ترجمات
الدعم الأميركي للعدوان "الإسرائيلي" على غزة.. هل اقترب من مرحلة السقف؟
لم تعد التعمية الإعلامية الأميركية على المجازر والتدمير الذي تقترفه آلة الحرب الصهيونية، في قطاع غزة، تنفع. واختباء الإدارة الأميركية خلف إصبعها بات مكشوفًا أمام الرأي في الشارع الأميركي، والذي بات جزءًا كبيرًا منه يدرك أن الهجوم الإسرائيلي دخل في إطار حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة. كما أن واشنطن لديها حدود في تأمين الدعم المالي والعسكري لـ"إسرائيل" لا سيما في حال انزلاق جيش الاحتلال أكثر في وحول قطاع غزة.
وكتب توماس فريدمان مقالة، نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز"، حملت عنوان: "أرجوك "إسرائيل" لا تضيعي في أنفاق "حماس""، والتي أشار فيها إلى أن الرأي العام تحول سريعًا ليركز على وحشية "الهجوم الإسرائيلي المضاد" على المدنيين في غزة، وذلك بعد عملية "طوفان الأقصى".
وقال الكاتب "إن حجم "الضربة الإسرائيلية المضادة" غطى على ما أسماه "إرهاب حماس"، وجعل من أتباعه أبطالًا في نظر البعض، مضيفًا أن "الحملة الإسرائيلية في غزة أجبرت "حلفاء "إسرائيل" الجدد ضمن اتفاقيات "أبراهام" بالابتعاد عن "الدولة اليهودية".
ورجّح الكاتب دخول "إسرائيل" بالركود الاقتصادي في حال احتاجت أشهرًا من أجل طرد "حماس" من غزة، كما تشير التوقعات، مشيرًا إلى أن المعطيات تفيد من الآن بأن حجم الاقتصاد الإسرائيلي سيصغر بنسبة أكثر من 10% في السنة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام. ورأى الكاتب أنه كان ينبغي على "إسرائيل" أن تعتمد "عملية إنقاذ رهائننا" والتركيز على اعتقال "الأطفال والأجداد" وقتلهم.
كما تساءل الكاتب عن خطط رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، ونقل عن مسؤولين إسرائيليين أن هناك عاملين اثنين ثابتين، وهما أن حركة "حماس" لن تعود أبدًا إلى الحكم في غزة، وأن "إسرائيل" لن تحكم غزة بعد "حماس". كذلك نقل عن هؤلاء بأنّ الترتيبات ستكون على غرار تلك التي تعتمد في بعض مناطق الضفة الغربية، حيث يدير الفلسطينيون الشؤون اليومية في غزة، بينما يؤدي الجيش الإسرائيلي وأجهزة "الأمن" الإسرائيلية دورًا مساندًا خلف الكواليس.
إلا أن الكاتب رأى أن هذا ليس عبارة عن خطة متكاملة، مستبعدًا أن يقوم الاتحاد الأوروبي ودول الخليج والكتلة التقدمية في الحزب الديمقراطي الأميركي، في مجلس النواب، بتمويل الإشراف الإسرائيلي على غزة إلى ما لا نهاية. كما رأى أن تكلفة احتلال غزة قد تدخل "إسرائيل" في ضائقة عسكرية واقتصادية تستمر لأعوام، سائلًا كيف ستدير "إسرائيل" مثل هكذا عملية معقدة في ظل انعدام الثقة بنتنياهو؛ لا سيما أنه حمّل القادة العسكريين والأمنيين الإسرائيليين مسؤولية الفشل في ما يخص عملية "طوفان الأقصى"؟.
ولفت الكاتب إلى أن نتنياهو ليس لديه "فريق من الخصوم" يدعمه، بل فريق من الشخصيات الذين يطلب منهم اتخاذ قرارات صعبة بعيدة الأمد، بينما يعلمون أن رئيس وزرائهم هو شخصية "متدنية" سيحمّلهم مسؤولية كامل الأخطاء التي ستحصل. وتابع الكاتب أن: "موقف واشنطن يرى أن القيادة الإسرائيلية ليس لها خطة قابلة للتنفيذ من أجل تحقيق الانتصار، وبأنها تفتقد كذلك إلى زعيم قادر على التعامل مع تعقيدات الأزمة".
وشدد على ضرورة أن تعلم "إسرائيل" أن هناك سقفًا للقبول الأميركي بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين نتيجة العمليات العسكرية المفتوحة الأمد، مضيفًا: "ربما اقتربنا من هذا السقف". كما رأى أنّ على "إسرائيل" أن تبقي الباب مفتوحًا لوقف إطلاق نار إنساني وتبادل الأسرى ما يسمح لـها بالتوقف والتأمل حيال ما يجري في عمليتها العسكرية "المتسرّعة" في غزة.
إقرأ المزيد في: ترجمات
18/10/2024
عشاء زفاف زوجين إيرانيين یصل إلى لبنان
16/10/2024
ملابس هذا المحلّ هديّةٌ لأطفال لبنان
15/10/2024