ترجمات
أميركا قوّضت دورها عالميًا بسبب دعمها المفرط للكيان الصهيوني
أكد الكاتب الهندي ديباسيش روي شودري، أن مواقف الرئيس الأميركي جو بايدن حيال الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "تتعارض والإدانات الدولية حيال ما تمارسه "إسرائيل" من قتل المدنيين".
وأشار الكاتب في مقالة نُشِرت على موقع "آسيا تايمز"، إلى أن "بعض قادة دول حليفة لأميركا يرفعون الصوت إزاء ما يحصل، وينأون بأنفسهم عن السياسة الأميركية بتقديم التفويض المطلق لـ"إسرائيل"".
أضاف بأن ازدواجية المعايير الأميركية في المقاربة حيال ما يحصل في غزة مقارنة مع ما يحصل في أوكرانيا تتضح أكثر فأكثر بينما يستمر سقوط الضحايا في غزة مع ارتفاع وتيرة الحرب، لافتًا إلى أن ذلك ينطبق خاصة على دول "الجنوب العالمي" التي دائمًا ما تحاضرها الولايات المتحدة في مواضيع مثل الحرية وحقوق الانسان.
وتابع الكاتب قائلًا "حجم المأساة الإنسانية في غزة غير مقبول"، معتبرًا أن "ما يحدث في غزة يعكس أكثر فأكثر زوال النظام العالمي "المبني على القواعد" الذي هو شعار دائمًا ما تردده إدارة بايدن".
وقال الكاتب إنّها "لن تكون المرة الأولى التي يتعرض فيها "النظام المبنى على القواعد" لمثل هذه "النكسات"، وذلك بعد غزو كل من العراق وأوكرانيا"، إلّا أنه شدّد على أن "رد الفعل الدولي الغاضب على ما يجري في غزة إنما يعكس أزمة غير مسبوقة على صعيد "السلطة الأخلاقية" للنظام اللبرالي، وخاصة الولايات المتحدة التي تقود هذا النظام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، وفق تعبيره.
ورأى الكاتب الهندي أنّ الحرب على غزة تطرح أسئلة حقيقية حول أفعال وأحكام أميركا، وأيضًا حول "شرعية النظام الليبرالي" الذي "تبشّر" به. وقال: "إن مشاهد بايدن وهو يتوجه إلى "إسرائيل" ويعانق "زعيمها"، إلى جانب قبول أميركا بما يحدث من قتل للمدنيين بأعداد هائلة وعرقلتها للهدن الإنسانية وغيره، إنما يثير الشكوك بشكل غير مسبوق حول "عدالة وقدرة" نظام "التعددية" ومدى أهلية أميركا لقيادة هكذا نظام"، على حد وصفه.
وأكد الكاتب أن ما يقوله بايدن عن "نظام مبنى على القواعد" بات لا يلقى صداه إطلاقًا، مضيفًا بأن إدارته تستخدم هذا الكلام من أجل توطيد تحالف دولي ضد الصين التي تتهمها واشنطن بأنها تسعى إلى تخريب النظام "الليبرالي".
غير أن الكاتب أوضح أن الصين "أبدت احترامًا" أكبر بكثير "للقواعد" في النزاع الحالي وبيّنت أنها تتصرف بمسؤولية أكبر من خلال رفض ما تقوم به "إسرائيل" ودعوتها لوقف إطلاق النار، وذلك خلافًا لرفض أميركا الثابت لوقف الحرب رغم الدعوات المتكررة من الأمم المتحدة".
وشدّد الكاتب على أن رد فعل أميركا على الأزمة قوّض مزاعم الأخيرة عن "تفوّقها الأخلاقي" في مواجهة الصين"، على حد تعبيره.
وأضاف الكاتب بأن القوى الجديدة في العالم المتعدد الأقطاب الناشئ تقول إن النظام القائم يطغو عليه الطابع الغربي، وإنه يفتقد إلى التنوع والمحاسبة.
وفيما بيّن أن "منظمات مثل "بريكس"، تُعتبر منصات من أجل نظام بديل"، أشار إلى أن "النظام الحالي ربما ليس في آخر أيّامه، إذ أن "العالم الجنوبي" ليس عبارة عن "كيان متجانس"، وفق تعبيره، ولفت في هذا السياق إلى موقف الهند الداعم بقوة لـ"إسرائيل"، مقابل الموقف الداعم للفلسطينيين الذي تتبناه دول أخرى من الأعضاء المؤسسين لـ "بريكس".
ورأى الكاتب أن "النظام القائم على القواعد" لن ينتهي بسبب "أحداث غزة" على الرغم من أنه أصبح عرضة أكثر من أي وقت مضى للمطالب من أجل التغيير"، إلّا أنه اعتبر أن "أحداث غزة" قد تشكل اللحظة الانتقالية حيث لن يبقى هذا النظام تحت احتكار أميركا التي ينظر إليها على أنها لا تستطيع أن تلعب دور الوساطة بشكل "نزيه" كما ينبغي".
وختم الكاتب مؤكدًا أنّه "مهما كان شكل النظام الليبرالي الذي سينشأ بعد انتهاء الحرب على غزة، فإنه لن يعد تحت احتكار أميركا وحدها".
إقرأ المزيد في: ترجمات
18/10/2024
عشاء زفاف زوجين إيرانيين یصل إلى لبنان
16/10/2024
ملابس هذا المحلّ هديّةٌ لأطفال لبنان
15/10/2024