معركة أولي البأس

ترجمات

ما هي حدود النفوذ الأمريكي على كيان العدو؟
04/01/2024

ما هي حدود النفوذ الأمريكي على كيان العدو؟

أشار الدبلوماسي الأميركي الصهيوني السابق دنيس روس، في مقالة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للكيان الصهيوني لم يكن يومًا "شيكًا مفتوحًا"، مضيفًا أن: "واشنطن دائمًا ما استفادت من المساعدات العسكرية كسبيل من أجل تحقيق أهدافها السياسية، مثل حثّ "إسرائيل" على المخاطرة "من أجل السلام"، أو من أجل المساعدة على ردع أعداء أميركا في المنطقة"، على حد قوله.

الكاتب لفت إلى أن: "هذه المساعي لم تحقق النجاح في كل المرات"، وقال : "التاريخ يثبت أن الناخبين الإسرائيليين، إذا ما أدركوا أن هناك مطالب غير منطقية تصدر عن الولايات المتحدة، فـ"تل أبيب" سترفض هذه المطالب مهما كانت الأثمان".

وتابع أن أيّ رئيس حكومة صهيوني بإمكانه أن يستفيد سياسيًا من خلال الوقوف بوجه أي رئيس أميركي ينظر إليه على أنه لا يفهم المنطقة، ويبدو مستعدًا للضغط على الكيان من أجل تقديم تضحيات تحمل معها "المخاطر". وقال الكاتب إن: "كل الرؤساء الأميركيين، بدءًا من رونالد ريغن وصولاً إلى جو بايدن، سعوا إلى التعاون الاستراتيجي مع "تل أبيب"...هذا التعاطف السياسي والتاريخي أدى دورًا أساسيًا في هذا الدعم".

كما أشار إلى أن: "العلاقة بين الجانبين ليست لخدمة "إسرائيل" فحسب، بل تخدم المصالح الأميركية الجيوسياسية وتسترجع الكثير من المساعدات إلى مؤسسة صناعة السلاح في الولايات المتحدة"، وتابع أن :""إسرائيل" قامت بتطوير تكنولوجيات عسكرية جديدة وبمشاركتها، مثل الحماية المدرعة للدبابات ونظام القبة الحديدية، فيما وضعت الولايات المتحدة معدات عسكرية لها في "إسرائيل" من أجل نشر القوة في الشرق الأوسط، الأمر الذي يؤكد أن هناك تعاونًا استخباراتيًا بينهما".

الكاتب لفت إلى أن: "الشارع الإسرائيلي كان ينظر إلى الرئيس السابق باراك أوباما على أنه منحاز ضد "إسرائيل" ولم يشعر أنّ "تل ابيب"  يمكنها التعويل عليه"، وقال إن "نتنياهو استغل ذلك من خلال الظهور أمام الكونغرس، قبل أسبوعين من موعد الانتخابات الإسرائيلية العام 2015، وذلك من أجل رفض مقاربة أوباما حيال المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي"، وأضاف أن: "نتنياهو كان متأخرًا بالاستطلاعات وقتها، لكنّه فاز بها في النهاية، حين نظر الإسرائيليون بإيجابية إلى وقوفه بوجه أوباما".

وقال الكاتب إن: "على "إسرائيل" القيام بالمزيد من أجل الحد من الضحايا المدنيين والاستجابة للاحتياجات الإنسانية لسكان غزة"، وأردف : "التهديد بحجب المساعدات حتى تغير "إسرائيل" سياساتها لن يؤدي سوى إلى جعل الإسرائيليين يعتقدون أن عليهم خوض المواجهة بمفردهم".

ورأى الكاتب أن: "وضع شروط على المساعدات المقدمة لـ"إسرائيل" لن يعزّز النفوذ الأميركي أو المصالح الأميركية"، موضحًا أن: "مكانة بايدن في الشارع الإسرائيلي تشكّل عنصر التأثير الأكبر للولايات المتحدة على صعيد رسم الأحداث في غزة، وأضاف أن: "ذلك سيجبر أي رئيس وزراء إسرائيلي على دفع ثمن مقابل رفض أولويات إدارته".
 

إقرأ المزيد في: ترجمات