معركة أولي البأس

ترجمات

إعلام أميركي: لإعادة تقييم العلاقات الأميركية "الإسرائيلية" قبل تدهورها
12/07/2023

إعلام أميركي: لإعادة تقييم العلاقات الأميركية "الإسرائيلية" قبل تدهورها

ذكر الكاتب الأميركي توماس فريدمان في مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ "فريق الرئيس الأميركي جو بايدن يرى أن الحكومة الصهيونية بقيادة بنيامين نتنياهو تنخرط بالسلوك الراديكالي تحت غطاء الإصلاح القضائي"، وأنها "تقوّض المصالح والقيم المشتركة مع كيان العدو، وكذلك تقوّض الوضع في الضفة الغربية".

كما أشار الكاتب إلى تصريح من يسمى بوزير "الأمن القومي الإسرائيلي" إيتمار بن غفير التي قال فيها: "إنّ على بايدن عدم التدخل في الشؤون "الإسرائيلية" وإن "إسرائيل" لم تعد نجمة أخرى على العلم الأميركي".

وتحدث الكاتب الأميركي عن حالة صدمة لدى الدبلوماسيين الأميركيين الذين يتعاملون مع نتنياهو حيث يجدون أنّه من الصعب التصديق بأنّ نتنياهو سيسمح لشخصيات مثل بن غفير بالتحكم به والاستعداد للمخاطرة بعلاقات الكيان الصهيوني مع أميركا والمستثمرين الدوليين، وأيضًا بالمخاطرة بـ"حرب أهلية" في كيان العدو.

وتابع "انهيار القيم المشتركة الأميركية "الإسرائيلية" يبدأ مع ائتلاف نتنياهو الحاكم حيث قررت الحكومة الأخيرة أن تتصرف بأنها فازت بغالبية ساحقة وعملت على تغيير ميزان القوة بين الحكومة والمحكمة العليا"، مشيرًا إلى أنّه جرى التصويت لصالح مشروع القانون حول التعديل القضائي في أوّل جولة من أصل ثلاث جولات، مشبّهًا ذلك بقيام الولايات المتحدة بتعديل دستورها في غضون أشهر فقط من دون أي نقاش على المستوى الوطني أو الإدلاء بشهادات من قبل الخبراء".

كما تابع الكاتب أن "كيان العدو سيتحول إلى نظام ديكتاتوري عنصري فاسد، سيؤدى إلى انهيار مجتمعي وانتهاء "الفصل الديمقراطي" من تاريخ الكيان".

أما في ما يخص المصالح المشتركة، فقال الكاتب: "إنّ من أهم المصالح "الإسرائيلية" الأميركية المشتركة هي الاعتبار "الخيالي" أنّ الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية هو مؤقت فقط، وأنّه قد يكون هناك حل للدولتين مع الفلسطينيين في الضفة الغربية البالغ عددهم 2.9 مليون نسمة" وفق تعبيره.

ولفت إلى أنّ الولايات المتحدة وعلى ضوء هذا السيناريو "الخيالي" دائمًا ما دافعت عن كيان العدو في الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، كما رأى أنّ حكومة العدو "تبذل قصارى جهدها من أجل القضاء على هذا السيناريو الخيالي"، مشيرًا إلى موافقة نتنياهو على أكثر من 7 آلاف وحدة سكنية جديدة أغلبها في عمق الضفة الغربية.

وأضاف الكاتب الأميركي أنّ "قضاء نتنياهو على هذا السيناريو "الخيالي المشترك" بات يشكل مشكلة حقيقية للمصالح الأميركية و"الإسرائيلية"". كما نبّه من أنّ ذلك يهدد استقرار الأردن والذي يمثل مصلحة أميركية و"إسرائيلية" حيوية، وحذّر من أنّ ذلك يدفع بالدول العربية الموقعة على "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع كيان العدو للعودة خطوة للوراء، كذلك قال: "إنّ ما يحصل يجعل السعودية مترددة في المضي بالتطبيع مع كيان العدو".

ولفت إلى أنّ هذا الموضوع يُجبر الولايات المتحدة على الاختيار إذ يتوجب على الولايات المتحدة الإصرار على أمرين اثنين في حال قررت حكومة نتنياهو التصرف وكأن الضفة الغربية هي جزء من كيان العدو، والخيار الأول هو إلغاء تأشيرات لدخول فلسطينيين الضفة الغربية الأراضي الأميركية، متسائلًا "لماذا يجب ان تواصل الولايات المتحدة الدفاع عن "إسرائيل" في الأمم المتحدة والمحكمة الدولية، على أساس أن "إسرائيل" تحتل الضفة الغربية بشكل موقت فقط".

إلى ذلك، أشار الكاتب إلى أنّ الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ سيلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن الأسبوع المقبل، مضيفًا أنّ "بايدن ومن خلال هذا اللقاء يوضح أن مشكلته ليست مع "الإسرائيليين" وإنما مع حكومة نتنياهو المتطرفة"، بحسب وصف الكاتب.

وجزم الكاتب بأنّ الرئيس الأميركي سيوجّه رسالة واضحة إلى هرتسوغ مفادها أنّ "إعادة تقييم العلاقات الأميركية "الإسرائيلية" تُصبح مسألة حتميّة عندما تتضارب المصالح والقيم بهذا الشكل"، موضحًا أنّ "ذلك لا ينطبق على التعاون العسكري والاستخباراتي الأميركي مع كيان العدو"، واصفًا هذا التعاون بالقوي والحيوي، وقال: "إنه ينطبق على قيام كيان العدو بتحويل الأمور إلى حل الدولة الواحدة".

كذلك تابع الكاتب الأميركي في مقالته أنّ "إعادة التقييم هذه ستكون ضرورية قبل أن تتدهور العلاقات، وأن استعداد بايدن للوقوف بوجه نتنياهو قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية يُفيد بأنّ بايدن إنما يرى أنّه يحظى بدعم ليس غالبية الأميركيين فحسب بل غالبية الأميركيين اليهود وحتى "الإسرائيليين" اليهود، مشددًا على أنّ تقديرات بايدن هذه في محلّها.

إقرأ المزيد في: ترجمات