معركة أولي البأس

ترجمات

تراجع نفوذ المتديّنين في الحزب الجمهوري الأمريكي
14/09/2023

تراجع نفوذ المتديّنين في الحزب الجمهوري الأمريكي

توقّف الأستاذ الجامعي الأميركي المتخصّص بقضايا الدين والسياسة رَيان بيرج، في مقالة نشرت في مجلة "بوليتيكو"، عند تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الأشهر الأخيرة، والتي ربما خلقت فجوة بين حملته والناخبين المتديّنين. إذ قال الكاتب إنّ ترامب يستطيع أن يتحمّل تراجعًا نسبيًا في تأييد الإنجيليين لديه، موضحًا السبب في أنّ القاعدة التي دعمته في الانتخابات التمهيدية العام 2016 تمثلت بمعسكر صاعد في الحزب الجمهوري لم ينل ذاك الاهتمام، مشيرًا إلى أنَّ هذا المعسكر هو عبارة عن الجمهوريين الذين لا يرتادون الكنيسة أو الكنس اليهودي أو المسجد.

ولفت الكاتب إلى بيانات تفيد بأنّ دعم ترامب يتزايد عند هذا المعسكر، وذلك يعني أنَّه سيبقى إلى الأمد المنظور في موقع قوي لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، حتى وإن خسر أصوات بعض الناخبين من المعسكر "اليميني المتدين". كما أوضح أنَّ ترامب نال ترشيح الحزب الجمهوري، في العام 2016، رغم وجود منافسين يحملون مواصفات دينية أقوى. وسمّى، في هذا السياق، السيناتور تيد كروز الذي دائمًا ما كان يقتبس لخطاباته من الإنجيل، كما سمّى السيناتور ماركو روبيو الذي كان يغرد آيات من الإنجيل.

وأشار الكاتب إلى أنَّ ترامب، ورغم فقدانه "المصداقية الدينية"، إلّا أنَّه فاز بنسبة 50% من أصوات الجمهوريين الذين كانوا يرتادون الكنيسة أسبوعيًا العام 2016، وذلك مقابل حصول كروز على نسبة ثلاثين في المئة من أصوات هؤلاء، وحصول روبيو على نسبة احدى عشر في المئة فقط. أمّا بالنسبة إلى الذين لم يكونوا يرتادون الكنسية، فلفت الكاتب إلى أنَّ نسبة ثلثي هؤلاء صوتوا لترامب في العام 2016، مقابل نسبة ستة عشر في المئة فقط لـــ"كروز".

وشدّد "بيرج" على أنَّ الجمهوريين الذين لا يرتادون الكنيسة يشكِّلون كتلة انتخابية وازنة لأي مرشح يأمل أن يكون منافسًا حقيقيًا في السباق الانتخابي. كما تحدث، في الوقت نفسه، عن زيادة عدد هؤلاء مقابل تراجع عدد الذين يرتادون الكنيسة. وأكَّد الكاتب بإنّه يُفهم من ذلك تراجع سيطرة المعسكر "المتدين اليميني" على الحزب الجمهوري مع كلّ دورة انتخابية، مشددًا على ضرورة أن يتكيّف الحزب الجمهوري مع واقع جديد يتمثل بزيادة نسبة الجمهوريين الذين ليس لهم روابط عميقة مع التقاليد الدينية، مضيفًا أنَّ ذلك ينطبق بشكل خاص على جيل الشباب.

تابع الكاتب إنّ التغيّرات الديمغرافية وصعود العلمانية تقتضي، أيضًا، من الحزب الجمهوري إيجاد طرائق من أجل توسيع قاعدته لتشمل أتباع الأديان الأخرى غير المسيحية، إضافة إلى من هم غير متدينين. وتابع أنَّ ترامب ورغم تأثيره الاستقطابي، إلا أنّه تمكّن من تحقيق بعض النجاح في جعل الائتلاف الجمهوري أكبر حجمًا وأكثر تعددية على الصعيد الديني.

وبحسب الكاتب، ترامب هو من بعض النواحي المرشح النموذجي في ظلّ التحولّات الحاصلة للحزب الجمهوري، إذ يحظى الرئيس السابق بدعم لا يُستهان به عند المسيحيين المحافظين، ولكن في الوقت نفسه يستطيع استقطاب الناخبين الجمهوريين الذين لا تربطهم علاقة قوية بالمعتقدات الدينية. وبناء عليه؛ خلص الكاتب إلى أنَّ ترامب يستطيع أن يتحمّل تراجع نسب تأييده عند بعض الانجيليين البيض ،وحتى بعض أتباع الكنيسة الكاثوليكية التقليديين، وذلك كونه يستطيع التعويض عن ذلك بالأعداد المتزايدة من الجمهوريين غير المتدينين.
 

إقرأ المزيد في: ترجمات