معركة أولي البأس

ترجمات

الولايات المتحدة الخاسر الاستراتيجي في الحرب الروسية الأوكرانية
22/08/2022

الولايات المتحدة الخاسر الاستراتيجي في الحرب الروسية الأوكرانية

رأى الكاتب والمحلل الأميركي رامون ماركس أنَّ الولايات المتحدة ستكون الخاسر الاستراتيجي في الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أنَّ العقوبات على روسيا ستدفع موسكو إلى تعزيز علاقاتها في الشرق، ومع دول أخرى في منطقة يوروآسيا.

وفي مقالة نشرت على موقع "ناسيونال انترست"، قال الكاتب: "إنه وبغض النظر عمن سينتصر في الحرب في أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة ستكون الخاسر الاستراتيجي".  

وأوضح أنَّ روسيا ستعزز علاقاتها مع الصين ودول أخرى في منطقة يوروآسيا مثل: الهند وإيران والسعودية ودول الخليج.

وتوقع الكاتب الأميركي أن تبتعد موسكو عن الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وأن يعمل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ على احتواء "زعامة أميركا العالمية" على غرار قيام الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كسنجر بالاستفادة من "الورقة الصينية" من أجل عزل الاتحاد السوفياتي خلال حقبة الحرب الباردة. 

وأشار إلى أنَّ موسكو بادرت لتكثيف مبيعات الوقود إلى دول آسيوية مثل الصين والهند، حيث تدرك أنه لم يعد بالإمكان أن تكون أوروبا المستهلك الأكبر لمصادر الطاقة الروسية. 

ولفت إلى أنَّ روسيا أصبحت أكبر مزود نفط للصين بعد بدء الحرب في أوكرانيا، حيث حلت مكان السعودية في هذا الإطار. 

كما توقع الكاتب أن تتمكن الصين من تقليص اعتمادها على شحنات الوقود الآتية من الشرق الأوسط، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنَّ هذه الشحنات تمر عبر نقاط بحرية مكشوفة مثل مضيق ملقا. 

وتابع الكاتب: "إن تعزيز العلاقات بين الصين وروسيا في مجال الطاقة سيساعد في توطيد تحالف "بلا حدود" بين الطرفين في منطقة يوروآسيا". 

ورأى أنَّ الصين ستكتسب المزيد من المرونة الاستراتيجية في التعاطي مع الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ جراء التزام روسيا بتزويدها بمصادر الطاقة، مضيفًا بأن ذلك يأتي على حساب "الأنظمة الغربية الديمقراطية".  

وأضاف الكاتب الأميركي" إن روسيا عززت علاقاتها مع الهند في مجال الطاقة، مشيرًا إلى أن الهند تشتري اليوم ما يزيد عن ٧٦٠،٠٠٠ برميل نفط يوميًا بعد ما كانت تشتري كمية لا تذكر قبل الحرب في أوكرانيا". 

وأشار إلى أن الهند اتخذت موقف الحياد إزاء الحرب في أوكرانيا وأن روسيا هي مزود السلاح الأساس للقوات المسلحة الهندية. 

واعتبر أنَّ موقف الهند، حيال الحرب في أوكرانيا، يفيد بأن الأخيرة على الأرجح لن تندمج بالكامل في تحالفات مثل حلف "الكواد" الذي يضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، بالإضافة إلى الهند نفسها. 

وأكَّد الكاتب أنَّ الهند لم تمتنع لوحدها عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يدين روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا، لافتًا إلى أن ٣٤ بلدًا آخر رفضوا كذلك الوقوف مع الغرب. 

وأوضح ماركس أن ثلثي سكان العالم يعيشون في بلدان امتنعت عن شجب روسيا. مردفًا بالقول: "حتى المكسيك المجاورة للولايات المتحدة رفضت إدانة روسيا والانضمام إلى حملة العقوبات ضدها". 

وشدد الكاتب على أن العقوبات الغربية على روسيا في مجال الطاقة ارتدت سلبًا "إلى حدّ ما"، وتسببت بتعطيل الإمدادات لدرجة أن الاتحاد الأوروبي أصبح يعاني من التداعيات الاقتصادية. 

وبيّن أنَّه، وبينما يشكو الغرب من أن روسيا تستخدم صادرات النفط والغاز كسلاح، فإن الحقيقة تقول، إن بروكسل وواشنطن هما أول من عمدتا إلى تسليح موضوع الطاقة عندما أعلنتا نيتهما تقليص شراء الوقود الروسي بعد بدء الحرب. 

وأكد رامون ماركس أنَّ على مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية تكثيف المساعي من أجل تمكين الحلفاء الأوروبيين من تسلم المزيد من المسؤوليات على الصعيد العسكري. 

وحذَّر من أنَّ الأمور ستصبح أسوأ في حال استمرت الولايات المتحدة في سياستها التقليدية حيال "الناتو"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تعد القوة المهيمنة في العالم.

وختم الكاتب مشددًا على ضرورة زيادة مشاركة الأعباء في نظام التحالفات الأميركي بأسرع وقت، وذلك في ظل واقع صعود التعددية القطبية في العالم.

الهند

إقرأ المزيد في: ترجمات