ترجمات
واشنطن أمام تحديات كبرى على صعيد الموقف الشعبي مما يجري في غزة
أكّدت الممثلة السابقة لوزارة الخارجية الأميركية لدى المجتمعات الإسلامية، خلال حقبة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، فرح بانديث أن شعوب المنطقة لا تزال ترفض بقوة إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وذلك على الرغم من أن العديد من قادة المنطقة هم في العموم مؤيدون للغرب.
وفي مقالة لها نُشرت على موقع مجلس العلاقات الخارجية (مركز دراسات أميركي معروف) شدّدت بانديث على أنّ شعوب المنطقة غاضبة مما يجري في قطاع غزة، مشيرة إلى استطلاع للرأي أجري عام ٢٠٢٠ كشف أن نسبة ثلاثة في المئة فقط من المستطلعين يؤيدون تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني ودول مثل البحرين ودولة الإمارات.
وقالت الكاتبة "إن العديد من قادة المنطقة يرون أن هناك حاجة ملحة لدعم الفلسطينيين وأيضًا لمحاولة كسب الشعبية في الداخل"، معتبرة أنّ ذلك ربما يعود إلى حرص هؤلاء على تحصين حكمهم "غير الديمقراطي".
وأضافت بانديث أنّ "البلاد تواجه معضلة تشبه إلى حدّ ما حقبة ما بعد الحادي عشر من أيلول"، كما قالت "إن الولايات المتحدة لا تتحكم بالخطاب في ظل تسارع وتيرة ما يحدث".
وتابعت الكاتبة أن "ميثاق حركة "حماس" يدعو لتدمير "إسرائيل" والقضاء عليها"، وزعمت أنّ "خطاب تنظيم "القاعدة" عن أن الغرب يكره الإسلام يلعب دورًا أساس على صعيد تمكين "رؤية "حماس" العالمية"".
وأشارت إلى أن حقبة ما بعد الحادي عشر من أيلول تقدم دروسًا وخارطة طريق محتملة لصناع السياسة الأميركيين، وشددت على ضرورة أن تعتمد إدارة الرئيس جو بايدن مقاربة واضحة ومكثّفة في الانخراط مع المجتمعات الإسلامية.
وأكدت الكاتبة ضرورة أن تحدد الإدارة الأميركية مجالات ذات الأرضية المشتركة من أجل التواصل مع الأجيال الصاعدة وبناء العلاقات مع هذه الفئة.
كذلك أكدت الكاتبة ضرورة أن تجري إدارة بايدن مقارنات بين ما أسمتها "الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها "حماس"" والممارسات التي قامت بها جماعات مثل "طالبان" و"القاعدة"، لافتة إلى أن موقف الكثير من شعوب المنطقة حيال "حماس" يختلف عن موقفهم حيال "طالبان" و"القاعدة"، مضيفة أنّه ينبغي على إدارة بايدن رفع الصوت عاليًا بوجه ما وصفته "بهذا النفاق".
ورأت الكاتبة أن هناك "ضرورة لأن تسعى إدارة بايدن إلى "التأثير الثقافي"، وأن تعمل على معالجة ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي"، وحذرت من أن سرعة نشر المعلومات والمواد على وسائل التواصل الاجتماعي قد تعزّز الفتنة داخل المجتمع وتعقد عملية صناعة السياسات.
وشدّدت على ضرورة أن تطلب الحكومة الأميركية من منصات التواصل الاجتماعي ــ التي مقرّها الولايات المتحدة ــ اتخاذ الإجراءات من أجل الحد من نشر خطاب الكراهية، فضلًا عن مواصلة الضغط على المنصات "الأجنبية" للقيام بالمثل.
وشددت الكاتبة على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى رؤية جديدة للشرق الأوسط تأخذ في الحسبان الحقائق و"الفرص" الجديدة لصناع السياسة والناس من الجيل الأصغر سنًا. ومن هنا أثنت الكاتبة على أهمية دور "القوة الناعمة" والوقت والمال والاهتمام الذي ستخصّصه الولايات المتحدة في هذا الإطار.
وتحدثت أيضًا عن ضرورة أن تكثّف الولايات المتحدة نشاطها في المنطقة وأن لا تترك الفراغ الذي قد تملأه الصين أو روسيا، أو ما أسمته "جهة غير دولية خطيرة"، كما تحدثت عن مخاطر جديدة للداخل الأميركي، محذرة مما قد تؤول إليه الأمور في ظل المشاعر والأفكار السائدة.
كذلك لفتت إلى أن وزارة الأمن الداخلي الأميركية حذرت من أنّ أعمال العنف ضد "الإسرائيليين" والفلسطينيين واليهود والمسلمين وغيرهم قد تزداد في الولايات المتحدة مع استمرار العدوان الصهيوني في غزة.
وأكدت أن هناك خطرًا حقيقيًا يتمثل باستفادة متطرفين مثل النازيون الجدد مما يجري من أجل تنفيذ الهجمات وتجنيد الناس الذين يرون في المسلمين أو اليهود عدوًا مشتركًا، محذرة من أن تزايد العنف يزيد من الدعم الداخلي للمرشحين المحسوبين على المعسكر المتشدد.
ونبّهت الكاتبة إلى أن كل ذلك قد يؤثر على نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية العام القادم، وأن العدوان الصهيوني على غزة قد "أجّج بالفعل التوتر بين إدارة بايدن والأميركيين الشباب الذين يشكّلون كتلة انتخابية أساسية للديمقراطيين والذين عادة ما يكونون أكثر انتقادًا لـ"إسرائيل"".
ولفتت إلى أنّ بعض الطلاب الجامعيين في أميركا وصفوا عناصر حركة "حماس" بـ"المقاتلين من أجل الحرية"، مشيرة إلى أنّ المشاهد المروعة التي تأتي من الشرق الأوسط قد تزيد من حالة العداء حيال جو بايدن بين بعض الجاليات في الولايات المتحدة، منبهة إلى أن الكثير من هذه الجاليات موجودة في "الولايات المتأرجحة".
وختمت الكاتبة مشدّدة على أنه ينبغي على إدارة بايدن "أخلاقيًا" واستراتيجيًا تكثيف المساعي من أجل التصدي للكراهية ضد المسلمين والعرب، وكذلك معاداة السامية، وقالت: "إنّ ذلك سيساعد إدارة بايدن على تحقيق أهدافها سواء على صعيد السياسة الخارجية أم الداخلية".
إقرأ المزيد في: ترجمات
18/10/2024
عشاء زفاف زوجين إيرانيين یصل إلى لبنان
16/10/2024
ملابس هذا المحلّ هديّةٌ لأطفال لبنان
15/10/2024