ترجمات
تداعيات أهداف الحرب التي وضعتها "إسرائيل" تضرّ واشنطن و"تل أبيب"
كتب دايفد هندركسون مقالة نشرت بمجلة "ذي أميريكان كونسيرفاتيف" أشار فيها إلى أن "إسرائيل" ستذهب بشكل شبه مؤكد إلى حرب تدوم عدة أشهر إذا ما استمرت بالسعي لتحقيق هدفها المنشود بالقضاء على حركة حماس، مستبعداً في الوقت نفسه أن تستسلم الأخيرة.
وقال الكاتب إن "إسرائيل" تلقت خسارة كبيرة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مضيفًأ أن الرد الإسرائيلي المفرط هو خطأ بحد ذاته، كما حذر من أن ما تقوم به "إسرائيل" إنما يضمن خسارتها هي والولايات المتحدة للرأي العام العالمي، وأن الدبلوماسيين الغربيين يعترفون بذلك خلف الكواليس.
وفيما اعتبر الكاتب أن الرأي العام العالمي عاد إلى طبيعته بعد المواقف الغاضبة حيال "إسرائيل" خلال حروب حصلت في الماضي مع غزة ولبنان، رجح بأن تكون الأمور مختلفة هذه المرة، وذلك بسبب الحجم الهائل للقتل والدمار، وتابع بأن "إسرائيل" تحظى بدعم في واشنطن ولندن وبرلين ونيودلهي، ولكن ليس في مكان آخر فعلياً.
ورأى أن علاقات "إسرائيل" مع تركيا ومصر والأردن والسعودية تضررت بشكل كبير، وذلك سيتفاقم مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، والأمر نفسه ينطبق على كل دولة تقريبًا خارج الغرب، وعلى طيف واسع من الشعب داخل الدول الغربية نفسها.
الكاتب قال إن زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن قرر المضي في مخطط تنفيذ هجمات 11 أيلول بعدما شاهد الحصار والقصف الإسرائيلي لبيروت عام 1982، وبناء عليه تساءل عما قد يخطط له البعض بعد أن شاهد ما قامت به "إسرائيل" في غزة.
وشدد الكاتب على أن تداعيات الأهداف التي وضعتها "إسرائيل" للحرب تضر بـ"إسرائيل" وأيضاً بالولايات المتحدة، مؤكدًا على أن الانتقام من شعب آخر بهذا الشكل الذي ظهر في غزة لا يمكن أن يأتي بالأمن، وهو لا يأتي سوى برغبة الانتقام لدى الطرف الذي تعرض للقمع، بينما يشوّه صورة الطرف الذي يرتكب القمع، وعليه خلص إلى أن هكذا سلوك يعدّ جريمة وخطأ في نفس الوقت.
وتحدث الكاتب عن أحلام إسرائيلية "مستحيلة" بالعيش في أمان مطلق، وأن القضاء على حركة حماس يتطلب أساليب تضمن خلق حالة من الكراهية التي لا يمكن إخمادها ضمن "من سيبقى" من الشعب الفلسطيني ولدى الذين يدعمون قضية هذا الشعب.
أما موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فوصفه الكاتب بأنه في حالة من الذهول والارتباك، وأن هذه الإدارة تخشى كثيراً الصدام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أنها في نفس الوقت ترى بأن نية "إسرائيل" بفرض إجراءات عقابية مفرطة إنما هو أمر مروّع.. وبينما قال إن بايدن دائماً ما كان يدعم "إسرائيل" بالمطلق ولا يزال، فإن العديد من معاونيه والأعضاء في حزبه يشعرون بالاشمئزاز إزاء الكارثة الإنسانية الحاصلة.
وأضاف الكاتب أن هذه الإدارة تأخذ بنصيحة الصحفي توماس فريدمان وتربط دعمها لـ"إسرائيل" بوعد حلّ الدولتين، مشيراً في هذا السياق إلى ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن ضرورة أن تقبل "إسرائيل" بدولة فلسطينية مستقلة بعد أن يتم "القضاء على حماس".
وشدد الكاتب على أنه لا يمكن أخذ مثل هذه المواقف الأميركية على محمل الجد، وذلك نظراً لعجز الولايات المتحدة حيال "إسرائيل" في الحرب الراهنة.
وقال إن المعطيات تفيد بأن نتنياهو لا يأخذ هذه المواقف على محمل الجد والتنازلات التي تتوقعها الولايات المتحدة من "إسرائيل" وكالمعتاد ستحصل في المستقبل وليس في الحاضر، والتركيز على حل الدولتين في هذه المرحلة يبعد الأنظار عن المهمة الرئيسية، وهي التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والحد من مدى حجم الكارثة.
وأشار الكاتب إلى أن إدارة بايدن، وفق ما جرى تداوله، منحت "إسرائيل" سقفاً زمنياً لاستكمال عمليتها، وأضاف "تبيّن بشكل واضح أن "إسرائيل" لا تستطيع القضاء على حماس مع حلول أواخر الشهر الجاري"، وبينما قال إن الأمور لم تصل بعد إلى توجيه الولايات المتحدة "الإنذار الأخير"، تساءل عما إذا كانت الأمور ستسير بهذا الاتجاه مع مضي الوقت.
وبينما قال الكاتب إن بايدن لا يريد الدخول في مواجهة مع نتنياهو ولا يريد أن يدخل في حرج ناتج عن تنازل عن هدف الحرب الذي أيده بايدن نفسه، نبّه من أن عدم التصدي لأهداف "إسرائيل" يعني الوقوف متفرجًا، بينما تحدث الأخيرة الفوضى وتضر بمشروعية القوة الأميركية في المنطقة.
إقرأ المزيد في: ترجمات
18/10/2024
عشاء زفاف زوجين إيرانيين یصل إلى لبنان
16/10/2024
ملابس هذا المحلّ هديّةٌ لأطفال لبنان
15/10/2024