معركة أولي البأس

ترجمات

كاتب أميركي: اتفاقية "مينسك" رسالة "ميتة"
23/02/2022

كاتب أميركي: اتفاقية "مينسك" رسالة "ميتة"

تناول الكاتب الأميركي ديفيد هندريكسون في مقالة نُشرت على موقع مجلة "ناشيونال إنترست" قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلالية جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وإرسال قوات حفظ السلام إلى أراضي هذه المناطق، واصفًا هذه التطورات بالكبيرة. 

وقال الكاتب: "إن اتفاقية "مينسك" كانت منفصلة عن الحقائق على الأرض منذ البداية"، مضيفًا: "إن أوكرانيا اعتبرت أن الاتفاقية عبارة عن املاءات". 

وتابع أن "أوكرانيا مصممة على عدم منح الحكم الذاتي لإقليم "دونباس" وهناك قناعة راسخة بأن أي حكومة في كييف لا يمكنها البقاء في الحكم إذا ما قدمت مثل هذا العرض (منح الحكم الذاتي)".

ولفت هندريكسون إلى أن سكان دونيتسك ولوغانسك رفضوا أيضًا اتفاقية "مينسك" منذ البداية، وأنهم ما كانوا ليثقوا ابدًا بأي ضمانات من كييف. وقال: "إن عدم تقديم كييف أي ضمانات إلى جانب التعرض للقصف على مدى سبع سنوات جاء ليؤكد لسكان هذه المناطق أن إعادة الاندماج مع أوكرانيا سيكون مضرًا جدًا بمصالحهم". 

كما اعتبر الكاتب أنّ "عدم إقدام أوكرانيا على "الخطوة الأولى" إلى جانب عدم تقديم الولايات المتحدة النصيحة لكييف بتغيير موقفها جعل من اتفاقية مينسك "رسالة ميتة"".

كذلك رأى الكاتب أن" اعتراف روسيا بالجمهوريتين المذكورتين يهدف بشكل أساسي إلى التأكيد على تصميم روسيا على استخدام القوة في حال حاولت أوكرانيا استعادة هذه المناطق"، مؤكدًا أنّ الاحداث التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية تفيد أن غياب الدعم العسكري المباشر لم يمنع الجيش الأوكراني من التصعيد، اذ قال: "إن هذا الجيش أقدم على تصعيد كبير، وفي الوقت الذي أشار فيه إلى أن السلطات الأوكرانية ووزارة الخارجية الأميركية تنفي ذلك، استشهد بالخرائط التي نشرها مراقبون تابعون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

وأوضح أن "هذه الخرائط تفصل الانفجارات التي وقعت في دونيتسك ولوغانسك بتاريخ الثامن عشر من شباط/فبراير الجاري وأيضًا بتاريخي التاسع عشر والعشرين من هذا الشهر"، مضيفًا أن "هذه الخرائط تناقض ما تقوله السلطات الأوكرانية ووزارة الخارجية الأميركية". 

وفي السياق نفسه، لفت الكاتب إلى أن "البقع الحمراء الموجودة في الخريطة في محيط دونيتسك ولوغانسك تشير إلى قصف مكثف" وفق قوله. 

وقد حصل في المجموع ما يزيد عن ١٤٠٠ تفجير ناتج عن قصف المدفعية وقذائف الهاون بتاريخ الثامن عشر من شباط/فبراير الجاري، وحوالي ٢٠٠٠ تفجير خلال اليومين التاليين، بحسب هندريكسون.

كما قال: "إن الخرائط تدل على أن النسبة الأكبر من التفجيرات وقعت في الجانب الروسي من الخط الفاصل"، معتبرًا أن ذلك يشكّل تحولًا كبيرًا، اذ إن المعدل في أوائل الشهر الجاري كان حوالى ستة تفجيرات في اليوم فقط. 

عقب ذلك، أشار الكاتب إلى ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد الماضي عن "استفزازات" قامت بها القوات الروسية أو "الانفصالية" خلال فترة نهاية الأسبوع الماضي وعن عمليات مركبة (false flag operations). وهنا تساءل الكاتب عن كيفية قصف مواقع ذاتية وكيف يمكن أن يحصل ذلك من دون أن يلاحظ المراقبون في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومن دون أن تلتقط ذلك الكاميرات التابعة لهذه المنظمة. 

وأضاف الكاتب أن "القصف الأوكراني هدفه المضايقة وليس القتل، وهذا القصف يدفع بسكان دونيتسك ولوغانسك إلى الرحيل"، كما لفت إلى استهداف نظام المياه في دونيتسك وإلى أن ذلك عطّل حياة حوالى مليون نسمة من سكان هذه المنطقة بحسب مراقبي منظمة الصليب الأحمر. 

كذلك اعتبر الكاتب أنه "ليس واضحًا من الذي يحكم في كييف"، مستشهدًا في هذا السياق بتقارير تحدثت عن وجود شخصيات متشددة لا تستجيب بالضرورة لأوامر الرئيس الأوكراني. 

وعن سبب إقدام أوكرانيا على تكثيف القصف من دون مساندة عسكرية أميركية، رجح الكاتب أن ذلك يعود إلى أن أوكرانيا ترى أن "الهزيمة التكتيكية" ستؤدي مع مرور الوقت إلى "انتصار استراتيجي"، وأوضح أن كييف ترى أن "الهزيمة التكتيكية" ستزيد من رغبة الغرب في تكثيف عملية تسليح أوكرانيا استنادًا إلى قاعدة أن التصعيد الروسي سيزيد من غضب الرأي العام الغربي والعالمي. 

وأضاف الكاتب أنه "ومهما كان الدافع فإن التصعيد الاوكراني الأسبوع الماضي وإلى جانب اعتراف روسيا بالجمهوريتين المذكورتين ونقل قواتها إلى مناطقها دفع بالنزاع إلى مستوى جديد"، مشددًا على أن المعركة العسكرية المتوقعة ستتمحور حول السيطرة على أراضي دونيتسك ولوغانسك خلافًا لما تقوله الاستخبارات الأميركية عن غزو أوكرانيا. 

كما توقع أن أي تصعيد قادم سيكون عبارة عن قصف جوي يستهدف سلاح المدفعية الأوكرانية الموجود قرب خط التماس، قائلًا: "إن أي عملية على نطاق أوسع حتى ستكون على الأرجح على غرار ما قامت به روسيا عام ٢٠٠٨ ضد جورجيا وليس على غرار الاجتياح السوفييتي لأفغانستان أواخر عام ١٩٧٩". 

كذلك قال الكاتب: "إن روسيا تواجه العقوبات في جميع الخيارات تقريبًا وكأن الهدف الغربي منذ البداية هو القضاء على محفزات لروسيا لممارسة ضبط النفس". 

وتابع الكاتب أن "روسيا كانت قد أكّدت قبل تصعيد القصف بسلاح المدفعية وقذائف الهاون أنها لن تسمح لأوكرانيا بتنفيذ عملية شبيهة بتلك التي نفذتها أذربيجان عام ٢٠٢٠ أو التي نفذتها كرواتيا عام ١٩٩٥"، لافتًا إلى أن "تنفيذ مثل هذه العملية من قبل أوكرانيا في الأوضاع الراهنة سيؤدي إلى مقتل وتشريد أعداد كبيرة من الناس". 

وبينما قال: "إن استخدام بوتين لكلمة "إبادة جماعية" هو مبالغة، ذكر أن الدبلوماسي الأميركي السابق وليام واكر الذي ترأس بعثة تقصي الحقائق في كوسوفو كان قد اعتبر أن مقتل ٤٥ شخصًا من الكوسوفيين شكّل إبادة جماعية تستوجب التدخل الأميركي في صربيا". 

واعتبر الكاتب أنّ "مجموع سكان دونيتسك ولوغانسك يصل إلى حوالي ٦ ملايين نسمة وهؤلاء يرفضون أن يكونوا تحت حكم كييف".

اوكرانيا

إقرأ المزيد في: ترجمات