنّ تآكل الالتزام الأميركي حيال أوكرانيا وعدم احتواء "طموحات إيران للهيمنة" سيتكون رسالة ضعفية إلى بكّين، وقد يشجع الأخيرة على اختبار مدى التصميم الأميركي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

كما تحدث الكاتب عن "إبداء القوة"، وقال إنّ رباعية "الكواد" التي تضم الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان قد تصبح نواة لتكتل أمنى إقليمي على غرار حلف الناتو.  وأضاف أنّه بالإمكان تعزيز توازن القوى العالمي من خلال "الشراكة العربية- الإسرائيلية"، وتوسيع تكتل "I2U2" أو ما يعرف "باكواد الغربي" الذي يضم الهند و"إسرائيل" والامارات والولايات المتحدة، وأيضًا من خلال الإفادة من قوة السعودية الاقتصادية و"تفوق "إسرائيل" التكنولوجي".

ورأى أنّ: "الولايات المتحدة، بينما ستبقى على الأرجح الدولة الأقوى في العالم لمرحلة ليست بالقصيرة، فإنّ التحدي الثلاثي الذي تواجهه في أوكرانيا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ سيجعل من الصعب لها أن تؤمّن هيمنتها العسكرية بمفردها". وأضاف الكاتب الإسرائيلي أنّه سيتوجب بالتالي استبدال مفهوم الاحتكار الأميركي للنظام الدولي "باحتكار القلة". 

وأكد أنّ الخيار أمام واشنطن هو بين مواصلة سعيها للهيمنة أو العمل مع قوى أخرى مثل الناتو في أوروبا و"الشراكة الإسرائيلية- العربية في الشرق الأوسط و"الكواد" في آسيا، من اجل احتواء التهديدات للنظام الدولي".
 

إقرأ المزيد في: ترجمات