معركة أولي البأس

ترجمات

"ناشيونال إنترست": بايدن يتسبّب بالضرر لنفسه بسبب دعمه الحكومة الإسرائيلية
19/12/2023

"ناشيونال إنترست": بايدن يتسبّب بالضرر لنفسه بسبب دعمه الحكومة الإسرائيلية

كتب بول بيلر (Paul Pillar) المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) مقالة، نُشرت على موقع "National Interest"، قال فيها: "إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن تسبب بالكثير من الضرر لنفسه بسبب احتضانه الفوريّ وغير المشروط للحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"".

وأضاف الكاتب أنّ: "بايدن يجد صعوبة في التراجع عن هذا الموقف، منذ أن بدأت الحكومة الإسرائيلية بالتسبب بالقتل والتدمير المروّع في غزة". ورأى الكاتب أنّ بايدن يتشارك المسؤولية في الكارثة الإنسانية في غزة، وأنّ استراتيجيته التي تقوم على "المعانقة" بغية محاولة كبح حكومة نتنياهو من خلال البقاء إلى جانبها فشلت إلى حدّ كبير"، كما تابع أنّ: "بايدن فقد التأييد عند عدد كبير من قاعدته في الحزب الديمقراطي"، مشيرًا إلى أنّه: "يحتاج إلى دعم هؤلاء من أجل إعادة الفوز في الانتخابات الرئاسية".

وأردف الكاتب أنّ: "أهم التداعيات الناتجة عمّا يحدث تتمثل بالضربة التي تلقتها المصالح الأميركية"، متحدثًا في هذا السياق عن تنامي حال الغضب والكراهية تجاه الولايات المتحدة.

أمّا بخصوص نتنياهو، فقد أشار الكاتب إلى أنّه يواجه الكثير من المشاكل السياسية الداخليّة، مضيفًا أنّ :""طوفان الأقصى" حطّمت سمعة نتنياهو الذي كان يُعرف بالرجل القادر على حفظ الأمن"، ولفت إلى انعكاس ذلك في استطلاعات الرأي مباشرة بعد العملية، والتي بينت تراجع شعبية نتنياهو وحزب "الليكود" عند الجمهور الإسرائيلي.

وتابع الكاتب أن: "هناك حافزًا قويًا لنتنياهو كي يواصل الحرب في غزة، ويتجاهل "التوسلات" الأميركية بشأن ضبط إيقاع العملية العسكرية أو ضرورة التوصل إلى حل سياسي يعطي الفلسطينيين حق تقرير المصير"، كما أردف أنّ: "الحرب تخدم، على الأمد القصير، التعطش الإسرائيلي المستمر لدماء الفلسطينيين".

وقال الكاتب: "إنّ التوتر الناتج عن إدارة بايدن ليس أمرًا سلبيًا لنتنياهو، وقد يكون مكسبًا حتى"، وأوضح أنّ :"هذا التوتر يُظهر للناخبين الإسرائيليين تصميم نتنياهو تحدي الضغوط الأميركية بشأن "السماح" بدولة فلسطينية". وأردف الكاتب أنّ :"المساعدات الأميركية لـ"إسرائيل" تستمر، وأنّ ديناميات السياسة الأميركية التي حافظت على مواصلة هذه المساعدات ما تزال تردع بايدن من فرض شروط حقيقية على الدعم".

هذا، وذكر أنّ المشاكل القانونية التي يواجهها نتنياهو تعطي حافزًا إضافيًا له كي يواصل تبنّي السياسات المتشدّدة التي تتطلبها الحرب؛ حيث تبتعد الأنظار عن جميع المسائل الأخرى. كما أوضح الكاتب أنّ: "هذه السياسات تساعد في إرضاء الشخصيات الأكثر تطرفًا في الحكومة الإسرائيلية، ما يحافظ على تماسك الائتلاف الحاكم ويؤخّر أكثر المحاسبة القانونية لنتنياهو".

وقال الكاتب: "إنّ تقويض موقع بايدن السياسي في أميركا يعدّ مكسبًا لنتنياهو، إذ إنّ الأخير سيرحّب بكل تأكيد بفوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024"، كما وبينما تحدّث عن سعي بايدن بقوة لإظهار الدعم لـ"إسرائيل"، أردف بأن ذلك لا يصل إلى مستوى "الهدايا" التي قدّمها ترامب لـ"إسرائيل"، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، وكذلك طرح "خطة سلام"، تجعل من الفلسطينيين تابعين بدلًا من إعطائهم دولة.

كما أردف الكاتب بأنّ المواقف الأميركية تجاه "إسرائيل" أصبحت أكثر فأكثر على خطوط حزبية، مستشهدًا بهذا السياق باستطلاعات الرأي. وتابع أنّه: "بينما يجسد الرئيس الأميركي جو بايدن "الإذعان" الأميركي القديم من كلا الحزبين لـ"إسرائيل"، فإنّ الحزب الجمهوري هو من يقدّم الدعم غير المشروط لـ"إسرائيل".

كذلك أردف أنّ: "التحالف "الأكبر" ليس بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، بقدر ما هو تحالف بين الحزب الجمهوري واليمين الإسرائيلي، والذي يشمل الحكومة الإسرائيلية".

وأضاف الكاتب أن: "بايدن يعكس، بأشكال عدة، صورة السياسي الأميركي القديم، وأنّ لجوءه إلى التعبير عن "المحبة" لـ"إسرائيل" كان خطوة بديهية تقريبًا بالنسبة إليه، لكنّ الكاتب قال إنّ هذا الموقف لا يُحقّق النجاح لبايدن على خلفية الأحداث المروّعة في غزة". وقال: "إنّه وفي حال خسارة بايدن الانتخابات العام المقبل، فذلك سيكون لأسباب عدة، لكن أحدها سيكون احتضانه لسياسيّ أجنبيّ لا يُبالي بالمصالح الأميركية أو بحظوظ بايدن السياسية".
 

إقرأ المزيد في: ترجمات

خبر عاجل